وسط استمرار خروقات الحوثيين.. مساعي أممية لتمديد الهدنة في اليمن
السبت 22/أكتوبر/2016 - 07:35 م
طباعة

تواجه الهدنة في اليمن، امتحانا عسيرا وسط استمرار الخروقات من قبل الحوثيين فيما اعلنت تقارير عن مقتل عدد من قادة الحوثيين في جبهات اليمن، مع مساعي المبعوث الأممي الي تمديد الهدنة لايام اخرى، وهو ما قد يواجه بالفشل.
خروقات الهدنة :

تواصل قوات المتمردين الحوثيّين وحلفائهم من أتباع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لليوم الثاني على التواصل خرق الهدنة التي بدأ سريانها منتصف ليل الأربعاء، فيما يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن إلى تمديد الهدنة التي وصفها بالهشة والصامدة في نفس الوقت.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية والجيش اليمني اليوم الجمعة، إن “ميليشيا” الحوثي وصالح ما زالت مستمرة بخرق الهدنة، في مدينة تعز جنوب صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن الخروقات تمثلت بقصف مواقع الجيش والمقاومة، غرب المدينة وباتجاه منطقة الزنوج شمال المدينة، ومنطقة حسنات شرق المدينة، إلى جانب القنص شرق المدينة، وفي منطقة الصياحي غرب المدينة.
وأضافت المصادر، “شنت ميليشيا الحوثي وصالح عدة هجمات على مواقع الجيش والمقاومة شرق وغرب المدينة، مستغلة الهدنة الإنسانية”، لافتة إلى أنها تصدت لتلك الهجمات.
كما قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة التابع للجيش اليمني اليوم السبت، إن قوات حكومية ضبطت في منطقة البقع بمحافظة صعدة (أقصى شمال اليمن)، عدد من الصواريخ كانت في طريقها إلى مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح.
وذكر المركز في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الشحنة المضبوطة تحوي على العشرات من الصواريخ متوسطة المدى، وكان من المرجح أن تكون في أيدي الحوثيين على الحدود السعودية اليمنية.
وخلال الشهر الجاري ضبطت القوات الحكومية عدد من شحنات الأسلحة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كانت في طريقها للحوثيين.
وكانت وكالة «رويترز» أوردت تقريراً على أن الحوثيين يتلقون أسلحة من إيران، عبر الأراضي العمانية، غير إن الأخيرة نفت ذلك.
كما أعلنت قوات الجيش اليمني اليوم السبت، عن مقتل 13 مسلحاً من جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في محيط مدينة ميدي بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن).
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القتلى الحوثيين راحوا في هجوم فاشل شنوه على مواقع القوات الحكومية.
كما قال الدفاع المدني السعودي إن قصفاً مدفعياً شنه المسلحون الحوثيون والقوات الموالية لصالح، على مدينة نجران القريبة من الحدود اليمنية، وأدى إلى إصابة مقيم يمني بجروح، اليوم السبت.
وذكر الدفاع المدني في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنه «باشر مدني نجران بلاغًا عن سقوط مقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية، مما نتج عن إصابة مقيم يمني وتم نقله لتلقي العلاج». والخميس الماضي أُصيب مواطن سعودي وابنته في قصف مماثل.
كما أعلنت قيادة قوات تحالف العربي، الجمعة، أن عدد حالات خرق وقف إطلاق النار في اليمن من قبل الميليشيات الحوثية وأعوانهم، ارتفع بشكل كبير خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأوضحت قيادة التحالف أن الخروقات بلغ عددها في قطاع جازان 124 حالة، بينما بلغت الخروقات بقطاع نجران 81 حالة، ووصلت الخروقات داخل الحدود اليمنية 692 حالة اختراق تمثلت في 124 حالة في مأرب، و24 حالات في شبوة، و265 في تعز، و44 في الضالع، و48 في حجة، و116 في الجوف و25 حالة في صنعاء، و41 في البيضاء، و5 حالات في عدن.
وقالت إن الميليشيات استخدمت أسلحة متنوعة تراوحت بين إطلاق صواريخ ومقذوفات ورماية مباشرة وقناصين، مشيرة إلى أنه قد تم الرد على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك المعتمدة، مع الاستمرار في ممارسة أعلى درجات ضبط النفس تجاه ما يحدث من خروقات لوقف إطلاق النار.
وقصفت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم السبت، تعزيزات مسلحة لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، في مديرية بدبدة شرق العاصمة صنعاء.
وقال مراسل «المصدر أونلاين»، إن المقاتلات شنت غارتين على رتل مسلح في منطقة عقلة، كان متوجهاً إلى جبهتي صلب والمحجزة، قادمة من العاصمة صنعاء.
ومن المرجح أن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا خلال الحادث، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية.
كما ذكر مصدر عسكري في المقاومة الشعبية، إن أربعة من مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، لقوا حتفهم بكمين محكم نفذه عناصر المقاومة في مديرية مكيراس جنوب محافظة البيضاء (وسط اليمن).
وقال لـ«المصدر أونلاين»، بأن تلك العملية جاءت ردأ على خروقات الحوثيين للهدنة الإنسانية، وقصف منازل المدنيين في مكيراس ولودر بمحافظة أبين (جنوب شرق اليمن).
وأوضح المصدر بأن العربة (الطقم) التي كانت تقل الحوثيين انفجرت، في منطقة الحازمية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
مقتل قادة حوثيين:

