صدام (تركي- عراقي) وشيك على أبواب تلعفر العراقية
الأحد 30/أكتوبر/2016 - 11:59 ص
طباعة
يبدو أن ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية تصر على تسريع وتيرة الصدام المتأجج بالفعل بين القوات العراقية والقوات التركية المتواجدة في شمال العراقي، تحت دعاوى طائفية بالية، ودون اكتراث بالنتائج الكارثية غير المحمودة العواقب على العراق والمطقة العربية بالكامل؛ وحذر رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي من انعكاسات محتملة لدخول قوات ميليشيات الحشد الشعبي، في عملية عسكرية ابتدأت يوم السبت 29-10-2016م في تلعفر بالعراق؛ حيث بدأت ميليشيات الحشد الشعبي عملية عسكرية بالمحور الغربي لمدينة الموصل شمالي العراق، وسط مخاوف وتحذيرات من توترات طائفية في مدينتي الموصل وتلعفر.
وقال المتحدث باسم ميليشيات الحشد أحمد الأسدي: إن مقاتلي الحشد بدءوا صباح السبت 29-10-2016م التحرك صوب تلعفر غرب الموصل من أجل "قطع خط الإمداد الوحيد لتنظيم داعش بين الموصل والرقة، وتضييق الحصار عليه، واستعادة تلعفر، وإن ميليشيات الحشد المتمثلة في سرايا عاشوراء ولواء تلعفر التابع لقيادة عمليات نينوي، تمكنت من استعادة السيطرة على قرى تقع شمال مدينة الحضر.
وشدد علاوي على أن الانتصار العسكري على تنظيم الدولة يجب أن يقترن بأداء سياسي، وإلا فإنه لن يؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة، وأنه من الضروري وجود خارطة طريق سياسية إلى جانب الخطط العسكرية، يكون من شأنها الإسهام في تحسين أوضاع أهل الموصل، معلنًا أنه سيعود إلى ممارسة عمله نائبًا لرئيس الجمهورية العراقية، وأنه من المتوقع حدوث موجة نزوح كبيرة لمئات الآلاف من أهالي الموصل مع وصول المعارك إلى المدينة، كما يخشى استخدام تنظيم داعش السكان دروعًا بشرية.
ومما يزيد من مخاوف هذا الصدام الوشيك تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد 30-10-2016م من مغبة قيام ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في العراق بـ "عمليات إرهابية"؛ لأن لديهم بالفعل حاليًا وجود في مدينة دهوك (شمالي العراق) وقال: " قواتنا متمركزة الآن في سيلوبي في قضاء ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا كما أننا بصدد إرسال تعزيز إلى تلك المنطقة وتلعفر تابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق وسنجار مناطق حساسة بالنسبة لنا، ونواصل في هذه الأثناء التنسيق في هذا الصدد مع حرس نينوى وأن مدينة تلعفر يسكنها التركمان الشيعة والسنة جنبًا إلى جنب، ونحن لا نقّيم الأمور استنادًا إلى هذا التقسيم؛ لأنهم جميعًا مسلمون في قلوبنا".
وتأتي تصريحات الرئيس التركي، وسط مخاوف من ارتكاب الحشد الشعبي، "تجاوزات" بحق المدنيين من التركمان السُنة، ممن لم يتمكنوا من مغادرة المدينة بسبب منع التنظيم بشكل صارم خروج الأهالي، الأمر الذي ربما سيؤدي إلى اندلاع صراع طائفي جديد لا تُحمد عقباه" وهو الأمر الذي اتفق فيه علاوي مع الرئيس التركي حول المخاوف التي تتحدث عن عمليات تطهير طائفي محتملة في المدينة على غرار ما حدث في الفلوجة.
يذكر أن ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقية بدأت يوم السبت 29-10-2016م هجوماً كبيراً للسيطرة على مناطق غرب الموصل، رغم إعلان التحالف الدولي أن قوات النظام العراقي وميليشيات الحشد الشيعية سيوقفون تقدمهم نحو مدينة الموصل لمدة يومين، وذلك بهدف "إعادة التموضع" و"لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية السيطرة على المدينة، وقال الناطق باسم ميليشيا "الحشد" أحمد الأسدي: إن "هدف العملية قطع طرق إمداد التنظيم بين الموصل والرقة، معقل التنظيم في سورية، وتضييق الحصار عليه في الموصل والسيطرة على "تلعفر" غرب المدينة.
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من تصريحات الرئيس التركي، من مخاوف ارتكاب الحشد الشعبي، "تجاوزات" بحق المدنيين من التركمان السُنة وتحذيرات رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي من انعكاسات محتملة لدخول قوات ميليشيات الحشد الشعبي، فإن هذه الميليشيات الشيعية تصر على تسريع وتيرة الصدام المتأجج بالفعل بين القوات العراقية والقوات التركية المتواجدة في شمال العراقي، تحت دعوى حماية الأقلية التركمانية، وهو الأمر الذي سوف يؤدي بلا شك إلى انعكاسات كارثية على العراق، الذي أصبح يواجه الآن تنظيم الدولة داعش من جهة، والنفوذ الإيراني من جهة أخرى، والتدخل العسكري التركي الفج من جهة ثالثة، وسط أزمات اقتصادية طاحنة قد تدفع البلاد إلى المزيد والمزيد من الفوضى والعنف والاحتراب الداخلي والخارجي معاً.