اليمن يدخل الهدنة.. والحوثيين يستعدون لتشكيل حكومة جديدة
الأربعاء 19/أكتوبر/2016 - 05:15 م
طباعة

يبدأ سريان الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد ليل الأربعاء – الخميسن فيما يستعد الحوثيين الي اعلان تشكيل حكومتهم الجديدة، وسط ا ستعداد الامم المتحدة لتقديم المساعدات الاغاثية لليمنيين.
هدنة اليمن:

يبدأ سريان الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد ليل الأربعاء - الخميس، وتتضمن وقفاً لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات إلى المناطق المتضررة.
فيما رحبت الأطراف المعنية بالهدنة، وقال المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إنه تلقى تأكيدات من كافة الأطراف بالتزامها بأحكام وشروط اتفاق وقف الأعمال القتالية. وقال الانقلابيون في بيان لهم إنهم يرحبون بأي قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ودائم.
وكانت الحكومة اليمنية قد وافقت على الهدنة، وأكدت تعاونها مع المبعوث الأممي بشرط التزام الانقلابيين وفك الحصار عن تعز.
رحبت جماعة الحوثيين في اليمن، بهدنة مدتها 72 ساعة تبدأ الأربعاء تهدف للسماح بنقل مساعدات إلى المناطق المعزولة نتيجة القتال والتي تحتاج بشدة للإعانة.
وفي أول بيان عن وقف إطلاق النار، طالب ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” المؤلف من جماعة الحوثيين وحلفاء محللين ذوي نفوذ التحالف الذي تقوده السعودية بإنهاء الهجمات العسكرية ورفع القيود عن النقل الجوي والبحري والبري.
وأعلن المجلس، تعاطيه الإيجابي مع خطة وقف إطلاق النار، مؤكدا أن اليمن بجاحة لهدنة فورية دائمة وشاملة دون شروط تشمل ما وصفه بإنهاء الحصار عن الشعب اليمني.
من جانبه، رحّب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بإعلان الأمم المتحدة وقفاً لإطلاق النار لـ72 ساعة في اليمن، مطالباً بتمديد هذه الهدنة من دون شروط.
الوضع الانساني:

وعلي صعيد اخري، أعربت الأمم المتحدة، عن أملها في أن يفسح وقف إطلاق النار الذي يبدأ الأربعاء في اليمن لمدة 72 ساعة المجال أمام نقل مساعدات حيوية إلى مناطق عزلها القتال على مدار شهور.
ومن المحتمل أن تسعى منظمات الإغاثة خلال الهدنة إلى الوصول إلى أسر محاصرة في بلدات وقرى تعاني نقصًا في الغذاء والمعدات الطبية الحيوية بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من عام.
وقال جامي مكجولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في تصريحات “نأمل في أن يمنح هذا الوقف وكالات الإغاثة الإنسانية وغيرها من المنظمات فرصة للاستجابة في مناطق معزولة أو يصعب الوصول إليها باليمن”، مضيفًا “أنه يأمل في تمديد وقف الأعمال القتالية واستئناف محادثات السلام التي انهارت في أغسطس الماضي”.
فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن وباء الكوليرا ينتشر بشكل كبير بين اليمنيين، و«إنه في حال لم يتصدى له سريعاً، فمن المحتمل أن ترتفع الحالات مع ظهور أكثر من 76 ألف حالة إضافية في 15 محافظة يمنية».
قالت منظمة الصحة العالمية إن وباء الكوليرا ينتشر بشكل كبير بين اليمنيين، و«إنه في حال لم يتصدى له سريعاً، فمن المحتمل أن ترتفع الحالات مع ظهور أكثر من 76 ألف حالة إضافية في 15 محافظة يمنية».
كما سيرت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، طائرة المساعدات رقم 31 وعلى متنها طنان من الأدوية إلى مستشفى خليفة بن زايد آل نهيان في جزيرة سقطرى اليمنية.
وجاء تسيير هذه المساعدات الإماراتية، ضمن الإجراءات الدورية المتبعة لتشغيل المستشفى، وتشمل طناً من القرطاسية المتنوعة لتوزيعها على الطلبة في الجزيرة في مختلف المراحل الدراسية.
