تقدم للجيش العراقي فى الموصل وانتقادات للتحالف الدولى بتوفير ممرات آمنة لداعش

الثلاثاء 18/أكتوبر/2016 - 07:32 م
طباعة تقدم للجيش العراقي
 
تقدم  للجيش العراقي
تقدم للجيش العراقي
تتصاعد المعارك العسكرية فى الموصل وسط تراجع عناصر تنظيم داعش بالرغم من الخسارة التى تعرض لها الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من خلال الكمائن التى نصبها التنظيم والعربات المفخخة التى يتعامل بها مع محاولات تحرير الموصل.
من جانبها اتهمت سوريا الولايات المتحدة والسعودية بتأمين طرق وممرات آمنة لمسلحي تنظيم "داعش" الفارين من الموصل، وأكدت أنها ستتعامل مع محاولتهم عبور حدودها بكل حسم، والاشارة إلى أن عصابات "داعش" الإرهابية فروا  تحت الضربات التي تتلقاها على يد أبطال الجيش العراقي بدأ يتضح المخطط الخبيث لداعمي الإرهاب الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية لتأمين طرق وممرات عبور آمنة لإرهابيي "داعش" الفارين من الموصل باتجاه الأراضي السورية".
أكدت القيادة العامة السورية أن "معركة تحرير الموصل وكل أراضي العراق الشقيق من رجس الإرهاب هي معركتها، وأنها تعتبر أي محاولة لعبور الحدود هي بمثابة اعتداء على سيادة الجمهورية العربية السورية، وأن كل من يقدم على هذه المحاولة يعد إرهابيا وسيتم التعامل معه بجميع القوى والوسائط المتاحة"، والهدف من تأمين تلك الممرات هو "الحفاظ عليهم وحمايتهم [الإرهابيين] من جهة، وتعزيز التواجد الإرهابي داخل الأراضي السورية من جهة أخرى في محاولة لفرض واقع ميداني جديد في المنطقة الشرقية على اتجاه دير الزور والرقة وتدمر".
كانت القوات العراقية والبشمركة بدعم من التحالف الدولي وتحت غطاء جوي من طائراته، هجومها لاستعادة الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة، وسط تقارير تفيد أن 10 حافلات و12 سيارة محملة بعوائل أجنبية لعناصر داعش، وصلت من مدينة الموصل العراقية.
تراجع داعش
تراجع داعش
وأعلنت القوات العراقية المشتركة تحرير نحو 20 قرية بالقرب من الموصل خلال الساعات الـ 24 الأولى من عملية استعادة المدينة الواقعة في شمال العراق، واقتربت القوات العراقية من المدينة بينما تصاعد الدخان الأسود فوق موقع لتنظيم "داعش" الذي يسيطر عليها، نتيجة لحرائق أشعلها في محاولة لإعاقة توغل القوات وجعل الضربات الجوية أكثر صعوبة.
وأكد رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي أن القوات المشتركة تواصل تقدمها من ثلاثة محاور في المعركة وفق ما خطط له، موضحا أن المعركة تسير بشكل سريع بسبب انهيار دفاعات "داعش".، وقال الغانمي خلال تواجده مع قوات الفرقة التاسعة في المحور الجنوبي الشرقي للموصل، إن قسما من هذه القوات طوق الحمدانية وقسم آخر مستمر بالتقدم من المحاور الأخرى.
أضاف الغانمي، أن "قوات التحالف الدولي تقدم الإسناد الجوي لنا والكل راض عن الأداء حيث ساند كل القوات المشتركة سواء قوات البيشمركة أم جهاز مكافحة الاٍرهاب وقيادة الشرطة الاتحادية بكل متطلبات المعركة من أسلحة وذخيرة".
ويهاجم الجيش العراقي الموصل من الجبهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية في حين تشن قوات البيشمركة هجومها على الجبهة الشرقية، وقالت البيشمركة التي انتشرت أيضا شمالي وشمال شرقي المدينة إنها أمنت "شريطا كبيرا" من الطريق، الذي يمتد لمسافة 80 كيلومترا بين أربيل عاصمة إقليم كردستان والموصل المجاورة.
واستعادت القوات العراقية مركز قضاء الحمدانية شرق مدينة الموصل بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي التنظيم أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في صفوف التنظيم، وبالقرب من القيادة أعلنت الشرطة الاتحادية العراقية تحرير 56 بئرا نفطية من سيطرة تنظيم داعش.
وأعلن مسؤول محور جنوب الموصل سيطرة الشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع بمساندة التحالف الدولي بالكامل على معمل كبريت المشراق جنوب المدينة، بعد إنزال جوي للتحالف الدولي.
