اليوم الثالث من معركة الموصل.. "الجيش العراقي" يتقدم و"داعش" يتقهقر

الأربعاء 19/أكتوبر/2016 - 02:41 م
طباعة اليوم الثالث من معركة
 
تواصل القوات العراقية مساعيها لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، وذلك لليوم الثالث على التوالي، والذي حققت فيه القوات العراقية تقدمًا ملحوظًا على مدار اليومين الماضيين، فيما بدي التنظيم الإرهابي متقهقرًا في المدينة، وأعلن الجيش العراقي أنه أصبح على مرمى مركز المدينة بعد دخول قضاء الحمدانية.
اليوم الثالث من معركة
وقال الفريق الركن طالب شغاتي، قائد القوات الخاصة العراقية، اليوم الأربعاء 19 أكتوبر: إن تنظيم داعش له ما بين 5000 و6000 عنصر يقاتلون القوات العراقية على مدينة الموصل، مضيفًا مؤتمر صحافي قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق إلى الشرق من الموصل، أن "المعلومات الاستخبارية تشير إلى 5000 إلى 6000 مقاتل داعشي.
وكان مسئولون أمريكيون قد أعلنوا أن الولايات المتحدة تتوقع أن يستخدم تنظيم "داعش" أسلحة كيمياوية بدائية وهو يحاول صد هجوم بقيادة العراق في مدينة الموصل على الرغم من أنهم قالوا إن قدرة التنظيم الفنية على تطوير مثل هذه الأسلحة محدودة للغاية.
وقال أحد المسئولين: إن القوات الأمريكية بدأت بانتظام في جمع شظايا القذائف لإجراء اختبار لاحتمال وجود مواد كيمياوية، نظراً لاستخدام "داعش" لغاز الخردل في الأشهر التي سبقت هجوم الموصل الذي بدأ يوم الاثنين.
وقال مسئول ثان: إن القوات الأمريكية أكدت وجود غاز الخردل على شظايا ذخائر لـ"داعش" في الخامس من أكتوبر خلال واقعة لم يتم الكشف عنها في السابق.
ويرى متابعون أن المحور الأصعب في المعركة على ما يبدو، هو وجود 1.5 مليون مدني محاصرين، وسط مخاوف حقيقية من أن يستخدمهم تنظيم داعش كدروع بشرية.
في ذات السياق، أفادت قيادة قوات مكافحة الإرهاب أن التحالف يمهد لعملية اقتحام برية لناحية برطلة وهي من أكبر النواحي شرق الموصل، حيث أكد قائد جهاز مكافحة الإرهاب أن العمليات تسير حسب الخطط الموضوعة، وبأن البيشمركة لم تعلق أياً من عملياتها.
من جانبها تواصل قوات البيشمركة تقدمها بالسيطرة على مزيد من القرى المحيطة بالموصل، تحت غطاء جوي مكثف من طيران التحالف بمشاركة فاعلة من تركيا.
وكان أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن ثقته في إلحاق الهزيمة بداعش في الموصل، مشيراً إلى تجهيزات لمواجهة الأزمة التي ستنشأ عن طرد داعش من المدينة.
هذا وقد أعلن متحدث باسم البنتاغون أمس الثلاثاء أن سكان الموصل "محتجزون رغماً عنهم"، من جانب عناصر تنظيم داعش الذين يستخدمونهم "دروعاً بشرية" على وقع الهجوم الذي تشنه القوات العراقية.
وقال جيف ديفيس إن المدنيين محتجزون في المدينة "منذ أسابيع عدة، ولم نشهد تغييراً" في هذا الوضع منذ بدء الهجوم الاثنين، مضيفًا أنه ليس هناك نزوح كبير للمدنيين، والسبب هو احتجازهم بالقوة.
ويخشى عدد كبير من المسئولين على مصير مليون ونصف مليون شخص يعيشون في الموصل خلال المعركة، حيث طالبت منظمات إنسانية عدة بإقامة ممرات آمنة تتيح للمدنيين الفرار من المعارك، وخصوصاً أن القوات العراقية تحاصر المدينة.
موازة لذلك، ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها أمس الثلاثاء، على لسان أحد المصادر من داخل مدينة الموصل، عن قيام عناصر "داعش" الإرهابية بحرق ملفاتها في المدينة، وأن عصابات "داعش" الإرهابية عمدت إلى حرق ملفاتها في مراكز الحسبة والمحاكم الشرعية التابعة لها في مدينة الموصل، وذلك خوفا من وقوعها بيد القوات الأمنية العراقية بعد تقدمها في عملية تحرير المدينة.
ووفق المصادر فإن عناصر تنظيم داعش بدأت بحرق ملفاتها الخاصة بالتعاملات المالية والتجارية والخاصة بالجباية؛ حيث أحرقتها في مبنى بلدية الموصل قرب جسر الحرية بمنطقة باب الطوب وسط المحافظة.
اليوم الثالث من معركة
ويخشى التنظيم الإرهابي من المعركة، الأمر الذي جعله يهيئ الأجواء للتصدي لكل المشاركين في معركة الموصل الحاسمة، حيث يشارك كل من الجيش وقوات الأمن العراقية، حيث تم إعداد الفرقة 15 والفرقة 16 واللواء الرابع من الفرقة الثامنة وقوات الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، بالإضافة لقوات عمليات نينوى التي تتكون من الفرقة السابعة وبإسناد من سلاح الجو العراقي، ويشارك كذلك قوات الحشد الشعبي، وتشارك ضمن تلك القوات العديد من الفصائل الشيعية من أهمها فيلق بدر وعصائب أهل الحق والنجباء، كذلك قوات البيشمركة الكردية، ويتوقع أن يشارك منها ثلاثة ألوية بالإضافة إلى وحدة مدفعية وفرق هندسة، فضلا عن مشاركة الحشد الوطني السني، والذي تقدر الأعداد الأولية بأربعة آلاف مقاتل يضاف لها الحشد العشائري ويسعى كلاهما لتأدية دور بارز في معركة الموصل وما بعدها.
الجدير بالذكر أن تنظيم "داعش"، خسر مناطق واسعة في شمال وغرب العراق، بتقدم القوات العراقية التي تواصل استعداداتها وتحضيراتها للانطلاق بعمليات تحرير الموصل التي استولى عليها التنظيم الإرهابي في منتصف عام 2014.
وشهد اليوم الأول من المعارك في الموصل تقدماً كبيراً للقوات المشتركة وتراجعاً لتنظيم "داعش" إلى مناطق قرب مركز المدينة إثر تدمير دفاعاته جنوب وشرق الموصل حسب المصادر العسكرية، كذلك اليوم الثاني شهد تقدمًا لعمليات نينوى استعادت خلالها الوحدات المقاتلة قريتي الحود ولزاك التي كان التنظيم يتخذهما معقلين مهمين بعد خسارته لمدينة القيارة.
وتعد مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي؛ حيث أنها مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.

شارك