مع معركة تحرير الموصل.. أوروبا في مرمى نيران "داعش"

الخميس 20/أكتوبر/2016 - 12:55 م
طباعة مع معركة تحرير الموصل..
 
تتواصل معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، لليوم الرابع على التوالي؛ حيث أعلن جنرال أمريكي من التحالف الدولي، أن قادة من تنظيم داعش بدءوا يغادرون الموصل التي تتعرض لهجوم تشنه القوات العراقية لاستعادتها، كما توقّع بحسب "فرانس برس" أن يبقى فيها متطرفون أجانب لخوض المعارك، الأمر الذي يربك معظم الدول الأوروبية؛ خشية تدفق عناصر من التنظيم إلى أراضيها.
مع معركة تحرير الموصل..
وتخشى دوائر القرار في الاتحاد الأوروبي تدفق العديد من مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي على القارة العجوز بعد استعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية، وهو ما حذر منه المفوض الأوروبي للأمن ووزير الداخلية الألماني.
ويعتبر مغادرة تنظيم داعش من الموصل، خطرًا جسيمًا تواجهه أوروبا في حال استعادت القوات العراقية السيطرة على معقل تنظيم داعش في المدينة، بحسب ما حذر مسئولون ومحللون، ما يعزز مخاوف القارة التي شهدت سلسلة من الهجمات نفذها جهاديون على مدار الفترة السابقة.
وكان الجيش العراقي قد أعلن أنه أصبح على مرمى مركز المدينة بعد دخول قضاء الحمدانية، لكن المحور الأصعب في المعركة وفق ما ذكرت تقارير صحافية هو وجود 1.5 مليون مدني محاصرين، وسط مخاوف حقيقية من أن يستخدمهم تنظيم داعش كدروع بشرية.
من جهتها، ذكرت قيادة قوات مكافحة الإرهاب أن التحالف يمهد لعملية اقتحام برية لناحية برطلة وهي من أكبر النواحي شرق الموصل.
قائد جهاز مكافحة الإرهاب أكد أن العمليات تسير حسب الخطط الموضوعة، وبأن البيشمركة لم تعلق أياً من عملياتها.
وقال غاري فوليسكي، جنرال أمريكي من التحالف الدولي، عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من بغداد: "لقد شهدنا حركة" لمسئولين ومقاتلين من تنظيم داعش خارج المدينة، في حين أن مقاتلين أجانب هم "الذين سيبقون فيها وسيحاربون".
وكان الفريق الركن طالب شغاتي، قائد القوات الخاصة العراقية قد قال أمس الأربعاء: إن تنظيم داعش له ما بين 5000 و6000 عنصر يقاتلون القوات العراقية على مدينة الموصل.
وأضاف في مؤتمر صحافي قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق إلى الشرق من الموصل "المعلومات الاستخبارية تشير إلى 5000 إلى 6000 مقاتل داعشي".
مع معركة تحرير الموصل..
وكان مسئولون أمريكيون قد أعلنوا أن الولايات المتحدة تتوقع أن يستخدم تنظيم "داعش" أسلحة كيمياوية بدائية وهو يحاول صد هجوم بقيادة العراق في مدينة الموصل على الرغم من أنهم قالوا إن قدرة التنظيم الفنية على تطوير مثل هذه الأسلحة محدودة للغاية.
وخلال العامين الماضيين انضم الآلاف من الأوروبيين في العراق وسوريا إلى الجماعات الإسلامية المسلحة، ولكن وبعد أن مني تنظيم الدولة بسلسلة من الهزائم هذا العام في سوريا والعراق، بدأ عدد من المقاتلين بالعودة إلى أوروبا، ووفقا للإحصاءات الأوروبية يوجد حوالي 2500 مقاتل أوروبي في تنظيم "داعش" الآن.
في هذا الصدد، حث خبراء دول أوروبا على الاستعداد لاستقبال المزيد من الجهاديين المتمرسين في القتال والمستعدين لشن هجمات في أوروبا.
