"معركة حلب الكبرى".. نزيف دماء جديد بين الفصائل المسلحة والأسد في سوريا
السبت 29/أكتوبر/2016 - 11:39 ص
طباعة
الدماء السورية تتجدد يومياً في سوريا تحت مسميات وشعارات مختلفة وآخرها ما أطلقت عليه الفصائل المسلحة المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد في سوريا (معركة حلب الكبرى)، التي تريد الفصائل منها تحرير مدينة حلب وريفها من قوات النظام السوري والتي بدأت مساء يوم الخميس 27-10-2016م بمشاركة معظم الفصائل العسكرية، وشنوا خلالها هجوماً عسكرياً واسعاً بالأسلحة الثقيلة على معاقل قوات الأسد من 3 محاور بالجهة الشمالية الغربية لمدينة حلب.
وأسفرت العملية عن العشرات من القتلى في اليوم الأول والثاني من الجانبين؛ حيث أعلنت غرفة عمليات "فتح حلب" تحرير كتلة المعامل، ومباني مهنا، وخزانات المياه الاستراتيجية المطلة على كتيبة المدفعية غرب جميعة الزهراء، والنسق الأول من حي جمعية الزهراء الغربي، وتدمير دبابة ومدفع عيار 23 لقوات الأسد باستهدفهما بصواريخ مضادة للدروع، وبأن الاشتباكات مستمرة غرب حي حلب الجديدة لتحرير ثكنة البحوث العلمية.
فيما أعلنت غرفة عمليات "أنصار الشريعة" بدء اقتحام حي جمعية الزهراء من الجهة الشمالية، والسيطرة على كتلة مباني كانت تتحصن فيها قوات النظام من محور جامع الرسول الأعظم داخل الحي، عقب استهداف معاقل قوات النظام بقذائف الهاون ومدفع محلي الصنع ما أدى لقتل عدد منها ونسف مقرات عسكرية لها عقبها انغماس الثوار داخل الحي وما تزال الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وسط قصف جوي على أطراف حي جمعية الزهراء.
وأكد القائد الميداني أبو زهير أن "معركة تحرير حلب تشارك فيها غرفة عمليات فتح حلب، وغرفة عمليات أنصار الشريعة من عدة محاور، والتنسيق العسكري بين الغرفتين كبير بهدف تحرير مدينة حلب، وأن التحضير لمعركة حلب الكبرى جار منذ أسابيع وبدء المعركة تآخر لعدة أسباب أهمها تأمين العتاد والذخائر الكافية وتحقيق التنظيم بين الفصائل والالتزام بالخطط العسكرية الموضوع من قبل القادة في غرف العمليات كون مدينة حلب كبيرة ويوجد فيها عشرات الجبهات، والمرحلة الأولى للعمل العسكري بدأت بالتقدم من المحور الشمالي الغربي لدحر قوات الأسد باتجاه الجنوب عبر طريق الراموسة، وإذا استعصت ورفضت قوات الأسد الانسحاب سوف تتغير استراتيجية المعركة وتفتح جبهات متعددة لاقتحام المدينة من عدة محاور".
وكانت المعركة قد بدأت مع آذان المغرب يوم الخميس 27-10-2016م بعد إصدار 13 فصيلاً عسكرياً بينهم أحرار الشام، وجبهة النصرة، وكتائب أبو عمارة، والفوج الأول، وجبهة أنصار الدين، بيان رقم (1) أعلنوا فيه خلال مقطع فيديو عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية أسموها "أنصار الشريعة" لـ"تحرير مدينة حلب وريفها، نصرة للمسلمين من أهل حلب وثأراً للمستضعفين من النساء والأطفال، الذين انتهكت أعراضهم، وسفكت دماؤهم بغير وجه حق، وسعياً لوضع ميثاق مشترك لإدارة مدينة حلب بعد التحرير" وفقاً لبيان الغرفة الذي ألقاه "أبو إبراهيم سلامة" المكلف مسئولاً عاماً لها.
وأوضح القائد العسكري لغرفة عمليات فتح حلب (ياسر عبد الرحيم) أن "المعارك لن تقف حتى تحرير حلب بالكامل، وأن الاشتباكات مستمرة من عدة محاور أهمها البحوث العملية غرب حي حلب الجديدة، وكتيبة مدفعية الزهراء، والمخابرات الجوية وأن العمليات العسكرية في حلب بدأت رداً على ارتكاب النظام المجازر بحق أهلنا في حلب" وتضم غرفة عمليات فتح حلب مجموعة من الفصائل بينها فيلق الشام، كتائب ثوار الشام، حركة نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، الجبهة الشامية، تجمع فاستقم كما أمرت
كما تمكنت فصائل غرفة عمليات جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب من كسر الخطوط الأمامية لميليشيات إيران في مدينة حلب، كما سيطر جيش الفتح" سيطر على كامل ضاحية الأسد وكتلة من الأبنية في مشروع 1070 شقة، وعلى منطقة "مناشر منيان" ومعمل الكرتون وحاجزين عسكريين، وذلك بعد تنفيذ جيش الفتح 4 عمليات استشهادية، ضمن معارك خلفت عشرات القتلى في صفوف ميليشيات إيران وقوات الأسد، إلى جانب أسر مجموعة من عناصر ميليشيات حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبنانية.
ونشرت الفصائل المشاركة في معركة حلب، صوراً وفيديوهات توثّق اقتحام تحصينات ميليشيات إيران، بشتّى أنواع الأسلحة، وتقدم الدبابات نحو النقاط العسكرية بهدف تحريرها وبث المكتب الإعلامي لـ"جبهة فتح الشام" شريط فيديو يوثق اقتحام سرايا الانغماسيين التابعة لجيش الفتح مواقع ميليشيات إيران على أطراف مدينة حلب، وتحديداً في مناشر منيان المحررة الذي يظهر تحرير مناشر منيان غرب مدينة حلب، بعد معارك خلفت قتلى في صفوف الميليشيات الشيعية، إلى جانب الفصائل المعارضة أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر.
وأكد المكتب الإعلامي لـ"أجناد الشام" المنضوي في صفوف "جيش الفتح" عن أسر مجموعة عناصر من ميليشيات حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبنانية، مؤلفة من 10 عناصر، خلال اقتحام مقاتلي "جيش الفتح" مواقع ميليشيات إيران في ضاحية الأسد غرب مدينة حلب كما سيطرت يوم الجمعة 28-10-2016م على كامل ضاحية الأسد ومنطقة "مناشر منيان" ومعمل "الكرتون" غربي حلب، بعد تمهيد بقصف مدفعي وصاروخي، واستهدافت مواقع ميليشيات إيران بـ4 عمليات استشهادية وبثلاث مفخخات، كما جددت فصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب استهداف الأكاديمية العسكرية ومشروع 3000 شقة ومنطقة حلب الجديدة ومطار النيرب العسكري وجمعية الزهراء وحي الجميلة غرب مدينة حلب، بوابل من صواريخ الغراد وقذائف الدبابات، والهاون والمدافع الميدانية.
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه أيًّا كانت المسميات والشعارات المختلفة للعمليات في سوريا سواء من جانب النظام السوري أو المعارضة المسلحة بكافة أطيافها، فإن الخاسر الأكبر هو الشعب السوري الذي تنزف دماوه كل يوم، ولكن تحت شعارات متنوعة.