"داعش" تتبنى تفجيرً انتقاميًّا جنوب بغداد مع بداية عمليات تحرير الموصل
الإثنين 17/أكتوبر/2016 - 05:27 م
طباعة
أفادت مصادر أمنية وطبية مقتل عشرة أشخاص على الأقل جراء عملية انتحارية استهدفت حاجزًا أمنيًّا جنوب بغداد اليوم الاثنين، وتبنى تنظيم "داعش" هذه العملية التي تأتي بالتزامن مع الهجوم على التنظيم المتشدد في الموصل.
قتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب 17 آخرون بجروح في تفجير انتحاري استهدف اليوم الاثنين حاجزًا للجيش في منطقة اليوسفية جنوب بغداد، كما ذكرت مصادر أمنية وطبية لوكالة الأنباء الفرنسية.
كما أكد ضابط في وزارة الداخلية هذه الأنباء، مضيفًا أن الهجوم وقع حوالي الساعة 10,45 وقال مصدر طبي في مستشفى المحمودية القريب من مكان وقوع الانفجار: إن بين القتلى أربعة جنود.
وتبنى داعش المعروفة إعلاميًّا بـ "داعش" الهجوم في بيان نشره على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء في البيان الموقع من "ولاية بغداد" أن شخصًا يُسمى أبو اسحاق العراقي قام بتفجير سيارة مفخخة صوب حاجز مشترك للجيش والشرطة.
ويأتي الهجوم تزامنَا مع انطلاق عملية استعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر أكبر معاقل تنظيم داعش في البلاد. وقد انطلقت معركة تحرير الموصل من تنظيم "داعش" وذلك بعد كلمة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والذي يشغل أيضًا موقع القائد العام للقوات المسلحة، وأكد العبادي بدء تحرير محافظة نينوي، داعيًا أهالي الموصل للتعاون.
في كلمة ألقاها عبر التلفزيون الرسمي في الساعات الأولى من صباح اليوم ، برفقة عدد من القادة العسكريين، قال العبادي من داخل مقر العمليات المشتركة "أعلن اليوم انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى". ودعا العبادي أهالي مدينة الموصل إلى التعاون مع القوات الأمنية "كما تعاون أهالي الشرقاط والقيارة، لافتًا إلى أن العملية يتم قيادتها من قبل الجيش العراقي والشرطة الوطنية "وليس أي جهة أخرى وهم منكم وإليكم وحريصون عليكم".
وتابع: "سنعمر ما دمرته عصابة داعش ونعيد الحياة ونحقق الاستقرار في الموصل". وأضاف: "قريبًا جدًّا سنكون بينكم لنرفع راية العراق وسط الموصل الحدباء وفي كل مدينة وقرية". وأشار العبادي إلى أن "هناك محاولات خلال الأيام الماضية لمنع انطلاق عملية تحرير الموصل، لكن تم إفشالها كما تم إفشال محاولة عرقلة تحرير مدينة الفلوجة"، متعهدًا بأن "يكون عام 2016 عام الخلاص من الإرهاب ومن تنظيم داعش".
من جهته قال العميد عادل محمود المولى أحد ضباط قيادة عمليات نينوى لوكالة الإنباء الألمانية: إن "العمليات العسكرية لتحرير الموصل انطلقت من محاور عدة وتحديدًا من مناطق سهل نينوى من جهة الشرق وشمالي الموصل". وتابع "أن قوات البيشمركة وقوات جهاز مكافحة الإرهاب ستبدأ بشن الهجوم الأولي لتحرير مناطق سهل نينوى، ومن ثم تطويق الموصل والوقوف حتى مشارف مدينة الموصل من الجهة الشرقية والشمالية لبدء المرحلة الثانية من اقتحام المدينة بصورة مباشرة". وذكر أن "القادة المشرفين على انطلاق عملية التحرير من جهة سهل ننيوى تحديدًا هم قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الأسدي والفريق الركن طالب شغاتي الذين يتواجدون آلان في محور الخازر بعد التحضيرات والتنسيق مع قوات البيشمركة".
