مجدداً .. تركيا تحت "رحمة " انتحاريي تنظيم داعش الدموي
الأربعاء 19/أكتوبر/2016 - 11:38 ص
طباعة
على الرغم من الاتهامات الموجهة لتركيا بأنها كانت الحاضنة الرئيسية لتنظيم داعش الدموي إلا أنها الآن تعاني من دعمها لهذا التنظيم الذي انقلب عليها وجعلها بؤرة لعملياته وتفجيراته الانتحارية التي تتوالى عليها منذ فترة، والتي كان آخرها قيام الشرطة التركية صباح اليوم الأربعاء 19-10-2016م بقتل شخص يعتقد أنه كان يعتزم القيام بتفجير انتحاري، كما يشتبه بأنه من تنظيم "داعش"، في العاصمة التركية أنقرة.
وكانت فرقة لمكافحة الإرهاب تعقبت المشتبه به إلى الطابق التاسع من مبنى في أطراف العاصمة أنقرة حيث قُتل في تبادل لإطلاق النار بعد أن أطلق النار رداً على طلب الشرطة منه الاستسلام وعثرت الشرطة على مواد متفجرة في موقع الحادث وأبلغ حاكم أنقرة إرجان توباجا الصحفيين أن هناك شكوكاً بأن المشتبه به كان يستهدف احتفالات عامة في العاصمة و أنه مسجل في مدينة ديار بكر بجنوب شرق البلاد وولد في 1992.
وكان حاكم انقرة قد قام قبل الحادث بحظر الاجتماعات العامة والمسيرات حتى نهاية يناير القادم بعد تلقي معلومات مخابرات بأن مسلحين يعتزمون شن هجمات في العاصمة وفُرض هذا الحظر بموجب قانون الطوارئ الذي بدأ تطبيقه بعد محاولة الانقلاب التي وقعت في وقت سابق وهو يأتي في الوقت الذي ترعى فيه تركيا عملية "درع الفرات" التي تستهدف بالدرجة الأولى داعش ، والتي كانت بدأت قبل شهرين تقريباً في سوريا.
ويرى الكاتب سرحات أكمان فى مقال له تحت عنوان "لماذا تستهدف داعش تركيا؟"، أنه منذ تعرض تركيا لأول ضربة من تنظيم داعش في يناير 2014 حتى الآن تستهدف داعش تركيا بشتى الوسائل لتتسبب بقتل 17 مواطنا تركيا و أن داعش لديها استراتيجية معقدة تجاه تركيا يمكن تلخيصها في 4 أبعاد أساسية:
- حسب عقيدة داعش؛ تركيا دولة علمانية "كافرة": على الرغم من أن 99% من المواطنين الأتراك يدينون بالديانة الإسلامية، إلا أن نظام تركيا العلماني الديمقراطي جعلها عُرضة لهجمات داعش العدائية، حيث تصور داعش تركيا عبر وسائلها الإعلامية على أنها دولة "طاغوت" وتصف ساستها على أنهم "مرتدون" يجب قتلهم والقضاء عليهم أينما وُجدوا، وتروج داعش أن تركيا تمارس الظلم على مواطنيها المسلمين لذلك يجب التخلص من نظامها بكافة الوسائل. وقد صرحت داعش في صحيفتها "القسطنطينية" بأن تغيير نظام الحكم في تركيا من علماني إلى إسلامي هو من أهدافها الاستراتيجية.
- تركيا إحدى الدول الفاعلة في التحالف الدولي المحارب لداعش: وضعت تركيا داعش على قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة في عام 2013، أي قبل فرض سيطرتها على الموصل، ولكنها لم تنضم إلى التحالف الدولي إلا في أغسطس 2015 بعد تعرضها لهجمات من التنظيم 10 مرات، ومنذ انضمامها إلى التحالف تعرضت تركيا إلى 24 هجوما من التنظيم.
- أنه لا يمكن لأحد إنكار كون تركيا أحد أهم العناصر الفاعلة في الحرب بالوكالة في سوريا، فقد كتبت وسائل الإعلام المحلية والدولية كثيرًا عن دعم تركيا للمعارضة لكي تتمكن من صد داعش عن التقدم في بعض المناطق، خاصة قوات المعارضة المتمركزة في حلب في يناير من العام الجاري، كما أن تمركز القوات التركية في ناحية بعشيقة التابعة للموصل منذ ديسمبر 2015، بغية تدريب بعض العناصر العراقية تحت اسم "الحشد الوطني" لمحاربة داعش، مثال آخر على دخول تركيا الحرب ضد داعش بشكل مباشر. ومنذ افتتاح مخيم بعشيقة التدريبي، بلغت هجمات داعش على مدينتي عنتاب وكيليس الحدوديتين 15 هجوما استهدف المواطنين ومراكز الأمن.
- اعتقاد داعش بأن تركيا ستمثل حاضنة شعبية وموقعا استراتيجيا مهما لها؛ إذ تعتقد داعش بأن الكثير من المواطنين الأتراك يرغبون في الانضمام إليها، ولكن الظلم الذي تمارسه الحكومة التركية عليهم يحول دون ذلك حسب ما تدعيه عبر قنواتها الإعلامية، لذلك تدعو إلى استهداف تركيا ويكفى أن أكثر من 1300 مواطن تركي انضم إلى داعش بعد مرور عام ونصف على تأسيسها.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان المثير أن تركيا هي أهم دولة تقدم الإيواء والدعم على الحدود السورية، وهي أكثر دولة تساند المعارضة السورية، وأنقرة هى التى تصر على تلوين المعارضة بلون إخواني بالاضافة الى االاتهامات الموجهة لتركيا بأنها كانت الحاضنة الرئيسية لتنظيم داعش الدموى و انها الان تعانى من دعمها لذا التنظيم الذى انقلب عليها وجعلها بؤرة لعملياته وتفجيراته الانتحارية