بعد عودة الإخوان في طرابلس.. هل يتحالف الثني والغويل ضد السراج؟

الأربعاء 19/أكتوبر/2016 - 05:31 م
طباعة بعد عودة الإخوان
 
لا زالت وتيرة الأحداث تتصاعد في ليبيا، وبالأخص مع عودة ظهور حكومة الإنقاذ "الإخوان" مرة أخري في العاصمة طرابلس، حيث أعلنت الأخيرة  برئاسة خليفة الغويل، استعادة سلطتها بعد سيطرتها على مقار مجلس الدولة بدون معارك.

بعد عودة الإخوان
وقال رئيس "حكومة الإنقاذ الوطني" السابقة خليفة الغويل الذي يرفض الرحيل، في بيان أن حكومته المنبثقة من المؤتمر الوطني العام، هي "الحكومة الشرعية".
هذا وأعلنت "غرفة عمليات ثوار ليبيا" تأييدها لسيطرة حكومة الإنقاذ التابعة للمؤتمر الوطني العام؛ على العاصمة الليبية طرابلس، وطرد حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج منها.
وقال بيان صدر عن "غرفة ثوار ليبيا" المحسوبة على الإسلاميين، إنها تراقب الوضع عن كثب، وهي على استعداد لخوض الحرب إذا فرضت عليها من أجل السيطرة على طرابلس.
وفي ظل فشل حكومة الوفاق في السيطرة علي الأوضاع الجارية، بات رحيلها مطلب شعبي إلي حد كبير، وبالأخص مع استمرار رفض البرلمان الليبي المقيم في شرق البلاد، منحها الثقة، وكذلك تخلي قوات الحرس الرئاسي عنها، وطردها من المقرات الحكومية التي كانت تسيطر عليها.
ويري متابعون للشأن الليبي أن الوضع القائم في ليبيا يعكس فشل حكومة الوفاق في جمع المليشيات المسلحة وتوحيد الجيش الليبي، وهو ما تسبب في فراغ أمني استغله خصومها السياسيين.
ووفق مصادر موثوقة فإن حكومة الوفاق لم تعد تسيطر إلا على القاعدة البحرية "أبو ستة"، وهي القاعدة التي يقيم فيها رئيس الحكومة فايز السراج منذ وصوله إلى ليبيا نهاية شهر مارس الماضي.
كانت توعدت حكومة الإنقاذ على لسان رئيسها خليفة الغويل بطرد جميع أعضاء حكومة الوفاق من طرابلس، وبسط نفوذها على العاصمة، من أجل تقديم الخدمات للشعب الليبي بوصفها الحكومة الشرعية، على حد تعبيره.
ووفق ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر في حكومة الإنقاذ أن القاعدة البحرية التي يقيم فيها السراج ستكون الهدف المقبل للسيطرة عليها؛ وهو أمر إن حدث فسيعني عمليا انهيار حكومة الوفاق، وفق الصحيفة.
وحذر مراقبون من أن العاصمة الليبية قد تدخل في حرب شوارع بين المليشيات المسلحة التابعة للفصائل المتنازعة على السلطة في البلاد.
 ووصلت تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لحكومة الإنقاذ من مصراته؛ بالتزامن مع تأكيد الجيش في بنغازي سعيه لدخول العاصمة وتطهيرها من المسلحين.
الجدير بالذكر أن حكومة الانقاذ كانت انسحبت من المشهد السياسي فور وصول فايز السراج في مارس الماضي، لتعود مجددا إلى الواجهة.
وظهر الغويل السبت الماضي 15 أكتوبر 2016 من مجمع القصور الرئاسية في العاصمة طرابلس، وهو يقرأ بيانا يدعو فيه وزراء حكومته وموظفيها إلى العودة لمزاولة أعمالهم وتقديم الخدمات للشعب الليبي.
من جانب أخر توعد فايز السراج بملاحقة المسؤولين عن الأحداث وتقديمهم إلى المحاكمة؛ لكنه سرعان ما خسر قوات الحرس الرئاسي التي انشقت عنه، فيما أدانت الأمم المتحدة والعواصم الغربية سيطرة حكومة المؤتمر الوطني العام على طرابلس وتعطيل عمل الحكومة المعترف بها دوليا.

بعد عودة الإخوان
ويري مراقبون أن خليفة الغويل انتهز فرصة الصراعات بين القوى الأمنية الداعمة للسراج، وخاصة بعد استياء حرس المجلس الرئاسي من عدم الحصول على مستحقاتهم المالية منذ شهر، ليتمكن من التحالف مع هذه القوات للإطاحة بحكومة السراج.
ومع العداء الذي تكنه الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني في شرق البلاد، لحكومة الوفاق برئاسة السراج، سيؤدي الوضع إلي استغلال حكومة الانقاذ لهذا الخلاف القائم للتحالف مع الحكومة المؤقتة ضد الوفاق، خاصة بعد دعوة خليفة الغويل خصومه في طبرق إلى التحالف من أجل تشكيل حكومة مشتركة على أساس مبادرة الحوار الوطني، التي يعتقد أن اتفاق الصخيرات أجهضها.
ولاقت دعوة الغويل صدى إيجابيا من قبل رئيس الحكومة المؤقتة في طبرق عبدالله الثني، الذي أبدى استعداده لتشكيل لجان لدارسة المقترح بعد موافقة برلمان طبرق عليه.
وتحيل دعوة الغويل إلى مبادرة أطلقها المؤتمر الوطني العام قبل نحو عام، وأفضت إلى عقد لقاء بين رئيسي البرلمانين المتنازعين نوري بوسهمين عن برلمان طرابلس، وعقيلة صالح عن برلمان طبرق.
وقد يلجأ الطرفان إلى التفاهم من أجل فرض أمر واقع على حكومة الوفاق المدعومة أمميا ودوليا، خاصة أنهما يعدَّانها عدوا مشتركا لهما داخليا وخارجيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن العاصمة طرابلس ستتحول إلي ساحة حرب لأمراء الدم من قادة المليشيات المسلحة والتي تحكم طرابلس، في ظل حالة الالتباس والغموض في المشهد العام، حيث أن الصراع  ناتج عن اختلاف في التوجهات والمصالح ومراكز القوى المتواجدة في العاصمة، ويسعى كل طرف لبسط نفوذه في العاصمة الليبية، وهو ما يهدد مساعي الأمم المتحدة بالتوصل إلي سلام وأيضا يعزز من وجهة نظر  قائد الجيش الليبي المشير خلفية حفتر في عدم الإعتراف بحكومة الوفاق والمجلس الرئاسي، مع وجود رؤية لأهمية الحكم العسكري لليبيا.

شارك