بدعمها لحكومة الوفاق.. دول الغرب تنأى بنفسها عمًّا يجري في ليبيا
الأحد 30/أكتوبر/2016 - 03:12 م
طباعة
في ظل التوترات التي تشهدها ليبيا الآن، بين حكومة الوفاق الليبية في طرابلس بقيادة فايز السراج، وعودة حكومة الإخوان المنضوية تحت لواء "الإنقاذ الوطني" بقيادة خليفة الغويل، خرجت دول الغرب عن صمتها فيما يخص دعمها لحكومة الوفاق المدعومة أمميًّا منذ اتفاق الصخيرات؛ حيث قال مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية: "سنرى ما إذا كان بوسعنا إحراز بعض التقدم وتجاوز جمود الموقف الذي يحول دون قيام الحكومة بما يتعين أن تقوم به"، مضيفًا: يجب على الليبيين إيجاد سبيل للمضي قدما حتى في غياب أي تعاون، لا يمكن السماح لعدد صغير من المفسدين بتدمير بلد بكامله".
فايز السراج
وظهر الغويل السبت 15 أكتوبر 2016 من مجمع القصور الرئاسية في العاصمة طرابلس، وهو يقرأ بيانًا يدعو فيه وزراء حكومته وموظفيها إلى العودة لمزاولة أعمالهم وتقديم الخدمات للشعب الليبي.
من جانب آخر توعد فايز السراج بملاحقة المسئولين عن الأحداث وتقديمهم إلى المحاكمة؛ لكنه سرعان ما خسر قوات الحرس الرئاسي التي انشقت عنه، فيما أدانت الأمم المتحدة والعواصم الغربية سيطرة حكومة المؤتمر الوطني العام على طرابلس وتعطيل عمل الحكومة المعترف بها دوليا.
وتنأى دول الغرب بنفسها عما يجري في ليبيا، عن طريق اجتماع وزاري في لندن سينعقد غدًا الاثنين 31 أكتوبر 2016م؛ حيث دعت إليه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للتوافق حول سبل لإنهاء الجمود السياسي حول حكومة الوحدة المدعومة من الأمم المتحدة.
ويتوقع أن يحضر هذا الاجتماع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وأيضًا محافظ البنك المركزي الليبي الصادق الكبير، كما تقول مصادر: إن دولًا عربية ستشارك وهي السعودية والإمارات.
وتفاقمت الأزمة الليبية، عقب إعلان المؤتمر الوطني المنتهية ولايته برئاسة خليفة غويل عودته مجددًا، معتبرًا أن حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج فشلت في أداء المهام التي جاءت من أجلها.
وسبق أن رفض البرلمان الليبي الموجود في الشرق، التشكيل الوزاري الذي طرحته قيادة حكومة الوفاق أو المجلس الرئاسي الذي يهدف لتمثيل كلّ الأطراف على الساحة السياسية الليبية.
وجدد فايز السراج تأكيده على تشكيل حكومة جديدة، بَيْدَ أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح رفض الأمر، قائلًا: "لا يحق لرئيس المجلس الرئاسي تشكيل حكومة مرة أخرى بعد رفض حكومته مرتين"، مشيرا إلى أن اتفاق الصخيرات لم يتم اعتماده طبقا للإعلان الدستوري ونصوص الاتفاق السياسي نفسه.
وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها إزاء المقاومة لرئيس الوزراء الليبي فائز السراج وحكومة الوفاق الوطني.
وفيما أعلن وزيرا خارجية فرنسا والمغرب دعمهما، باسم الدول العشر لغرب المتوسط، لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وذلك خلال لقاء عقد في مرسيليا جنوب فرنسا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جاك مارك أيرولت في تصريح صحافي: "ندعم ما تقوم به حكومة (فايز) السراج، حكومة الوفاق الوطني".
ويترأس أيرولت مع نظيره المغربي مجموعة الدول خمسة زائد خمسة، وهي إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال ومالطا للدول الواقعة شمال المتوسط، والجزائر وليبيا والمغرب وتونس وموريتانيا للدول الواقعة جنوب المتوسط.
وأوضح أيرولت أن وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي اقترح على نظرائه عقد اجتماع للدول العشر حول ليبيا في تونس قريبا.
ويرى مراقبون أن تحقيق أي تقدم جدي يبقى مرهونا بمدى التوافق الداخلي في ليبيا، وذلك رغم الدعم الذي أبدته الدول الغربية والعربية لفايز السراج وحكومة الوفاق والاجتماعات المتواترة.
وزير الدولة وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، رمطان لعمامرة
في سياق آخر، أكد وزير الدولة وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، رمطان لعمامرة، أن حكومة الوفاق الوطني الليبية بحاجة إلى دعم ومساندة الجميع، منوهًا إلى أن كل تأخير في تسوية الأزمة الليبية يخدم الأجندة الإرهابية.
أوضح لعمامرة في مداخلته خلال الاجتماع الوزاري الـ 13 لمجموعة 5+5 حول الحوض المتوسط الغربي الذي تحتضنه مدينة مرسيليا الفرنسية، أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج التي لديها الشرعية الدولية وهي الممثل الحصري للشعب الليبي لدى المجموعة الدولية، بحاجة إلى دعم ومساندة الجميع، لا سيما البلدان المجاورة لتتمكن من إرساء سلطتها الشرعية على كامل التراب الليبي، وذلك وفق وكالة الأنباء الليبية وال.
وأضاف لعمامرة: إن الجزائر تتابع باهتمام خاص، الوضع في ليبيا التي تتقاسم معها شريطًا حدوديًّا طويلاً، مؤكدًا أن الحل في هذا البلد لا يمكن إلا أن يكون سياسيًّا، قائلا: يمكنني أن أؤكد دون خطأ أننا جميعًا متفقون في هذه القاعة أن الحل للنزاع الليبي لا يمكن إلا أن يكون حلًّا سياسيًّا في إطار احترام السيادة الوطنية والسلامة الترابية ووحدة الشعب الليبي الشقيق، مذكرًا بأن البلدان الأعضاء في الحوار 5+5 دعمت بجميع الوسائل حكومة الوفاق الوطني المنوط إليها أولاً وأخيرًا مسئولية ضمان أمن الشعب الليبي وحدوده.
واعتبر الوزير الجزائري، أن كل مماطلة في تسوية الأزمة الليبية تخدم قبل كل شيء أجندة الإرهاب ولواحقه المتعلقة بالجريمة المنظمة وكل أشكال التهريب العابر للحدود.
من جانبه، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل العسكري الغربي في ليبيا عام 2011، قائلا: "إن الغرب أخطأ بالتدخل العسكري في ليبيا والعراق وأفغانستان".
واستبعد بوتين تدخل بلاده عسكريًّا في ليبيا أو العراق بنفس الطريقة التي تدخلت بها في سوريا مبينا في كلمة له أثناء منتدى في مدينة سوتشي جنوب روسيا إن بلاده لا تعتزم التدخل العسكري في أي بلد آخر بالشرق الأوسط غير سوريا.
وبشأن علاقة روسيا بـحلف شمال الأطلسي "ناتو"، اتهم بوتين الغرب ببناء تهديد خيالي ملفق عن عدوان روسي لتبرير إنفاقه العسكري المتزايد وتعزيز قوات الحلف في الدول المجاورة لبلاده.