روسيا تمدد الهدنة فى حلب..وتبادل الاتهامات بين موسكو وبروكسل

الأربعاء 19/أكتوبر/2016 - 08:41 م
طباعة روسيا تمدد الهدنة
 
وسط تنامى الانتقادات الغربية للتحركات الروسية فى سوريا، ومحاولة فصل الارهابيين عن الجماعات المعارضة، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن العسكريين الروس والسوريين قرروا تمديد الهدنة الإنسانية الخميس لمدة 3 ساعات، مؤكدة أن الهدنة تهدف إلى إخلاء المدنيين من المدينة ، وأشار رئيس دائرة العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال سيرجي رودسكوي ، أنه "بعد تلقي العديد من طلبات منظمات دولية، تم اتخاذ قرار حول تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 3 ساعات – حتى الساعة السابعة مساء. إن ذلك سيسمح لممثلي الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بتأمين خروج المرضى والمصابين والأشخاص المرافقين وكذلك المدنيين من المدينة".
أشار رودسكوي إلى أن العسكريين الروس سيرصدون خروج المدنيين والمسلحين من حلب باستخدام كاميرات الويب وطائرات دون طيار، موضحا أن ضربات الطيران الروسي والسوري في منطقة حلب توقفت منذ الساعة العاشرة صباح أمس بالكامل، مضيفا أن طائرات روسية وسورية لم تقترب من مدينة حلب لمسافة أقل من 10 كيلومترات.

