ماذا تريد إيران من التواجد في قارتي أوروبا وأمريكا؟
السبت 29/أكتوبر/2016 - 08:52 م
طباعة
في تطور جديد ربما لا يقف فقط على حد التصريحات الصحافية لمسؤول عسكري إيراني كبير، هدد العقيد سالار آبنوش، مساعد المنسق العام من مقر "خاتم الأنبياء" العسكري التابع للحرس الثوري في إيران، بتأسيس حرس ثوري جديد في قارتي أوروبا وأميركا دفاعا عن ما سماه "الولاية".
وقال آبنوش إن "فدائيي الولاية هم دائما تحت أمر الولاية (المرشد خامنئي) وإنهم لا يعترفون بالحدود من أجل الحفاظ عليها"، وانتقد آبنوش نية حكومة إيران في الاستمرار بالتفاوض مع الغرب قائلا: "هناك في الداخل من يعمل ضد إنجازاتنا ويعتقد أنه يجب التفاوض والتواصل مع العدو من أجل حل المشاكل، وعندما نحذرهم يتهموننا بالتطرف".
وطالما تحدث قادة الحرس الثوري الإيراني، عن ضرورة مضاعفت قوة الردع التي تمتلكها المؤسسة العسكرية، لاسيما في الداخل خصوصا أن إيران ستشهد انتخابات رئاسية خلال الأشهر المقبلة، إذ لعبت قوات الحرس الثوري دور فاعل في الاحتجاجات التي شهدتها عام 2009 حيث تمكن الحرس الثوري من قمعها وحبس قادتها.
كانت إيران أعلنت في وقت سابق، توسيع نشاط التنظيم العسكري التابع لمؤسسة الحرس الثوري "كتائب الفاتحين"، وقال مسؤولون إيرانيون، إن التنظيم العسكري الشيعي لا يعترف بالحدود ومهمته الأساسية الدفاع عن الولاية في إيران وخارجها، وكشف العقيد في الحرس الثوري الإيراني مهدي هداوند، قائد "كتائب الفاتحين" في طهران، عن تخصيص دورات تدريبية للقوات "المقاومة" التي تضم المقاتلين الأجانب والإيرانيين.
ويريد الحرس الثوري أن يكون له الدور الأكبر في أي قرار تفاوضي مستقبلي مع الغرب حول ملفات لا تزال دون حل مثل ملف حقوق الإنسان والتجارب الصاروخية المثيرة للجدل، حيث أعلنت حكومة حسن روحاني أمس عن استعدادها للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي من أجل استرجاع العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين.
قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، أكد رغبة هذه المؤسسة العسكرية بتوسيع قاعدة قوات "كتائب الفاتحين" في جميع مناطق إيران بدل حصرها في مدينتي قم والعاصمة طهران، كاشفا لإعلام بلاده أنه قدم تقريرا للمرشد خامنئي عن رغبة الحرس الثوري بتوسيع كتائب الفاتحين في جميع المناطق الإيرانية.
وتشارك قوات الحرس الثوري الإيراني، في الاقتتال الدائر في سورية، وقد ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ضابطا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني قتل في المعارك الدائرة في سوريا، وأشارت المصادر إلى أن الجنرال غلام رضا سمائي هو أحد مستشاري الحرس الثوري في سوريا، ومن قدامى المحاربين في الحرس، وتقلد مسؤوليات عسكرية واستخبارية مهمة في السنوات الماضية.
وكان الشهر الماضي شهد مقتل الضابطين أكبر نظري وحسين علي خاني من الحرس الثوري الإيراني بسوريا، إضافة إلى القيادي في قوات التعبئة (الباسيج) عادل سعد، كما أفادت مواقع إيرانية في الشهر ذاته بمقتل العميد في الحرس الثوري أحمد غلامي في سوريا، وبمقتل الجنرال سمائي يرتفع عدد العسكريين الإيرانيين القتلى بسوريا إلى 312 منذ أكتوبر من العام الماضي، في وقت يُعتقد فيه أن أكثر من 1300 إيراني قتلوا هناك منذ بداية الثورة السورية في العام 2011.