"أردوغان" يحول "غزوه" للأراضي السورية إلى حرب "طائفية" ضد الأكراد

الخميس 20/أكتوبر/2016 - 01:42 م
طباعة أردوغان يحول غزوه
 
يبدو أن الجيش التركي وقائده الأعلى رجب طيب أردوغان لا يريدان أن يخرجا من المستنقع السوري قبل أن يحققا أهدافهمها الطائفية من حربهما في الداخل السوري، ويجعلا الأكراد والقضاء عليهم ضحية لهذه الطائفية فعلى الرغم من تراجع الجيش التركي إلى شرق الفرات وابتعاده عن مناطق عمليات القوات التركية الغازية لسوريا، إلا أنه أصر على استهدافهم،  ففي بيان للجيش التركي صباح يوم الخميس 20-10-2016م، أكد فيه أن مقاتلاته الحربية  نفذت 26 ضربة جوية على 18 هدفاً عسكرياً لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تتزعمها "وحدات الحماية" الكردية بريف حلب الشمالي؛ الأمر الذي أدى إلى مقتل ما بين 160 إلى 200 من المسلحين، بالإضافة إلى أن مقاتلاته قصفت في وقت متأخر يوم الأربعاء مناطق استولت عليها مؤخراً "وحدات الحماية" الكردية، ودمرت تسعة مباني وعربة مدرعة وأربع مركبات أخرى.
أردوغان يحول غزوه
سبق ذلك قيام الجيش التركي بإطلاق النار على أهداف وحدات حماية الشعب بمدينة عفرين رداً على قذائف أُطلقت من سوريا وسقطت في إقليم هاتاي التركي ليشدد على إنها جاءت بعد إطلاق 5 قذائف من عفرين في سوريا ضده وسقطت في إقليم هاتاي التركي؛ ما دفعه للرد بإطلاق النار على أهداف لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ولكن القذائف التي أطلقت لم تتسبب في سقوط قتلى أو جرحى ولم تلحق أضرارًا، لكن الجيش التركي رد بإطلاق مدافع الهاوتزر في إطار قواعد الاشتباك التي يطبقها ولكن  تنظيم الـ PYD أكد أن القوات التركية مستمرة في القصف، الذي أسفر عن وقوع ١٠قتلى"، وأن الجيش التركي قصف ١٨ هدفاً للـ PYD في "معرة أم هواش". 
 تركيا لم تكتفِ بذلك، بل وجهت الميليشيات التابعة لها بمهاجمة قوات الحماية الكردية حيث اتهم النقيب "عبدالسلام عبدالرزاق" المتحدث العسكري باسم حركة "نور الدين الزنكي" "قوات سوريا الديمقراطية" بأنها تستغل تهاوي تنظيم "داعش" أمام تقدم فصائل "درع الفرات" لتقضم مزيداً من المناطق تمهيداً لتهجير أهلها، في تكرار لسيناريو السيطرة على مدن وبلدات " تل رفعت ومنغ واحرص" بريف حلب الشمالي وانها استولت بالفعل على قريتي "حصية وحساجك" ومزارع محيطة في المنطقة الواقعة جنوب مدينة مارع بريف حلب الشمالي، وذلك نتيجة سلسلة الانسحابات التي نفذها تنظيم "داعش" أمام ضربات فصائل درع الفرات كذلك اتهم العقيد "أحمد عثمان" قائد فرقة "السلطان مراد" التابعة للجيش الحر نفس القوات باستهداف مواقع الجيش السوري الحر بقذائف الهاون، وذلك في قرية عيون التي حررها الثوار في وقت سابق ، الأمر الذي أدى إلى إصابة بعض المقاتلين بجروح.
أردوغان يحول غزوه
الأهداف التركية الطائفية في سوريا سبق وكشف عنها الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان قائلا: "إن عملية درع الفرات مستمرة حتى مدينة الباب وإن بلاده لن تسمح للـ"إرهاب بدق أبواب تركيا"، وإنّ القوات المشاركة في العملية ستتابع مسيرها نحو مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وستعمل على إنشاء منطقة آمنة تصل مساحتها إلى 5 آلاف كيلو متر وتباحثتُ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول مدينة حلب السورية، وأبلغني بأنهم أوقفوا القصف وطلب منّا التوسط لإخراج جبهة النصرة من حلب، وقمت بدوري بإبلاغ المعنيين للقيام بما يجب، واتفقنا على القيام بهذه الخطوة كي نتيح لأهل حلب فرصة العيش بأمان وإنّ بوتين أكد وقف القصف الجوي، وطلب منا أن نعمل على ترك جبهة "فتح الشام للأحياء المحاصرة، وقمت أنا بدوري بمنح التعليمات اللازمة للعمل على الأمر واتفقنا على العمل من أجل إخراج الجبهة من مدينة حلب وإعادة الاستقرار لأهالي المدينة".
أردوغان يحول غزوه
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من النجاحات التي تحققها فصائل درع الفرات التابعة لتركيا والتي كان آخرها السيطرة على بلدة "دابق" الاستراتيجية، إلا أنه تبقى الحقيقة التي لا يستطيع أن ينكرها أحد وهي أن الجيش التركي وقائده الأعلى رجب طيب أردوغان لا يريدان أن يخرجا من المستنقع السوري قبل أن يحققا أهدافهما الطائفية، وهي القضاء على الأكراد ونفوذهم المتنامي في سوريا.

شارك