روسيا تمدد الهدنة
قال رودسكوي إن قيادة الجيش السوري أصدرت أمرا بسحب قواتها إلى مسافة تسمح للمسلحين بمغادرة المدينة، معربا عن أمله في أن الولايات المتحدة وغيرها من الجهات المعنية ستؤثر في قادة المسلحين لتأمين خروجهم من حلب، وأكد أن موسكو ودمشق نفذتا كافة التزاماتهما الخاصة بإجراء العملية الإنسانية في حلب، مشيرا إلى نشر مركز يعمل فيه ضباط من مركز المصالحة الروسي والجيش السوري وممثلون من سلطات حلب من أجل تنسيق العملية الإنسانية لإخلاء المدنيين والمسلحين من حلب.
شدد على أنه جرى إبلاغ سكان حلب الشرقية والمسلحين مسبقا بوجود ممرات إنسانية وقواعد المرور فيها، مشيرا إلى أنه قد تم إلقاء أكثر من 150 ألف منشور بهذا الشأن، مضيفا أن عدد المنشورات سيزيد نهاية اليوم إلى 300 ألف.
نوه رودسكوي إن وسائل الإعلام السورية نشرت معلومات بهذا الشأن، مشيرا إلى إبلاغ المواطنين بتفاصيل العملية الإنسانية من خلال مكبرات صوت والرسائل النصية، وجدد التذكير بأن 8 ممرات ستفتح لإخلاء المواطنين، بينها اثنان لخروج المسلحين، موضحا أن أحد الممرين يؤدي إلى الحدود السورية التركية والثاني - من سوق الحي إلى إدلب. وأضاف أنه يمكن استخدام الممرين المذكورين لإخلاء المرضى والجرحى ونقلهم إلى مستشفيات حلب الغربية.
من جانبه أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية أنه تم تنفيذ سحب وحدات الجيش السوري إلى مسافات تسمح للمسلحين بمغادرة الأحياء الشرقية في مدينة حلب عبر ممرين خاصين، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تستخدم أقصى ما لديها من إمكانيات من أجل استقرار الوضع في مدينة حلب"، مبينا أنه "تم ترتيب نقل السكان المدنيين دون قيود وتوفير نقل الجرحى وخروج المسلحين مع سلاحهم دون عوائق من الأجزاء الشرقية للمدينة".
كان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أعلن أمس أن القوات الجوية الروسية والسورية أوقفت صباح الثلاثاء قصف المسلحين في منطقة حلب، داعيا الدول ذات النفوذ لإقناع قادة المسلحين بضرورة مغادرة المدينة.
من ناحية اخري قال الناطق  باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف تعليقا على بيان بلجيكي حول عدم التورط في قصف حساجك السورية، إن روسيا تملك وسائط دفاع جوي هناك تراقب باستمرار الأجواء السورية كافة.
أشار كوناشينكوف إلى أن أخطاء أجهزة التصويب لدى قوات التحالف التي تضم بلجيكا في سوريا باتت تحصل بشكل دوري، مضيفا أنه بهذا الشكل تتحول حفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات ومراكز الشرطة والقوافل الانسانية بل وحتى القوات السورية التي تقاتل "داعش" بالقرب من دير الزور، إلى أهداف لطائرات التحالف الدولي، موضحا أنه لم تحدث ولا مرة حتى الآن مساءلة أي دولة من دول التحالف على مثل هذه"الهفوات".
كان مركز المصالحة الروسي في "حميميم" قد أفاد بأنه تم رصد "طائرتي" إف - 16 "تابعتين لسلاح الجو الملكي البلجيكي عبر وسائل تعقب الأحوال الجوية، وكانتا تقومان بمهمة للتحالف الدولي، أثناء القصف"، ونفى وجود أي طائرات  روسية أو سورية في منطقة القصف.
يذكر أن منطقة عفرين تشهد معارك بين "قوات سوريا الديمقراطية" التي تلعب القوات الكردية دور الزعامة فيها، وتنظيم "داعش"، وأفادت التقارير بسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على قرية حساجك مؤخرا.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية البلجيكية عن استدعاء السفير الروسي لدى بروكسل ألكسندر توكوفينين لمطالبته بتقديم إيضاحات على خلفية إعلان وزارة الدفاع الروسية عن مشاركة طائرتين بلجيكيتين في الغارة على قرية حساجك السورية.
وأعرب وزير الخارجية البلجيكي ديدي رينديرز عن دهشته من اتهام بلاده باستهداف المدنيين في سوريا، وجدد نفي تواجد أي طائرات حربية بلجيكية في تلك المنطقة يوم الثلاثاء.
روسيا تمدد الهدنة
من جانبه، أكد وزير الدفاع البلجيكي ستيفن فاندوبوت أن طائرات بلاده لم تقصف بلدة حساجك.
وعلى صعيد المعارك المسلحة فى سوريا، أشارت تقارير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية حققت نجاحات في المعركة ضد تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي وذلك خلال اشتباكات عنيفة بدأت منذ يومين.
وتمكنت قوات التحالف الذي تقوده القوات الكردية من تحرير 5 قرى هي الحصية وحساجك وسموقة وقول سروج والوردية، بالإضافة إلى وسد الشهباء ومزارع الغول ومزارع الحسينية ومركز اتصالات لشركة "سيرتيل، وتستمر المعارك الشرسة في محيط وعلى طول خط الوردية الوحشية ومركز سيرتيل .
وعلى صعيد التحركات السياسية لوقف نزيف الدماء فى سوريا، أكدت الخارجية السورية أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى أدنى درجات المصداقية عندما يتحدث عن الوضع الإنساني في سوريا، وأن استمرار الاتحاد الأوروبي بالسير خلف سياسة الدول المتطرفة من أعضائه، مثل فرنسا، يحرمه من أي دور إيجابي في المنطقة والعالم".
كان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أعلنوا أن "قصف مرافق البنى التحتية المدنية في حلب من الممكن أن يرقى إلى مستوى جريمة حرب، وأن هذه المسألة يجب أن تنظر فيها محكمة العدل الدولية".
واعتبرت الخارجية السورية أن تضليل الرأي العام وقلب الحقائق لا يليق ببعض دول الاتحاد التي أعربت أكثر من مرة وفي مناسبات عديدة عن عدم نجاعة النهج الذي يتبعه الاتحاد إزاء سوريا، وكان من المهم أن تنسجم تصريحات الاتحاد الأوروبي مع ما يدعيه من الوقوف ضد الإرهاب وأن تتسق مع الشرعية الدولية لا أن ينصب نفسه مدافعا عن المجموعات الإرهابية وذرف دموع التماسيح على معاناة المدنيين في حلب جراء الإرهاب".
وتمت الاشارة إلى أن الجيش العربي السوري وحلفاؤه يسعون إلى تخليص البلاد، بل والعالم، من شرور الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار وكل مستلزمات الحياة الكريمة للمواطنين في حلب"، والتأكيد على أن الاتحاد يفتقر إلى أدنى درجات المصداقية عند الحديث عن الوضع الإنساني في سوريا لأنه ومن خلال دعمه للإرهاب شريك في معاناة السوريين، إضافة إلى العقوبات التي فرضها، والتي تنعكس سلبا على حياة  المواطن السوري ولقمة عيشه".

روسيا تمدد الهدنة
ورات الخارجية الروسية أن استمرار الاتحاد الأوروبي بالسير خلف سياسة الدول المتطرفة من أعضائه مثل فرنسا سعيا للمغريات المالية الخليجية يسيء إلى دول الاتحاد قاطبة ويجعله تابعا لسياسات الآخرين".
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتبادل فيه روسيا وسوريا  والولايات المتحدة من جهة أخرى الاتهامات بشأن عمليات القصف في سوريا، حيث تتهم واشنطن كلا من موسكو ودمشق باستهداف المدنيين اثناء قصفها للمدن السورية و"المعارضة المعتدلة"، الأمر الذي تنفيانه وتؤكدان أن القصف يطال المجاميع المسلحة الإرهابية.
من جهتها، تتهم الحكومتان الروسية والسورية واشنطن في عدم استطاعتها التأثير على فصائل المعارضة المعتدلة في الانفصال عن المجاميع المسلحة الأخرى.

شارك