رؤساء الكنائس في العراق : المسيحيون المهجرون من الموصل يرغبون في العودة بشرط الأمان

الإثنين 31/أكتوبر/2016 - 12:28 م
طباعة رؤساء الكنائس في
 
نشاطر شعبنا المتألم والقلقَ حول مستقبله، نؤكد وقوفنا بحزم إلى جانب مطالبه المشروعة، وسنسعى جاهدين بكل ما لدينا من تأثير ليتساوى المكون المسيحي مع المكونات العراقية الأخرى، في الحقوق والواجبات هكذا تصدر رؤساء الكنائس في العراق المشهد ببيان حول الوضع في الموصل  جاء فيه المسيحيون مكون عراقي أصيل، لا تكاد مدينة عراقية تخلو من آثار كنائسهم ودياراتهم. وقد استمر وجودهم في بعضها وتلاشى في البعض الآخر، لكنهم كانوا وما يزالون رواد الاعتدال والانفتاح على الآخر وقبوله مهما كان مختلفا.
المسيحيون الذين عاشوا في الموصل وبلدات سهل نينوى منذ قرون في جوّ من التعايش السلمي والتعددية المستقرة، متعاونين مع جيرانهم بالرغم من بعض فترات العنف والاضطهاد، يعيشون اليوم ظروفًا استثنائية بكل المقاييس، مُبعدين من مدنهم وبلداتهم إثر الفظائع التي ارتكبت بحقهم من قبل قوى الإرهاب الظلامية كداعش وسواه، من تهجير واستحواذ على الأراضي والبيوت والممتلكات فضلاً عما لحقها من تخريب وتدمير، وغيرها من الأعمال التي يصنفها القانون الدولي بمثابة جرائم ضد الإنسانية.
ومع الانتصارات المتحققة وتحرير عدد من مدن وقرى سهل نينوى، نود هنا تسليط الضوء على بعض النقاط في ظل معطيات الوضع الراهن:
1. إننا إذ نشاطر شعبنا المتألم والقلقَ حول مستقبله، نؤكد وقوفنا بحزم إلى جانب مطالبه المشروعة، وسنسعى جاهدين بكل ما لدينا من تأثير ليتساوى المكون المسيحي مع المكونات العراقية الأخرى، في الحقوق والواجبات كي لا تكون المادة (2 / ثانيا) من الدستور العراقي التي تنص على أن الدستور: "يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية"، مجرد حبر على ورق. آملين صيانة حقوقنا وضمان حرياتنا وأمننا، بالأفعال وليس بالخطابات، بما يمكننا من الثبات في أرض آبائنا وأجدادنا فيساهم أبناؤنا من ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة في إنهاض الوطن وتقدمه وازدهاره في المركز وفي إقليم كوردستان.
2. يرغب المسيحيون المهجرون من الموصل وبلدات سهل نينوى في العودة إلى بلداتهم وبيوتهم بعد انتهاء عمليات التحرير، وسيكون توفير الأمان والاستقرار شرطًا أساسيًا لضمان العودة، فضلاً عن التعويض المعنوي والمادي عن كل ما خسروه، وإعادة إعمار مدنهم وبلداتهم وتوفير الخدمات الأساسية. وعبر سيادة القانون الذي يحمي الجميع سيتمكنون من التواصل مع جيرانهم والعيش بسلام وأخوة وتعاون في دولة المواطنة، ولا بدّ أن تسهر الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان على توفير هذه الضمانات والسعي لرفع الألغام والانقاض كأولوية حتى يتمكن الأهالي من رؤية بيوتهم ومدى الضرر فيها.
3. يتطلع الجميع إلى صيغة إدارة مقبولة وفق أحكام الدستور العراقي، بعيدًا عما يحكى هنا وهناك في وسائل الاعلام، وحيث أن معارك التحرير لم تضع أوزارها بعد، نحن كرعاة نرى من الأفضل إرجاء بحث هذا الموضوع إلى ما بعد التحرير وعودة المهجرين واستقرارهم، حينها ستتم مناقشة شكل الإدارة عبر حوار هادئ مع الأطراف المعنية.
وبهذه المناسبة نتوجه بالشكر والتقدير إلى المقاتلين الشجعان في القوات المسلحة العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي والوطني وأبناء شعبنا المسيحي، الذين جاءوا من كل أنحاء العراق، متحدين لمحاربة قوى الظلام والإرهاب، سائلين الله تعالى أن يحفظهم وينصرهم حتى تحرير كل شبر من أرض العراق. واتفق المجتمعون على عقد لقاء شامل لنواب المكون المسيحي في مجلس النواب ومجلس الإقليم ورؤساء الأحزاب.

شارك