ارتال من الاسلحة
ارتال من الاسلحة لمحاربة داعش
من جانبها أبدت الحركة المسيحية في العراق التابعة للحشد الشعبي، دهشتها من عدم استهداف أرتال تنظيم "داعش" الهاربة من قبل طيران التحالف الدولي.
على صعيد اخر قالت منظمة العفو الدولية إن فصائل الحشد الشعبي وربما القوات الحكومية في العراق قامت بعمليات تعذيب واعتقال تعسفي وإعدام بحق آلاف المدنيين الفارين من المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش خلال الفترة الماضية، والاشارة إلى إفادات 470 من المعتقلين السابقين وعائلات ضحايا وشهود عيان، أن التجاوزات، وبمعظمها هجمات انتقامية موجهة ضد مشتبه فيهم بالتواطؤ مع تنظيم داعش، يجب ألا تتكرر مع تقدم القوات العراقية إلى معقل المتشددين في الموصل.
ووصفت العفو الدولية هذه الانتهاكات "الفظيعة" بأنها جرائم حرب، وقالت "بعد الفرار من رعب الحرب وطغيان تنظيم داعش، يواجه العرب السنة في العراق هجمات انتقامية وحشية على أيدي ميليشيات وقوات حكومية وتجري معاقبتهم على جرائم ارتكبها التنظيم".
ووثقت المنظمة هذه الانتهاكات بعد العمليات العسكرية لطرد داعش من مناطق ومدن البلاد خلال العام الجاري، ولا سيما في الفلوجة ومحيطها والشرقاط والحويجة وأطراف الموصل، وقال ناجون للمنظمة إنهم تعرضوا للضرب بأدوات مختلفة وتركوا في مباني مهجورة وحرموا من المياه والطعام.
فرار التنظيم للرقة
فرار التنظيم للرقة
أضافت العفو الدولية أن العراق يواجه حاليا تهديدات أمنية فعلية من تنظيم داعش لكن لا يمكن أن يكون هناك مبرر لعمليات إعدام خارج إطار القضاء وعمليات اختفاء قسري وتعذيب أو اعتقال تعسفي، داعية السلطات العراقية إلى اتخاذ خطوات تضمن عدم تكرار هذه التجاوزات خلال عملية استعادة الموصل.
من جانبه قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق توماس ويس إنه يتوقع أيضا زيادة حادة في عدد الأشخاص الذين سيجبرون على النزوح مع وصول العمليات العسكرية إلى أطراف المدينة، وأن المنظمة بدأت توزيع أقنعة واقية من الغازات خشية استخدام أسلحة كيميائية في معركة الموصل، لكنها لم توفر حتى الآن إلا عددا قليلا منها.
بينما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المتحاربة في الموصل إلى تفادي المدنيين والسماح بإجلاء الجرحى.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة للشرق الأدنى والأوسط روبرت مارديني في إفادة صحافية في جنيف إن اللجنة عززت المراكز الطبية لعلاج أي مصابين جراء الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية من قبل داعش.
يأتى ذلك فى الوقت الذى حذر فيه المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينج من تدفق عناصر من تنظيم  "داعش" إلى أوروبا في حال سقوط الموصل، آخر اكبر معاقلهم في العراق، أمام هجوم القوات العراقية. 
قرب تحرير الموصل
قرب تحرير الموصل
قال كينج  في مقابلة نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية "إن استعادة الموصل، معقل تنظيم داعش في شمال العراق، يمكن أن تؤدي إلى عودة مقاتلين مصممين على القتال، من أفراد هذا  التنظيم إلى أوروبا"
فى حين أكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أن الخطر في رجوع مقاتلي داعش إلى أوروبا هو أمر وارد، مشيرا إلى أن   الهجوم على الموصل يتم بدعم ألماني، لذلك من الممكن أيضا توقع  حدوث رد فعل، وضرورة زيادة التدبيرات الأمنية في ألمانيا.
يذكر انه خلال العامين الماضيين توجه ألاف الأوروبيين إلى العراق وسوريا للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة، ولكن وبعد أن مني تنظيم "داعش" بسلسلة من الهزائم هذا العام في سوريا والعراق، بدأ عدد من المقاتلين بالعودة إلى أوروبا. 
ووفقا للإحصاءات الأوربية يوجد حوالي 2500 مقاتل أوروبي في تنظيم "داعش" الآن.

شارك