كما كشفت مصادر انقلابية، السبت، عن مقتل القيادي الميداني لميليشيات الحوثي أحمد شرف الدين المهدي بغارة جوية من قوات التحالف العربي شمال محافظة صعدة قبالة منطقة الربوعة السعودية.
وأوضحت المصادر أن المهدي كان يعمل مشرفاً على ميليشيات الحوثي في إحدى جبهات صعدة الحدودية، وقد قتل في 19 من أكتوبر الحالي، ويتم الكشف عن مقتله صباح اليوم السبت.
كما قتل قيادي حوثي ثانٍ، يدعى رياض عبدالله محمد قوارة في منطقة ميدي اليمنية، التابعة لمحافظة حجة الحدودية قبالة منطقة الموسم السعودية.
فيما ذكرت مصادر لـ"العربية" أن حسن يحيى الشرفي - القيادي الحوثي وعضو وفد الانقلابيين إلى مفاوضات الكويت قد قتل خلال مواجهات بإحدى المناطق الحدودية اليمنية – السعودية.
وقالت مصادر "العربية" إن القيادي الحوثي حسن يحيى الشرفي قتل قبالة (الخوبة) جنوب جازان بعد القصف المدفعي الذي شنته القوات السعودية رداً على محاولات الميليشيات الانقلابية استهداف الأراضي السعودية، في حين كشفت مصادر ميدانية أن الشرفي قتل ومعه نحو 23 عنصرا.
فيما قالت القيادة المركزية الأمريكية، الجمعة، إن الجيش الأمريكي قتل 8 متشددين على صلة بــ تنظيم القاعدة في ضربتين في اليمن خلال الشهر الجاري.
وأضافت القيادة المركزية، أن اثنين من المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قتلا في ضربة في الـ 6 من أكتوبرالجاري في منطقة نائية بمحافظة شبوة، وأن الستة الآخرين قتلوا في ضربة أخرى يوم 18 أكتوبر في شبوة أيضا.
امير سعودي علي الجبهة:

وعلي صعيد اخر ظهر الأمير في مقطع فيديو آخر بين الجنود وهو يوقع على قذيقة كتب عليها "إهداء إلى الحوثي عدو الله والدين" متمنيًا مع العسكري الذي يحمل القذيفة وزملاؤه أن تصيب هدفها
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع وصور لأمير سعودي في الجبهات الأمامية لقتال الحوثيّين، رفقة جنود الحد الجنوبي على حدود السعودية مع اليمن.
وأظهرت الصور والمقاطع المصورة الأمير اللواء ركن تركي بن عبدالله آل سعود في الخطوط الأمامية رفقة الجنود السعوديين في حدود منطقة نجران.
والتقطت كاميرات الجنود السعوديين الأمير اللواء وهو على مركبة عسكرية تحمل مدفعا ثقيلا، في الصحارى المحاذية للحدود اليمنية، التي تعود الحوثيّون محاولة التسلل منها للمدن السعودية المجاورة لليمن.
وظهر الأمير تركي في مقطع فيديو آخر بين الجنود وهو يوقع على قذيقة كتب عليها “إهداء إلى الحوثي عدو الله والدين” متمنيا مع العسكري الذي يحمل القذيفة أن تصيب هدفها.
مساعي لتمديد الهدنة:

