الأقليات المسلمة والمسيحية في الهند تحت رحمة المنظمات "الهندوسية" المتطرفة
الأربعاء 19/أكتوبر/2016 - 02:22 م
طباعة
وضع الأقليات الدينية في الهند ماساوي بشكل كبير حيث توجد منظمات تحارب المسيحية والإسلام بصورة علنية شبه رسمية يأتي على رأسها المنظمة المتطرفة الهندوسية "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" الراعية علناً لحملة ضد الأقليات الدينية في الهند. ومؤخرًا قدّم ثلاثة معلمين هندوس في ولاية مادهيا براديش الهندية شكوى ضد المسئولين عن مدرسة الثالوث الأقدس المسيحية الواقعة ضمن أبرشية إندور، - الكاثوليكية - مشتكين أن "مشاعرهم الدينية جُرحت"، ومنظمين احتجاجاً عاماً خارج المدرسة؛ حيث اتهم المعلمون الثلاثة مديري المؤسسة التي تضم حوالي 1600 تلميذ من كافة الأديان و50 معلماً بسحب صورة الإلهة الهندوسية ساراسواتي من المدرسة ومنعهم من إنشاد ترنيمة عبادة هندوسية اسمها ساراسواتي فاندانا.
من جهته، نفى مدير المدرسة كل الاتهامات، وأشار ساجان ك. جورج، رئيس المجلس العالمي للمسيحيين الهنود في حديث إلى وكالة فيدس: "تشكل الاتهامات الموجهة من قبل المعلمين جزءاً من مناورة منظمة ضد مؤسسات التعليم المسيحية. من خلال مهاجمة المؤسسات التربوية المسيحية، هناك سعي إلى ترهيب السكان المسيحيين الموجودين في ولاية مادهيا براديش".
هذا وقد لاقى الاحتجاج دعماً من أخيل بهاراتيا فيديارتي باريشاد، المنظمة الطلابية القومية التي تنتمي إلى المجموعة المتطرفة الهندوسية راشتريا سوايامسيفاك سانغ الراعية علناً لحملة ضد الأقليات الدينية في الهند.
وأشار تقرير نشره موقع "فاتيكان إنسايدر" إلى أن عملية تحويل المسيحي إلى الهندوسية في الهند تبلغ كلفتها 2500 روبية، فيما يصل المبلغ إلى 6500 إذا كان الشخص المستهدف مسلمًا، وتحاول الحكومة الهندية وقف هذه الممارسات، عن طريق سن قوانين وتشريعات تمنع التحول الديني، ولكن هذا القانون لم يتم تطبيقه إلا في 5 ولايات فقط من بين 29 ولاية هندية.
طرد المسلمين
على صعيد متصل بوقائع وأحداث التطرف الديني وتهديده لاستقرار المجتمع الهندي، فقد تعالت أصوات هندوسية بطرد المسلمين والمسيحيين من البلاد قبل عام 2021، ويتم استثناء من يتحولون إلى الهندوسية من ذلك، وفقًا لما جاء على لسان زعامات سياسية ودينية في الهند، حيث تسعى هذه الجماعات إلى جعل الهند "هندوسية حصرًا" من أجل استعادة ما أطلقوا عليه مجد الهندوسية، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "دايلي مايل" البريطانية.
80% هندوس
يذكر أن الهند يبلغ عدد سكانها مليار و220 مليون نسمة وفقًا لإحصاء عام 2012، ويشكل الهندوس غالبية ساحقة تصل إلى 80 % من سكان البلاد، فيما تبلغ نسبة المسلمين 13 %، والمسيحية لديها أتباع في الهند تصل نسبتهم إلى 2.3 %، ثم السيخ 2%، وغيرها من الديانات، وتعاني الأقليات الدينية في الهند ظروفا معيشية قاسية، وهم الأكثر فقرًا في البلاد، ما فتح الأبواب أمام تحويلهم دينيًا إلى الهندوسية بضغوط مالية واقتصادية.
مساومة قاسية
ووصل الأمر أخيرًا إلى منحهم خياري البقاء في الهند مع التحول إلى ديانة البلاد الأكبر، أو الهجرة خارج البلاد، إلا أن هذه الأصوات لا يمكن وصفها إلا بالمتطرفة التي لا علاقة لها بالتوجه الحكومي، الذي يهدف إلى فرض الاستقرار والسير في طريق التنمية الاقتصادية بعيدًا عن النزاعات الدينية والطائفية.