جنوب الموصل علي أعتاب التحرير من قبضة "داعش"
الأحد 30/أكتوبر/2016 - 06:50 م
طباعة
مع مواصلة الهجمات الجوية التي تقوم بها القوات العراقية علي معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة الموصل، حررت القوات اليوم الأحد 30 أكتوبر 2016 قرية "علي رش" جنوب شرقي مدينة الموصل، ورفعت العلم العراقي عليها، وذلك في إطار حملة القوات العراقية المتحالفة مع قوى دولية لتحرير الموصل من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان: قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تحرر قرية علي رش ضمن المحور الجنوب الشرقي لمدينة الموصل وترفع العلم العراقي عليها بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في 17 أكتوبر الجاري انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وبدأت معركة الموصل بعد أن حضرت لها السلطات العراقية طويلا بتعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، ووفق متابعون فإن استعادة الموصل ستكون بمثابة هزيمة فعلية لتنظيم داعش في العراق لكن المعركة نفسها قد تصبح الأكبر في أكثر من عشر سنوات من الاضطرابات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.
ويشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية. ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها أن القوات العراقية تمكنت من استعادة قريتي الشورة الجديدة وتل واعي قرب مفرق الشورة، هذا ودمر طيران التحالف الدولي سيارة مفخخة في قرية كفروك قرب بَطناية ضمن محور سد الموصل.
وحسب جهاز مكافحة الإرهاب فإن أقرب نقطة إلى الموصل، وصلتها القوات العراقية، هي ناحية برطلة شرق المدينة.
أما شمال الموصل، فتحاصر قوات البيشمركة الكردية ناحية بعشيقة بالكامل، تمهيداً لانطلاق قوات جهاز مكافحة الإرهاب لاستعادة عدد من القرى الممتدة على طول الطريق من بعشيقة وحتى مداخل مدينة الموصل من جهة الشمال الشرقي.
وجنوب الموصل أعلنت القوات المشتركة سيطرتها على كامل ناحية القيارة، وجميع الآبار النفطية المحيطة بها.
هذا وقد قال ضابط عراقي رفيع: إن انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير داعش لمعمل للكبريت في جنوب الموصل، أدت إلى وفاة مدنيين اثنين.
وفي هذا السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، اليوم الأحد، أن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وجهت 9 ضربات، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، إلى الأحياء السكنية بمدينة الموصل العراقية.
وقال المتحدث للصحافيين: "إن الطائرات الروسية والسورية لا تقوم بأي طلعات فوق مدينة حلب لليوم الـ 13 على التوالي. وللمقارنة، وجه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة تسع ضربات جوية إلى الأحياء السكنية لمدينة الموصل العراقية".
وأضاف، من أجل توضيح مدى "دقة" هذه الضربات ومدى التزام التحالف بالقانون الإنساني الدولي، أود الإشارة إلى أن اثنتين من الضربات نفذت بواسطة قاذفات "بي 52 أيتش" الاستراتيجية".
وباتت القوات العراقية تقترب من الموصل على الجبهات الجنوبية، بينما تخوض مليشيا الحشد الشعبي اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي التنظيم عند أطراف منطقة السلماني غرب محافظة نينوى.
وقال مسؤولون عراقيون إن القوات العراقية وقوات الأمن تقدمت باتجاه معاقل داعش في مدينة الموصل من جهتي الجنوب والجنوب الشرقي اليوم الأحد، مدعومة جوا وبرا من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وأفاد بيان عسكري بأن الفرقة التاسعة المدرعة بالجيش العراقي سيطرت على قرية علي راش، التي تقع على بعد سبعة كيلومترات جنوب شرقي الموصل ورفعت العلم العراقي هناك، كما أعلن مصدر عسكري استعادة قوات الجيش قرية الحقول ضمن قضاء تلكيف شمال الموصل.
وقالت خلية الإعلام الحربي العراقية إن القوات العراقية المتمركزة عند المحور الشمالي لبلدة تلكيف شمال الموصل ما زالت تحاصر المدينة منذ أيام، دون أن تباشر بعملية اقتحامها حتى الآن.
كما تتقدم القوات العراقية من بلدة الشورة "30 كلم شمال الموصل" التي انتزعت من تنظيم الدولة على امتداد وادي نهر دجلة باتجاه بلدة حمام العليل التي تقع في منتصف الطريق بين الشورة والموصل وهي آخر بلدة كبيرة قبل الموصل نفسها.
من جهتها، قالت مليشيا الحشد الشعبي إنها تمكنت من استعادة عدد من القرى الواقعة على الطريق الرابط بين مدينتي الحضر وتلعفر غربي محافظة نينوى، موضحة أن قواتها تخوض اشتباكات وصفتها بالعنيفة ضد مقاتلي داعش عند أطراف منطقة السلماني.
وكان المتحدث باسم مليشيات الحشد الشعبي أحمد الأسدي قال إن مقاتليه بدؤوا التحرك صوب تلعفر من أجل "قطع خط الإمداد الوحيد لتنظيم الدولة بين الموصل والرقة معقل تنظيم الدولة في سوريا وتضييق الحصار عليه واستعادة تلعفر".
وقالت مصادر في قيادة عمليات نينوى إن القوات العراقية في جميع المحاور تواصل عملياتها العسكرية وتفتيش ورفع العبوات الناسفة في المناطق والقرى التي تمت السيطرة عليها.
وما زال نحو 1.5 مليون شخص يقيمون في الموصل وفقا لتقديرات الأمم المتحدة التي حذرت من أزمة إنسانية وتدفق محتمل للمهاجرين مع اقتراب القتال من المدينة.