بيان حكومة الوفاق.. تصنيف "حفتر" "مجرم حرب" يؤجج الصراع الليبي

السبت 22/أكتوبر/2016 - 02:17 م
طباعة بيان حكومة الوفاق..
 
يبدو أن الأزمة الحالية في ليبيا تتفاقم يومًا بعد يوم، وبالأخص في ظل التراشق المستمر بين حكومة الوفاق الليبية في طرابلس، والحكومة الشرعية في طبرق والتي يواليها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر؛ حيث اعتبر بيان صادر عن الجيش التابع لحكومة الوفاق الليبية، الجنرال المتقاعد خليفة حفتر "مجرم حرب"، مؤكدًا على ضرورة الابتعاد بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية.
بيان حكومة الوفاق..
وشدد البيان الختامي للملتقى السادس للجيش، رفْضه القاطع "للاستيلاء على السلطة تحت أي مسمى من خلال الانقلابات"، واعتبار من وصفه بـ"المدعو" خليفة حفتر "مجرم حرب"، موضحاً قضايا عدة أبرزها وحدة الجيش من شرق ليبيا إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.
وكانت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق أشرفت على المؤتمر السادس لضباط وعسكريي الجيش الليبي، الذي عقد أول أمس بطرابلس، وشارك فيه رئيس المجلس فايز السراج بكلمة افتتاحية، فيما أثار البيان الختامي للمؤتمر جدلًا واسعًا بعد اعتباره المشير خليفة حفتر "مجرم حرب".
وأكد على أهمية بناء الجيش، وبذل قصارى الجهود في التدريب والتطوير وإضافة دماء جديدة، وضرورة اختيار قيادة له متمثلة برئاسة الأركان العامة والرئاسات النوعية، على أن تتحلى بروح الوطنية والكفاءة العالية بالقيادة ووفق المعايير، وفي مدة أقصاها 30 يوماً.
وأشار البيان إلى حق كل منتسبي الجيش في نيل حقوقهم التي كفلها لهم القانون فيما يتعلق بالرواتب والتأمين الصحي، وتعديل وتفعيل كل القرارات والقوانين العسكرية المتعلقة بشئون الأفراد، فضلاً عن السعي لإعادة كل ممتلكات الجيش من مقار ومعسكرات إلى المؤسسة العسكرية، وتأجيل تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بالخصوص إلى حين تعيين قيادة للجيش.
جاء ذلك بعد أن أعلن الحرس الرئاسي الليبي، المكلف بتأمين القصور الرئاسية في العاصمة طرابلس، في 17 أكتوبر، انشقاقه "بكامل عدته وعتاده" عن مجلس الدولة الداعم لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، وانحيازه إلى حكومة الإنقاذ بقيادة خليفة الغويل "الإخوان، ومن ورائها المؤتمر الوطني العام برئاسة نوري أبو سهمين.
في سياق آخر سارع المجلس الرئاسي إلى إصدار بيان نفى فيه أن يكون قد تم تصنيف المشير بالانقلابي، مؤكدًا أن المؤتمر عقد من أجل بحث سبل توحيد قوات الجيش الليبي شرقا وجنوبًا وغربًا.
واعتبر فتحي المجبري، عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، مشاركة رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي لمؤتمر ضباط الجيش بطرابلس، "انحرافًا جوهريًّا وخطيرًا" عن روح الوفاق، مطالبًا بفتح تحقيق حول ما حصل في المؤتمر.
وطالب المجبري المجلس الرئاسي بتوضيح حول وصف المشير بهذا الوصف بالإضافة لتوضيح حول القبول بحضور قيادات عن "سرايا الدفاع عن بنغازي" التي اعتبرها المجلس الرئاسي "إرهابية" في بيانات سابقة له أثناء هجومها على قوات الجيش جنوب بنغازي الشهر قبل الماضي .
واستنكر عضو المجلس الرئاسي خلال بيانه قبول جلوس رئيس المجلس الرئاسي مع قيادات هذه الجماعات في ذات المكان حيث سبق أن صنفها بالمجموعات الإرهابية، معتبرا إياه محاولة لشرعنة هذه الميليشيات الإرهابية التي أحرقت بنغازي وتحارب إحدى أهم مؤسسات الدولة وتتحالف مع أخطر الإرهابيين في شرق البلاد. وظهر خلال المؤتمر مصطفى الشركسي القيادي في "سرايا الدفاع عن بنغازي" جالسًا قريبًا من رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.
ومن جانبه أصدر عضو المجلس الرئاسي، علي القطراني، بيانا وصف فيه المجتمعين في هذا المؤتمر بأنهم مجموعات مسلحة خارجة عن القانون وشرعية المؤسسة العسكرية، معتبرًا أن ما حدث يزيد من حدة التوتر والانقسام السياسي، ويهدد وحدة الشعب والتراب الليبي.
بيان حكومة الوفاق..
في هذا الصدد، اعتبر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج أن توحيد المؤسسة العسكرية تحت السلطة السياسية، يعد على رأس أولويات حكومته.
وقال السراج: إن أمام حكومته مهمة وطنية ليست سهلة ولكنها ضرورية وحتمية، تتمثل في توحيد المؤسسة العسكرية في كل أرجاء الوطن ضمن هيكلية موحدة تعمل تحت القيادة السياسية، "ليكون لدينا جيش وطني عقيدته حماية الوطن دون التدخل في الشأن السياسي، مؤكدًا على سعي حكومته لرفع حظر السلاح المفروض على ليبيا بهدف تحديث المؤسسة العسكرية، وقال إنه بحث هذا الملف مع دول صديقة وشقيقة، إضافة إلى إمكانية تدريب الجيش الليبي بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية ودولية متخصصة.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا "مارتن كوبلر" قال: إنه يجب احتواء القوات التي يقودها حفتر في إطار الحل السياسي بليبيا، مضيفًا في تسجيل صوتي، أنه ينبغي أن يكون لحفتر دور في سلسلة القيادة العسكرية.
وأوضح المبعوث الأممي أن اتفاق الصخيرات ينص على أن القيادة العليا للجيش الليبي بيد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ولكن ما دون ذلك فيما يخص سلسلة القيادة يجب أن يناقشه الليبيون.
ويرى مراقبون للشأن الليبي أن اختراقاً حدث للجنة المنظمة للمؤتمر، ففي الوقت الذي لم يحتوِ البيان الختامي للمؤتمر والذي حمل ختم وزارة الدفاع أي وصف لقوات الجيش، اعتلى منصة المؤتمر بعض القيادات العسكرية لتلاوة بيان ختامي، بديلًا عن البيان الرسمي، وصفت فيه المشير بــ"الانقلابي ومجرم حرب".
وبإصدار هذا البيان، قد تتفاقم الأوضاع بين الأطراف المتصارعة على السلطة في البلاد، وقد يؤدي ذلك إلى حرب فعلية بين الجيش الليبي بقيادة حفتر والجيش الموالي لحكومة الوفاق الليبية وهو ما يخشاه متابعون للشأن الليبي، حيث يرون أن الأمور تعكس حقيقة الوضع المقبل واندلاع حرب أهلية في ليبيا.

شارك