جماعة أنصار الدين المتشددة في مالي تعلن وقف إطلاق النار

الإثنين 31/أكتوبر/2016 - 11:17 م
طباعة جماعة أنصار الدين
 
قال زعيم جماعة أنصار الدين الإسلامية المتشددة اليوم الاثنين 31 أكتوبر 2016 إن الجماعة وافقت على وقف الهجمات في مالي التي قتلت العشرات من المدنيين والجنود وقوات حفظ السلام هذا العام. 
وجماعة أنصار الدين هي أكبر جماعة إسلامية متشددة في البلاد وتربطها صلات بتنظيم القاعدة وكانت هي وجماعات إسلامية أخرى أخذت زمام الأمر في تمرد قام به الطوارق في عام 2012 للسيطرة على شمال مالي الصحراوي ولكن عملية عسكرية قادتها فرنسا نجحت في طردهم بعد ذلك بعام.
إلا أن هذه الجماعات كثفت عملياتها هذا العام وهاجمت مناطق في غرب وجنوب البلاد كانت تعد آمنة من قبل مما أثار مخاوف من أن العنف قد يمتد إلى مناطق أخرى.
جماعة أنصار الدين
وقال محمود ديكو رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لرويترز "أؤكد أني تلقيت من إياد أج غالي (زعيم أنصار الدين) قرارا بوقف الاعتداءات في أنحاء البلاد" مضيفا أنه سيبلغ سلطات مالي قريبا بالأمر.
وفي رسالة إلى ديكو نُشرت على موقع "مالي جت " الإخباري على الإنترنت قال أج غالي إنه وافق على وقف الهجمات بناء على طلب من ديكو.
وقال أج غالي "تطبيق وقف إطلاق النار هذا بحسن نية سيسمح بضمان أمن المواطنين وممتلكاتهم وسيشجع التلاحم الاجتماعي."
ولم يذكر أج غالي إلى متى سيستمر وقف إطلاق النار أو ما الذي يتوقع الحصول عليه في المقابل من سلطات مالي.
وتعاني مالي من هجمات مسلحة تدار على جبهتين، تقودها في الوسط جماعة "أنصار الدين"، في حين يتولّى تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" الأمر في شمالها، ضمن سياسة تقسيم الأدوار على الأرض و"تنويع الأهداف"، وفق مراقبين.
وقام تنظيم "أنصار الدين بالعديد من العمليات العسكرية في مالي مستهدفًا القوات الحكومية والقوات الفرنسية، وتعد مناطق شمال مالي من أهم جغرافية نفوذه في البلاد، وتعد "جبهة تحرير ماسينا" في وسط مالي من أهم حلفاء تنظيم "أنصار الدين"، والذي يتبني رؤية متشددة في مواجهة القوات الحكومية والفرنسية. 
جماعة أنصار الدين
وتنظيم "أنصار الدين" الذي أسّسه إياد اغ غالي، أحد قادة الطوارق، عام 2011، وعرف المتحدث الرسمي للجماعة، سنده ولد بو عمامه "أنصار الدين" بقوله أنها جماعة إسلامية مسلحة، ذات توجه سلفي، تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على كامل التراب المالي، لكن لا تطالب باستقلال شمال البلاد على عكس حركة "تحرير أزواد" التي تسعى إلى انفصال الشمال لإقامة دولة أزواد.
وقد تبنّى تنظيم "أنصار الدين" منذ 2014، نحو 5 هجمات أودت بحياة 32 شخصًا بين مدنيين وعسكريين، استهدفت آخرها، الشهر الماضي، معسكرًا تابعًا للجيش المالي في نامبالا (وسط/ قرب الحدود الموريتانية)، ما أسفر عن مقتل 20 جنديًا، والاستيلاء على أسلحة وكمّيات مهمة من الذخائر، بحسب الموقع الرسمي للجماعة المسلحة.
تطاع السيطرة في وقت من الأوقات على مدينة "تمبكتو" الأثرية، شمال غرب مالي، وشرعت بعدها الجماعة السلفية في هدم الأضرحة والعتبات الدينية، التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 فأتت على 7 مزارات من أصل 16، وهو ما لاقى ردود فعل دولية غاضبة.
ولم يكتف أمير تنظيم أنصار الدين "إياد أغ غالي" بالسيطرة على شمال مالي، حتى طمح في التمدد داخل الجنوب في تحدٍ للقوى الغربية، فخاض بميليشيا "أنصار الدين" معارك ضارية في "كونا" ختمها بهجوم شرس على معسكر أُعد لتدريب الجنود الماليين على أيدي عسكريين فرنسيين وأوروبيين، مخلفًا في صفوفهم عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، فجعل من نفسه الهدف الأول للقوات الفرنسية الخاصة التي دخلت الأراضي المالية بعد العملية بأيام لحماية دولة مالي من الانهيار حسبما ادعت "باريس".
وربما يعطي هذا القرار الاخير الذي اتخذته انصار الدين فرصة لحوار مجتمعي ينهي من التطرف والعنف المتبادل في مالي ويحد من شلالات الدم التي تراق كل يوم باسم الدين.

شارك