تنسيق "تركي- أمريكي" وراء اختراقات "داعش" في الموصل
الثلاثاء 25/أكتوبر/2016 - 05:32 م
طباعة
تواصل القوات العراقية حربها لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث يشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية.
وكانت العراق رفضت الدور التركي للمشاركة في معركة الموصل، بينما قالت مصادر عراقية إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل وساطة وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بشأن مشاركة القوات التركية في عملية الموصل، لكنه تراجع عن القرار في نفس اللحظة نظرًا للجدل الذي حدث في أعقاب القرار.
ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.
وكشفت المصادر عن أن الرد الأمريكي جاء سريعا بتغاضي طائرات التحالف عن تحركات داعش في الحويجة والقائم، ما تسبب في سقوط أجزاء من كركوك والرطبة بيد التنظيم، مشيرة إلى أن بغداد عادت واستنجدت بالأمريكان، فتدخلوا جزئيا في الرطبة لإعادة التوازن، ولكن داعش مازال يحتل نحو نصف القضاء هناك.
كذلك جاء الرد الأمريكي في خفض الإسناد الجوي لعمليات الموصل، واقتصاره على تلبية البعض من طلبات جهاز مكافحة الإرهاب في المحور الجنوبي. وأدى خفض الإسناد إلى توقف كلي لوحدات البيشمركة الكردية في محور تلكيف.
من جانبه صرح رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس الأثنين 24 أكتوبر 2016، أن مشاركة القوات التركية في عملية تحرير الموصل "ادعاء باطل" لا صحة له، فيما أشار إلى عدم السماح لأي تجاوز على حقوق الإنسان من قبل أي جهة كانت.
وقال العبادي خلال لقائه نظيره السويدي ستيفان لوفان والوفد المرافق له "نرحب بدولة السويد ونشكرها على دعمها منقطع النظير للعراق في محاربته الإرهاب.
وبشأن مشاركة تركيا في معركة الموصل، أوضح العبادي أن "مشاركة القوات التركية في عمليات تحرير الموصل ادعاء باطل"، لافتا إلى أنه "لا صحة له".
وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أول أمس الأحد، أن المدفعية التركية تساعد قوات البشمركة التي تقاتل تنظيم "داعش" قرب معسكر بعشيقة في محافظة نينوى، مشيرا إلى أن ذلك جاء بطلب من البشمركة، قائلا: "نحن في المراحل النهائية في المعارك الجارية لتحرير العراق من دنس الإرهاب ولدينا الرغبة بإعادة كل النازحين إلى ديارهم بعد إعادة استقرار تلك المدن".
ولفت إلى أن "كافة المكونات العراقية تشارك بعملية تحرير الموصل"، موضحا "أننا لن نسمح لأي تجاوز على حقوق الإنسان من قبل أي جهة كانت".
وشن الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية الاثنين 17 أكتوبر 2016، بمساندة طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، هجومًا واسعًا لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014.
ونجح التنظيم الإرهابي "داعش" في اختراقات كركوك والرطبة وسط اتهامات لدوائر خارجية "الولايات المتحدة وتركيا" بأنها تسهل تحركات داعش للضغط على حكومة العبادي وإظهارها في موقف الضعيف، حيث يري متابعون أن التنسيق التركي الأمريكي وراء نجاح داعش في تحقيق تلك الاختراقات، وأن حكومة العبادي تسعى لمنع أي دور لتركيا في المعركة حتى تتمكن من طرد التنظيم من مختلف المواقع التي يسيطر عليها، ووقف هجماته الهادفة إلى تخفيف الضغط على مقاتليه في الموصل.
ويري متابعون أن الحكومة العراقية تلعب بالشعب العراقي، حيث أن القوات التركية موجودة على الأراضي العراقية بتفويض أمريكي، والولايات المتحدة هي التي تقود المعركة وهي معركة وهمية، ذلك أن داعش، كما كان متوقعا، قد انسحب في اتجاه الأراضي السورية.
ويري مراقبون أن العبادي يعكف على إيجاد حل لوضع القوات التركية في العراق، على أمل استعادة الدعم الأمريكي كاملا.
وذكرت مصادر أن داعش حول عناصره في المناطق التي استعادتها القوات العراقية إلى وحدات مساندة للتنظيم في نينوى، وأنه كلف ضابطا في الحرس الجمهوري السابق، من جيل الزرقاوي، بفتح جبهات متعددة لتأخير عملية الموصل.
وظهر التنظيم حتى الآن في كركوك وديالى وشرق تكريت وسامراء والرطبة وسنجار. ويتوقع خبراء عسكريون ظهوره في بغداد ومحيطها في أي لحظة.
وفي مطلع أكتوبر الجاري، وبإجماع الأعضاء رفض البرلمان العراقي تواجد القوات التركية على الأراضي العراقية، مطالبًا بسحب السفير العراقي في تركيا وطرد السفير التركي من العراق، وذلك ردا على قرار البرلمان التركي بالتمديد لبقاء القوات التركية في الموصل، فضلًا عن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المحرضة على البعد الطائفي في المعركة، واصفًا تواجد القوات التركية بأنه بـ"التدخل السافر وشكل من أشكال الاحتلال".
وقد يقبل العبادي مشاركة القوات التركية في معركة الموصل، خشية فقدان الدور الأمريكي في إدراة المعركة، حيث سبق أن طالب العبادي، الولايات المتحدة لإدراة المعركة ووضع استراتيجية جديدة وكذلك إجبار خصومه الداخليين، وخاصة الحشد الشعبي، على القبول بالأمر الواقع.
ويرى مراقبون أن استنجاد العبادي بالأمريكيين لإدارة ترتيبات معركة الموصل وقيادتها يوحي بأنه يراهن على واشنطن أكثر من غيرها لضمان مستقبله السياسي في العراق خاصة في ظل خلافاته مع حلفاء إيران المباشرين، والذي يدعمون رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي.