أردوغان يواجه الأسد على أسوار مدينة "الباب" السورية

الأربعاء 26/أكتوبر/2016 - 10:27 ص
طباعة أردوغان يواجه الأسد
 
فيما يبدو تحول الصراع في سوريا إلى حرب مكشوفة بين كافة الأطراف الداخلية والخارجية فبعد التدخل التركى فى سوريا تحت ذريعة مواجهة تنظيم داعش والأكراد دخلت المواجهة الى مرحلة حاسمة ومباشرة حيث شنت قوات سوريا الديمقراطية بزعامة تنظيم "PYD" الكردي، مساء  يوم الثلاثاء 25-10-2016م، هجوماً برياً واسعاً بغطاء جوي من طائرات الرئيس السورى بشار الأسد الحربية، على القرى التي حررتها فصائل "درع الفرات" التابعة للجيش السوري الحر بريف حلب الشمالي.
أردوغان يواجه الأسد
طائرات الأسد الحربية التى دخلت لاول مرة فى مواجهة مباشرة على  فصائل "درع الفرات"  المدعومة من تركيا وقصفت  قريتي "تل مضيق وتل جيجان" التابعة لمدينة الباب بريف حلب الشمالي وأكد المكتب الإعلامي لغرفة عمليات "حوار كلس" استشهاد 3 مقاتلين من الجيش السوري الحر إثر قصف طيران النظام المروحي قرية "تل المضيق" قرب مدينة الباب وأن قوات الأسد وقوات سوريا الديمقراطية بزعامة تنظيم "PYD" الكردي شنوا هجوماً مشتركاً على فصائل "درع الفرات" خلال تحريرها قرى وبلدات ريف حلب الشمالي من تنظيم " داعش " 
بدوره، أكد النقيب "عبدالسلام عبدالرزاق " المتحدث العسكري باسم حركة "نور الدين الزنكي"  استهداف طائرات الأسد مواقع فصائل درع الفرات، وذلك بهدف قطع الطريق أمام الثوار للتقدم نحو مدينة الباب كبرى وآخر معاقل تنظيم "داعش" بريف حلب و أن تحالفات نظام الأسد مع تنظيم "داعش" والميليشيات الكردية خرجت إلى العلن، وذلك بعد سنوات من التعاون والتنسيق السري، مشدداً بالقول : "سنتابع تحرير كل مناطق حلب وريفها من تنظيم داعش".
أردوغان يواجه الأسد
وتأتي هذه التطورات، بعد ساعات من تحرير فصائل درع الفرات  قرى "كسارة وتل المضيق وتل جيجان"، التابعة لمدينة الباب بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش" حيث شهدت الأيام القليلة الماضية معارك كر وفر بين فصائل "درع الفرات" والميليشيات المنضوية في قوات سوريا الديمقراطية في قريتي "أم حوش وحربل" جنوب غرب مارع، القريبة من مدينة تل رفعت التي احتلها تنظيم  (PYD)  فى مطلع العام الجاري 2016م 
 هذة المواجهة المباشرة جاءت بعد أن هدد نظام الأسد تركيا بالتصدي لقواتها المتواجدة على الأراضي السورية بجميع الوسائل باعتبارها "قوة احتلال" تهدد "السيادة الوطنية"،  وذلك  بعد يومين من تهديد مماثل بإسقاط الطائرات الحربية التركية إذا خرقت الأجواء السورية، وذلك بعد أن استهدف الطيران التركي مواقع تنظيم (PYD) قرب مدينة مارع  وهو ما قال عنه الكاتب والمحلل السياسي إياد أبو شقرا، أن القيادة التركية أفرطت في إطلاق التهديدات لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وإغداق الوعود لثوار سوريا من دون ضمانات.
أردوغان يواجه الأسد
وأشار إلى أن السكوت عن نمو تنظيم "داعش" في سوريا كان مُتعمَّدًا بل ومطلوبًا، لهذا لم تُقصف الرّقّة أو تهدّد حتى بعد سنة كاملة من تحويلها إلى "عاصمة" لدولة داعش" المزعومة، وظل للتنظيم مواقع وتمدّدات في ضواحي دمشق وبادية الشام المكشوفة للطيران الحربي، بل حتى قرب خطوط الفصل مع إسرائيل في الجولان وأنه في هذه الأثناء أخطأت القيادة التركية في أمرين اثنين: الأول، الإفراط في إطلاق التهديدات للأسد وإغداق الوعود لثوار سوريا... من دون ضمانات. والثاني، الالتباس في الموقف من طهران، و أنه كان على أنقرة إدراك مدى وطبيعة التورّط الإيراني في دعم الأسد منذ "تكليف" الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والأفغانية الخاضعة لإمرة "الحرس الثوري" بالقتال داخل سوريا.
وأضاف: "قد يقول قائل إن الخطأ التركي المزدوج قام على حسابات خاطئة أساسها الاطمئنان الساذج إلى دعم واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو). ومن ثم، إغفال ما يعنيه خذلان واشنطن «الحليف التركي» القديم الذي هو أصلاً أسير واقع جيو - سياسي إشكالي تاريخيًا مع روسيا و إن المرجّح أن أنقرة كانت قد بدأت تقلق عندما لاحظت تزايد التفاهم إلى حد التماهي شبه الكامل بين واشنطن وموسكو إزاء الأزمة السورية، وتطوّر الدعم الروسي للنظام منذ اندلاع الثورة، وصولاً إلى التدخل العسكري المباشر في سبتمبر 2015".
أردوغان يواجه الأسد
مما سبق نستطيع التأكيد على أن  الصراع فى سوريا  قد تحول الى حرب مكشوفة  وبالتالى أصبح التدخل التركى فى سوريا تحت ذريعة مواجهة تنظيم داعش والأكراد على المحك وهو ما سيدفعه الى  مرحلة حاسمة ومباشرة سيكون ضحيتها الشعب السورى المغلوب على امره . 

شارك