فيما سجل مركز حقوقي يمني (غير حكومي) أكثر من 75 ألف و 382 حالة “انتهاك” ارتكبتها جماعة أنصار الله (الحوثي) والقوات الموالية لهم في البلاد، ضد المدنيين والممتلكات العامة والخاصة خلال النصف الأول من عام 2016.
وقال التقرير الصادر عن المرصد اليمني لانتهاكات حقوق الانسان، اليوم الثلاثاء، إن “الانتهاكات تنوعت بين القتل والإصابة والاختطاف والاعتقال التعسفي والاعتداء علــى الممتلكات العامة والخاصة وتقويض سلطات الدولة وتجنيد الأطفال والعقاب الجماعي”.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، أكد المجلس السياسي التابع لمليشيات الحوثي وصالح في صنعاء، الثلاثاء، الإعلان قريبا عن التشكيلة الوزارية لما أسماه “حكومة الإنقاذ الوطني”.
ويأتي التأكيد الحوثي على مواصلة السير في الإجراء الذي سبق أن حذرت أطراف محلية ودولية من أن السير به سيقوض المسار السياسي لحل الأزمة اليمنية، قبيل ساعات من هدنة مرتقبة، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، موافقة أطراف الصراع كافة على بنودها.
ونقلت وكالة “سبأ” التابعة لجماعة الحوثي، على لسان رئيس المجلس السياسي للانقلابيين في صنعاء، صالح الصماد، قوله إن الإعلان عن أسماء الوزراء في حكومة الإنقاذ سيكون خلال الأيام القليلة القادمة، مشيرا إلى أنها تمثل شخصيات “وطنية كفؤة وقادرة على تحمل المسؤولية” على حد تعبيره.
ويأتي اختيار التوقيت للإعلان عن التشكيلة الحكومية، متزامنا مع إعلان الهدنة، وقد يكون ذلك لتجنب رد عسكري مباشر على الخطوة الحوثية الهادفة للتصعيد.
وتشكك أطراف يمنية بموافقة حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على المشاركة في الحكومة الحوثية، إذ سيرتب ذلك تحمل الحزب أعباء اقتصادية مثل أزمة المرتبات.
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء القابعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي وصالح، مظاهرات منددة بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، بسبب سيطرة الانقلابيين على مؤسسات الدولة وفرضها الضرائب على المواطنين لتأمين رواتب المسلحين المشاركين في المعارك ضد القوات الداعمة للشرعية.
فيما نسفت قبائل خولان محاولة الحوثيين ووسائل إعلام مؤيدة لهم الترويج لما أسموه احتشاد قبائل خولان وعزمها النفير ضد السعودية، ثأرا لحادثة “القاعة الكبرى” في صنعاء.
وقالت القبيلة في بيان اليوم الثلاثاء إن محمد بن يحي الرويشان سيتولى التنسيق بين التحالف العربي والحكومة اليمنية من جهة وذوي ضحايا القاعة الكبرى لجبر الضررالذي لحق بهم.
ورفضت قبائل خولان تسييس الواقعة مطالبين في بيان “التحالف والحكومة بتحمل مسؤوليتهم القانونية والأخلاقية تجاه ماحدث، وأن يسلكوا المسلك الذي يصحح المسار ويتلافى الخطأ ويحفظ الدماء ويعزز الأمن والاستقرار، ويحافظ على الإخوة والصحب ، ويجبر الضرر “.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، شهدت جبهات القتال في محافظتي حجة وصعدة شمال اليمن تصعيداً عسكرياً مع اقتراب موعد سريان الهدنة المقرر في الساعة الأولى من فجر الخميس. وقد أدى قصف الانقلابيين للأحياء الشمالية من مدينة تعز إلى مقتل عدد من المدنيين.
فيما أعلن الجيش الوطني عن انطلاق عملية عسكرية فجر الأربعاء في منطقة ميدي لاستعادة السيطرة عليها، وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، اليوم الأربعاء، إن القوات الحكومية بدأت عملية عسكرية في مدينة ميدي بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن)، لاستعادة مواقع عسكرية.