وقال جوليان كنغ مفوض الاتحاد الأوروبي لشئون الأمن لصحيفة "داي فيلت" الألمانية اليومية: إن استعادة مدينة الموصل، معقل تنظيم داعش في شمال العراق، قد تؤدي إلى عودة مقاتلي التنظيم العنيفين إلى أوروبا.
وتوقع ألا يتدفق عدد كبير من مقاتلي التنظيم الإرهابي من الموصل إلى أوروبا، إلا أنه أكد أنه حتى لو عاد عدد قليل من هؤلاء، فإنهم سيشكلون “تهديدا خطيرا علينا أن نكون مستعدين له، مؤكدًا أن نحو 2500 مقاتل أوروبي لا يزالون في مناطق النزاع.
ويرى رافائيلو بانتوتشي مدير مركز دراسات الأمن الدولية في معهد رويال يونايتد سيرفيسي، أنه رغم أن قدرة التنظيم المتطرف على تجنيد المزيد من المقاتلين في حال خسر معقله في الموصل ستتراجع، إلا أن المقاتلين الذين سيخسرون موطنهم سيشكلون خطرا على الغرب.
وجاء في صحيفة ديلي تلغراف أن المقاتلين الذين سيخسرون توجههم وهدفهم الثوري، سيشكلون مصدر قلق للمسئولين الأمنيين في أنحاء العالم لسنوات مقبلة، قائلة: إن التنظيم الإرهابي أظهر قدرة على إعادة مقاتلين إلى أوروبا بين صفوف اللاجئين. وإذا ما تعرض للتهديد في العراق وسوريا، فقد يزيد من أعداد هؤلاء العائدين لإقامة شبكات أو حتى شن هجمات.
المحلل الأمني كريس فيليبين أن تنظيم داعش يدخل مرحلة جديدة، مضيفًا أنه عندما يفقد مقر خلافته فإن التنظيم سيجبر مقاتليه على خوض حرب شوارع أو أعمال إرهابية، موضحًا أنه باستعادة الموصل أعتقد أننا سنرى زيادة في الهجمات الإرهابية في شمال إفريقيا والغرب، لافتًا إلى أن المقاتلين سيختبئون في الطرق التي يستخدمها اللاجئون لدخول أوروبا.
مع معركة تحرير الموصل..
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن التنظيم الإرهابي يخشى من المعركة، الأمر الذي جعله يهيئ الأجواء للتصدي لكل المشاركين في معركة الموصل الحاسمة، حيث يشارك كل من الجيش وقوات الأمن العراقية؛ حيث تم إعداد الفرقة 15 والفرقة 16 واللواء الرابع من الفرقة الثامنة وقوات الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، بالإضافة لقوات عمليات نينوى التي تتكون من الفرقة السابعة وبإسناد من سلاح الجو العراقي، ويشارك كذلك قوات الحشد الشعبي، وتشارك ضمن تلك القوات العديد من الفصائل الشيعية من أهمها فيلق بدر وعصائب أهل الحق والنجباء، كذلك قوات البيشمركة الكردية، ويتوقع أن يشارك منها ثلاثة ألوية بالإضافة إلى وحدة مدفعية وفرق هندسة، فضلا عن مشاركة الحشد الوطني السني، والذي تقدر الأعداد الأولية بأربعة آلاف مقاتل يضاف لها الحشد العشائري ويسعى كلاهما لتأدية دور بارز في معركة الموصل وما بعدها.
وشهد اليوم الأول من المعارك في الموصل تقدماً كبيراً للقوات المشتركة وتراجعاً لتنظيم "داعش" إلى مناطق قرب مركز المدينة إثر تدمير دفاعاته جنوب وشرق الموصل حسب المصادر العسكرية، كذلك اليوم الثاني شهد تقدمًا لعمليات نينوى استعادت خلالها الوحدات المقاتلة قريتي الحود ولزاك التي كان التنظيم يتخذهما معقلين مهمين بعد خسارته لمدينة القيارة.
وتعد مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي؛ حيث إنها مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.

شارك