إن أثر الإبادة الأرمينية أصبح كبيرًا بعد اعتراف عدد كبير من برلمانات العالم بها، الأمر الذي يجعل تركيا في موقف لا تحسد عليه مع كل قرار يخلد هذه الإبادة، كما حدث مؤخرًا في فرنسا؛ حيث قالت صحيفة "نوفيل دي أرميني" الأرمينية الصادرة في باريس: إن وزارة التعليم في فرنسا قد وافقت على إضافة مزيد من الفصول الدراسية الخاصة عن الإبادة الجماعية الأرمينية في مناهجها الدراسية.

وبحسب الصحيفة التي بدورها نقلت عن لوموند الفرنسية فإن هذه ليست المرة الأولى التي تضيف فيها فرنسا موادَّ خاصةً بالإبادة الجماعية الأرمينية في المناهج الدراسية التي تدرس في الجمهورية، إلا أنها المرة الأولى ربما التي يتم فيها إضافة مواد حساسة من هذا القبيل إلى المنهاج التعليمي الخاص بالطلاب الأطفال في الصف الثالث الابتدائي.

وتأتي هذه الدروس الخاصة عن الإبادة الجماعية الأرمينية ضمن منهاج التاريخ وتحديدًا في الفصل الخاص بحقبة الحرب العالمية الأولى؛ حيث سيتسنى للطلاب الأطفال منذ سنوات طفولتهم الأولى التعرف على حقيقة ما تعرض له الأرمن على أيدي الأتراك العثمانيين مطلع القرن الماضي والتي أودت بحياة ثلثي الأمة الأرمينية آنذاك.

وبحسب لوموند أيضا فإن السفير التركي والخارجية التركية عملا كل ما بوسعهما لمنع إدراج المواد الخاصة بالإبادة الجماعية الأرمينية إلى المناهج الخاصة بالإطفال إلا أن اللوبي الأرميني تصدى لهذه المحاولات ومنع عرقلة القرار.

نذكر بأن فرنسا من أوائل الدول الأوروبية المعترفة رسميًّا بالإبادة الجماعية الأرمينية، كما أنها من أشد المناصرين للقضية الأرمينية وتضم جالية أرمينية ولوبي أرميني يعتبر من أقوى جماعات الضغط في البلاد. وأشار بعض المتخصصين إلى أن هذه الخطوة قد تحذو حذوها عدد من مختلف دول أوروبا في المستقبل القريب.