خشية وقوعها بيد القوات العراقية.. داعش يحرق ملفاته في الموصل
الثلاثاء 18/أكتوبر/2016 - 06:02 م
طباعة
سبق وأن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن التنظيم الإرهابي "داعش" بدأ يهيئ الأجواء، استعدادا لمعركة تحرير مدينة الموصل من قبضته، ولذلك بدأ يجمع كافة وثائقه وممتلكاته لحرقها، تحسبا من وقوعها في أيدي القوات العراقية.
وأفاد مصدر مطلع من داخل مدينة الموصل، عن قيام عصابات "داعش" الإرهابية بحرق ملفاتها في المدينة، مضيفة أن عصابات "داعش" الإرهابية عمدت إلى حرق ملفاتها في مراكز الحسبة والمحاكم الشرعية التابعة لها في مدينة الموصل، وذلك خوفا من وقوعها بيد القوات الأمنية العراقية بعد تقدمها في عملية تحرير المدينة.
ووفق مصادر فإن عناصر تنظيم داعش بدأت بحرق ملفاتها الخاصة بالتعاملات المالية والتجارية والخاصة بالجباية حيث احرقتها في مبنى بلدية الموصل قرب جسر الحرية بمنطقة باب الطوب وسط المحافظة.
يذكر أن تنظيم "داعش" في مدينة الموصل يشهد انهيارًا في خطوط الصد الدفاعية وهروب عدد كبير من عناصره وتقدم القوات الأمنية العراقية في جميع محاور القتال.
ويخشي التنظيم الإرهابي من المعركة، الأمر الذي جعله يهيئ الأجواء للتصدي لكل المشاركين في معركة الموصل الحاسمة، حيث يشارك كل من الجيش وقوات الأمن العراقية، حيث تم إعداد الفرقة 15 و الفرقة 16 واللواء الرابع من الفرقة الثامنة وقوات الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، بالإضافة لقوات عمليات نينوى التي تتكون من الفرقة السابعة وبإسناد من سلاح الجو العراقي، ويشارك كذلك قوات الحشد الشعبي، وتشارك ضمن تلك القوات العديد من الفصائل الشيعية من أهمها فيلق بدر وعصائب أهل الحق والنجباء، كذلك قوات البشمركة الكردية، ويتوقع أن يشارك منها ثلاثة ألوية بالإضافة إلى وحدة مدفعية وفرق هندسة، فضلا عن مشاركة الحشد الوطني السني، والذي تقدر الأعداد الأولية بأربعة آلاف مقاتل يضاف لها الحشد العشائري ويسعى كلاهما لتأدية دور بارز في معركة الموصل وما بعدها.
وذكرت مصادر لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن التنظيم الإرهابي قام بإطلاق سراح السجناء من عناصره ممن اعتقلوا لمخالفات بسيطة مثل طريقة ارتداء الملابس أو التدخين، حيث أجبر أحد هؤلاء السجناء على الحفر في أكثر من 12 خندقا في الجانب الشرقي للمدينة، وفق المصادر، مشيرة إلى توسع شبكة من الخنادق من أطراف الموصل وصولا إلى قرية الحمدانية المجاورة.
وسبق أن قام تنظيم "داعش"، بالإعلان عن مناقصة مفادها حفر الخندق بكلفة 4 آلاف دولار أمريكي ما يعادل أكثر من خمسة ملايين دينار عراقي كلفة كل 100 متر، لكن لم يتقدم للمناقصة سوى عدد قليل من المقاولين المنضوين تحت راية التنظيم الإرهابي، وبسبب القصف الجوي لقوات التحالف والقصف المدفعي لقوات البيشمركة القريبة من محوري تلكيف والكوير، شمال وشرقي الموصل، تأخر العمل في حفر الخندق، وجاء قرار التنظيم باعتقال الأطفال والرجال لإنجاز الخندق.
الجدير بالذكر أن تنظيم "داعش"، خسر مناطق واسعة في شمال وغرب العراق، بتقدم القوات العراقية التي تواصل استعداداتها وتحضيراتها للانطلاق بعمليات تحرير الموصل التي استولى عليها التنظيم الإرهابي في منتصف عام 2014.
في هذا السياق، قال قيادي في قوات البيشمركة في تصريحات صحافية إن سلاح المدفعية التابع للجيش الأمريكي قصف لأول مرة، مساء أمس السبت 15 أكتوبر 2016، مواقع تنظيم "داعش" قرب مدينة الموصل بمحافظة نينوى شمالي العراق.
وأوضح عمر حسين، قائد قوات البيشمركة المنتشرة على محور معسكر بعشيقة، الذي يبعد عشرين كيلومترا عن مركز الموصل، أن جنوداً أميركيين أقاموا معسكراً على محور بعشيقة قبل مدة قصيرة، مشيراً إلى أن المدفعية الأميركية ستواصل قصفها لمواقع "داعش".
وعلي الصعيد الميداني، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه جرى تأمين طرق آمنة لخروج المدنيين من الموصل خلال المعارك.
وكانت مصادر عسكرية قد أعلنت مع دخول اليوم الثاني من معركة الموصل، استعادة قريتين جنوب المدينة بها آبار نفطية كان التنظيم قد أضرم النيران فيها مؤخراً، فيما ألقت طائرات الجيش منشورات على مدن الموصل والحويجة ومناطق في الأنبار.
كما اقتحم الجيش العراقي قضاء الحمدانية الذي يبعد 15 كيلومترا جنوب شرق الموصل، وأعلن المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان أن "داعش" عزز دفاعاته بصورة كبيرة في الموصل، لافتاً إلى أن المعركة لاستعادة المدينة ستكون صعبة.
وأوضح دوريان في تصريح لشبكة "CNN" الأميركية، أن "داعش" قام ببناء أنفاق ولغم مناطق ووضع حواجز حول المدينة، متوقعاً أن تشكل هذه المعركة تحديا قويا للقوات العراقية باعتبار أنها الأكبر التي يخوضونها حتى هذا اليوم.
وشهد اليوم الأول من المعارك في الموصل تقدماً كبيراً للقوات المشتركة وتراجعاً لتنظيم "داعش" إلى مناطق قرب مركز المدينة إثر تدمير دفاعاته جنوب وشرق الموصل حسب المصادر العسكرية.
وبدأ اليوم الثاني بتقدم لعمليات نينوى استعادت خلالها الوحدات المقاتلة قريتي الحود ولزاك التي كان التنظيم يتخذهما معقلين مهمين بعد خسارته لمدينة القيارة.