داعش يواجه "ضغط" معركة الموصل بالـ"تمدد" نحو الأنبار "الرطبة" نموذجاً
الإثنين 24/أكتوبر/2016 - 11:30 ص
طباعة
يحاول تنظيم داعش تخفيف الضغط على عناصره فى مدينة الموصل بتوسع المعارك خارجها فى محاولة للالتفاف على سير المعارك وتحقيق إنتصار معنوى وعسكرى فى جبهات أخرى وهو ما أستطاع تحقيقه خلال الساعات الماضية بإعادة سيطرته على قضاء الرطبة الذى يقع غرب محافظة الأنبار والقريب من الحدود الأردنية حيث شن مقاتلوه يوم الأحد 23-10-2016م هجوماً مفاجئاً عليه ليسيطروا عليه من جديد بعد أن كانوا قد فقدوه قبل أشهر.
وقال شهود عيان إن عناصر داعش سيطروا على حيي الميثاق والحارة وسط قضاء الرطبة، و نشروا "قناصة على منارات الجوامع التي بدأوا يعلنون عبر مكبرات الصوت فيها عن عودة التنظيم إلى القضاء وإن الاشتباكات بين المسلحين والقوات الأمنية والحشد العشائري مستمرة في أطراف الرطبة، وأن مسلحي التنظيم يتقدمون باتجاه المستشفى العام وسط القضاء، وقد استولوا على عدد من الآليات العسكرية وما تزال المعارك في الرطبة على أشدها، حسب تعبير محافظ القضاء وقائم مقامها عماد مشعل الدليمي الذي ناشد حيد العبادي رئيس الحكومة بإرسال تعزيزات عسكرية "لانقاذ الموقف".
هذا فى الوقت الذى أطلق ضباط عراقيون من خطوط القتال ضد تنظيم "داعش" الذي هاجم قضاء الرطبة الحدودي بين غرب العراق والأردن، نداء عاجلا طلبوا به إسناداً من التحالف الدولي والطيران العراقي وأفاد مصدر أمني عراقي، بأن القوات الأمنية بحاجة إلى إسناد من الطيران سواء الدولي أو التابع للجيش والقوة الجوية لاستعادة عدد من المناطق والشوارع والأحياء التي وقعت بيد تنظيم "داعش" في قضاء الرطبة و أن القوات منذ فجر الأحد تصد الهجوم الذي شنه "داعش" على الرطبة من ثلاثة محاور، ولم يصل الإسناد للقطاعات العسكرية حتى اللحظة. واشتباكات قائمة حتى اللحظة، بين القوات وأبناء العشائر، وعناصر "داعش" في عدة أحياء من الرطبة، تحديداً في حي الميثاق وشارع الزيتون وحي الحارة. وحسب المصدر، إن القوات بحاجة إلى دعم وإسناد عسكري وغطاء جوي وضربات على العناصر الإرهابيين الذين اقتحموا الرطبة، بشكل عاجل.
وتأتي هذه العملية المباغتة في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على التنظيم في الموصل حيث رأى مراقبون أن هذه الحركة هي لتحويل المعارك إلى مناطق أخرى وخاصة ان الرطبة تقع على مسافة 360 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار، وكانت سقطت بقبضة داعش قبل عامين تقريباً، لتقوم القوات الأمنية العراقية باستعادتها في مايو 2016م كما تعتبر "الرطبة" منطقة إسناد استراتيجية للتنظيم وتستخدم لإرسال القوات إلى مناطق أخرى بالاضافة الى ان أهميتها تكمن في جوانب عسكرية واقتصادية وسياسية، فهي على الصعيد العسكري كانت واحدة من معاقل داعش المهمة، والسيطرة عليها قطع طريق إمدادات الدواعش من الصحراء الغربية باتجاه الرطبة والأنبار، وإن سيطرة الدواعش على هذه المنطقة يعنى اعادة سيطرتهم على معسكرات تدريب قواته الخاصة، ومضافات الانتحاريِّين والفرق الانغماسية، بالإضافة إلى أن الرطبة عقدة مواصلات مهمة، تربط منطقة الرويشد باتجاه المنفذ الحدودي طريبيل، فضلا عن ربطها بين الأنبار، والقائم، وعانة، وراوه، فضلا عن كونها طريقا اقتصاديا يربط بين العراق والأردن".
مما سبق نستطيع التأكيد على ان تنظيم داعش الدموى سيحاول بشتى الطرق تخفيف الضغط على عناصره فى مدينة الموصل من خلال توسيع المعارك خارجها فى محاولة للالتفاف على سير المعارك وتحقيق إنتصار حتى ولو معنوى وعسكرى فى جبهات أخرى وان إستيلاءه على قضاء الرطبة يعد نموذجاً على قدرة التنظيم على التمدد خارج مناطق نفوذه .