من جانبه أعلن المبعوث الأممي الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الجمعة، أنه يجري مع الأطراف المعنية، مشاورات للاتفاق على تمديد لوقف الأعمال القتالية.
وقال المبعوث الأممي إن “وقف الأعمال العدائية في اليمن لا يزال هشّاً، ولكنه متماسك إلى حد كبير”، مؤكدا “تحسن الوضع الأمني العام في صنعاء وعدة مناطق في اليمن، على الرغم من الحالات المبلّغ عنها من انتهاكات في مناطق أخرى مثل تعز والحدود مع المملكة العربية السعودية”.
ولفت انتباه جميع الأطراف إلى أن “شروط وقف الأعمال العدائية تشمل الالتزام بوصول الإمدادات الإنسانية دون عائق للمدنيين في جميع أنحاء اليمن”.
وحث ولد الشيخ “جميع الأطراف على العمل من أجل ضمان الاحترام الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية، من أجل خلق بيئة مواتية لسلام طويل الأمد في البلاد”.
كما دعا “جميع الأطراف لضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد، والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار”.
وفجر الثلاثاء الماضي، أعلن ولد الشيخ، في بيان صحفي نشره على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، عن وقف لإطلاق النار في اليمن، لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء/الخميس.
في السياق نفسه، قال نشوان الحامي، مدير الخدمات الطبية في تعز إن استمرار خرق الهدنة من جهة الحوثيين وقوات صالح “منع وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدينة”.
وأكد الحامي، أن مدينة تعز لا تزال محاصرة من جميع الاتجاهات من “ميليشيا” الحوثي وصالح، على الرغم من سريان الهدنة المقرر استمرارها 72 ساعة.
وفي وقت سابق اليوم، أكد وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، حرص الحكومة “الشرعية” على إنجاح وقف اطلاق النار وتوفير فرصة للمبعوث الأممي لمواصلة جهود السلام.
وعبّر المخلافي، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، “تويتر”، عن “أسفه الشديد لعدم التزام جماعة الحوثي وقوات صالح بوقف إطلاق النار رغم مضي أكثر من 25 ساعة على سريانه”.
وأشار المخلافي “بأن الكارثة هي في أنهم لا يدركون الوضع الداخلي والدولي وكل همهم السعي لإفشال جهود السلام”.
الوضع الإنساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، منع مسلحو جماعة الحوثيين وقوات صالح اليوم السبت، ممثل منظمة اليونيسف للأمومة والطفولة الأممية في اليمن، من دخول مدينة تعز (وسط اليمن)، للاطلاع على الوضع الصحي في المدينة المحاصرة.
وقال مصدر طبي لـ«المصدر أونلاين»، إن الحوثيين المتمركزين في سائلة الأقروض، أوقفوا مرور الوفد الأممي عبر طريق ريفي تربط مديرية خدير بمنطقة الأقروض في المسراخ، من أجل وصوله إلى خط الضباب والتوجه نحو المدينة.
واستغرق وفد اليونيسف أربع ساعات للوصول إلى أطراف خدير، رغم أنه كان من المقرر وصوله الساعة الحادية عشر ظهراً إلى مقر قيادة السلطة المحلية بشركة النفط.
ويحاصر الحوثيون مدينة تعز منذ أشهر، ويمنعون الدخول والخروج عبر مداخلها الغربية والشرقية والشمالية، كما تستهدف نيرانهم طرقات الإمداد بين تعز ولحج (وسط وجنوب اليمن).
المشهد اليمني
خروقات عديدة لا تهدد الهدنة والتي تستمر حتى السبت المقبل، لكن وجود تقارير حول ارتفاع معدل تهريب السلاح للحوثيين يشير إلى مدى استمرار الحرب خلال المرحلة القادمة، أو تقسيم البلاد في حالة فشل المبعوث الأممي في التوصل إلى حل سلمي ينهي أعمال القتال في جبهات اليمن.