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر مساء الأحد: إن بدء العمليات لتحرير الموصل يمثل "لحظة حاسمة" في سبيل إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة (داعش). وقال كارتر: إن الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء التحالف الدولي "على استعداد لدعم قوات الأمن العراقية، ومقاتلي البيشمركة وشعب العراق في هذه المعركة الصعبة ." وأعرب وزير الدفاع الأمريكي عن ثقته في انتصار العراقيين على المتطرفين و"تحرير الموصل وبقية العراق" من المتشددين. ورحب المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي بريت ماكجورك بإعلان بدء تحرير الموصل. وقال ماكجورك في تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي اليوم الاثنين "نتمنى التوفيق للقوات العراقية الباسلة وقوات البيشمركة والمتطوعين من نينوى".
وأضاف: "نحن فخورون بأن نقف معكم في هذه العملية التاريخية". وتعتبر الموصل، التابعة لمحافظة نينوى، ثاني أكبر مدن العراق، وأكبرها من حيث عدد السكان السنة، بالإضافة إلى كونها أكبر مدينة واقعه تحت سيطرة تنظيم داعش المتطرف. وأعرب ستيفن أوبراين، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، مساء الأحد عن قلقه من تأثير العملية العسكرية على سلامة ما يصل إلى 5ر1 مليون من سكانها.
وقال اوبراين في بيان: "أشعر بقلق بالغ إزاء سلامة ما يصل إلى 5ر1 مليون شخص، يعيشون في الموصل، والذين قد يتأثروا جراء العمليات العسكرية لتحرير المدينة من داعش". وتابع: "الأسر معرضة لخطر الوقوع في مرمى النيران المتبادلة أو قد تستهدف من قبل القناصة. وقد يجد عشرات الآلاف من الفتيان والفتيات العراقيين والرجال والنساء أنفسهم تحت الحصار أو يستخدمون كدروع بشرية".
وجدد اوبراين دعوته إلى جميع أطراف النزاع إلى "احترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين وضمان حصولهم على المساعدة التي يستحقونها."
يذكر أن منظمات إغاثة دولية حذرت في وقت سابق من إمكانية حدوث أزمة لاجئين جديدة في العراق فور بدء العملية الهجومية على مدينة الموصل، معقل تنظيم داعش في العراق. وتقدر مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أن نحو 700 ألف شخص سيضطرون إلى الفرار من المدينة الواقعة في شمالي العراق وسيحتاجون إلى مساعدات إنسانية. ويتوفر نحو51 ألف مكان فقط بمخيمات الطوارئ الموجودة حاليًّا، والبعض منها غير مناسب بسبب القرب من موقع المعركة، بحسب ما قاله كارل شيمبري، المتحدث باسم مجلس اللاجئين النرويجي. ويتم التخطيط حاليا لبناء مخيمات تتسع لنحو 230 ألف شخص؛ مما يجعل عمال الإغاثة قلقون حيال مئات الآلاف الآخرين من اللاجئين الذين يتوقع وصولهم بعد بدء العملية الهجومية في الموصل.
وفي سياق متصل يتقدم آلاف المقاتلين من البيشمركة باتجاه قرى محيطة بشرق الموصل من أجل تحريرها من تنظيم"داعش"، وتأتي هذه العمليات في إطار عملية تحرير الموصل التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر اليوم الاثنين.
ويتقدم حوالي 4000 مقاتل كردي من قوات البيشمركة اليوم الاثنين (17 تشرين أول / أكتوبر 2016) باتجاه قرى يسيطر عليها مقاتلون من تنظيم "داعش" في شرق الموصل في إطار عملية واسعة لاستعادة هذه المدينة.
وقالت القيادة العسكرية لأكراد العراق: إن قوات البيشمركة سيشاركون في العملية لتحرير عدة قرى من قبضة التنظيم على الجبهة الشرقية في هجوم منسق مع تقدم وحدات من الجيش العراقي من الجبهة الجنوبية.
وذكر مقاتل كردي شاب يرتدي زي المعركة "نحن المسلمون الحقيقيون. داعش ليسوا بمسلمين لا يقر أي دين ما فعلوه." وقال إن نحو 450 من المقاتلين الأكراد السوريين يشاركون في القتال شرقي الموصل والذي يهدف إلى استعادة تسع قرى خلال اليوم.
وقالت القيادة العامة للقوات الكردية في بيان: إن "حوالي أربعة آلاف من البيشمركة يشاركون في عملية في الخازر على ثلاث جبهات لتطهير القرى المحيطة التي يحتلها التنظيم حيث يشكل هذا التقدم المرحلة الثالثة من انتشار بدأ قبل أشهر لاستعادة قرى في سهل نينوى الذي سيطر عليه تنظيم "الدولة الإسلامية " في 2014".