وذكر المركز في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن قوات الجيش بإسناد من مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بدأت «عملية لدحر الانقلابيين من المواقع التي يتحصنون فيها غرب مدينة ميدي».
كما كشفت مصادر يمنية، عن مصرع 8 من كبار القادة الميدانيين في مليشيات الحوثيين باليمن، خلال غارات جوية، استهدفت الثلاثاء، تعزيزات عسكرية للانقلابيين كانت في طريقها لتعزيز جبهة القتال في محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة.
وقالت المصادر إن طائرات التحالف العربي المشترك، نفذت هجوماً جوياً على رتل عسكري متجه إلى بلدتي كتاف – البقع بصعدة، أقصى شمال اليمن، أسفر عن قتلى بالعشرات في صفوف الانقلابيين الحوثيين، وتدمير آلياتهم العسكرية.
وبحسب المصادر، فإن الضربات الجوية، أدت أيضاً إلى مقتل 8 من قيادات الجماعة الحوثية العسكريين، كانوا متوزعين على الآليات العسكرية التي استهدفتها الطائرات، وهم: القيادي الحوثي أبو نعيم الخولاني، ومرافقوه عيسى ثاليه وأسد حمزة الحوثي، وعلي الملحاني، وابن حمدة، إلى جانب ثلاثة آخرين ينتمون إلى منطقة خولان عامر، لم يتم التعرف على أسمائهم.
وأكدت المصادر أن جثامين هذه القيادات نُقلت إلى بلدة “صعدة القديمة”، ودفنت في مقبرة تقع جوار مدرسة الخضراء.
ويوم الاثنين، قتل 3 من قادة الحوثيين والموالين للرئيس السابقعلي عبدالله صالح، خلال المواجهات العسكرية في منطقة باقم، هم زيد الكبسي، والقيادي أبو صالح الغمري، قائد كتيبة الموت الحوثية، وقيادي آخر، يدعى أبو عمار ياسر عبدالله، طبقا لما أعلنه وكيل محافظة صعدة، يوسف دهباش، في تصريحات صحافية.
ونقلت تقارير إعلامية محلية، نقلا عن مصادر ميدانية، مقتل القيادي الحوثي، جعفر محمد عدلان، والقيادي الثالث أبو عبدالله الحوثي، وهو من القيادات المقربة من زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، ويتقلد منصب المشرف على اللواء 101 مشاة.
وفي منطقة البقع الحدودية شمال شرق محافظة صعدة، تواصلت المواجهات تحت غطاء من طائرات التحالف.
وكانت طائرات التحالف دمرت الليلة الماضية قافلة تعزيزات عسكرية للميليشيات كانت في طريقها من مركز محافظة صعدة لدعم الميليشيات.
كما قتل 3 أشخاص بينهم طفلة، وأصيب 4 آخرون في تفجير استهدف مكاتب ومواقع ثقافية وتعليمية في عدن للمرة الأولى، حيث كانت الاستهدافات السابقة تركز على المعسكرات والتجمعات الأمنية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث، كما لم تعلن أي جهات رسمية في المدينة تفاصيل وحصيلة التفجير الذي هزّ المدينة صباح اليوم.
وقال شهود عيان في تصريحات لـ“ارم نيوز” أن ثلاثة مدنيين وهم حارس المكتبة وهو دكتور جامعي، وطفلة كانت تسير مع والدتها في الشارع المقابل للمكتبة الوطنية قتلوا صباح بحي كريتربعد انفجار عبوة ناسفة ألقاها مجهولون صوب بوابة المكتبة.
وبحسب ذات المصادر فإن عدد المصابين بلغ نحو 4 اشخاص مدنيين بينهم أحد أبناء حي القطيع بالمديرية، أصيبوا نتيجة تناثر زجاج واجهة المكتبة وزجاج بعض السيارات المتوقفة في المنطقة المستهدفة.
المشهد اليمني:
الاعلان عن هدنة لمدة ثلاث ايام، ليست بداية لحل سلمي في اليمن، وربما قد تمل القبول بها من قبل السعودية لامتصاص واقعة "عزاء صنعاء"، والتخفيف من حدة الانتقادات لها، لكن لا يلوح في المستقبل القريب اي بوادر حل، مع استمرار اعمال القتال في جبهات اليمن.