حرب التصريحات تشعل التوتر العراقى – التركى فى إقليم كردستان
الأربعاء 02/نوفمبر/2016 - 01:13 م
طباعة
يتجه التوتر التركى – العراقى فى أقليم كردستان الى التصعيد فى ظل التصريحات المتتالية لكافة الأطراف ففى الوقت الذى حذر رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي تركيا من مغبة "اجتياح" العراق تصر تركيا على إرسال الدبابات وقطعاً للمدفعية إلى منطقة قريبة من الحدود العراقية .
وقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي أن مغبة "اجتياح" العراق ستؤدى إلى "تفكيك تركيا" وأنه لدي العراق خشية من أن تكون هناك خطوة متهورة من جانب تركيا، ولذلك نتمنى ألا تحصل، ليس خوفاً منهم بل خوفاً من التداعيات لاننا لا نريد حرباً مع تركيا، ولا نريد مواجهة مع تركيا، لكن إذا حصلت المواجهة فنحن مستعدون لها وأي اجتياح (تركي) للعراق سيؤدي إلى تفكيك تركيا ، لأنه ليس لدى تركيا القدرة على القتال خارج حدودها" وجاءت هذة التصريحات في أعقاب قيام أنقرة بنشر قوات على الحدود مع العراق وإعلان عسكريون أتراك أن قافلة عسكرية تركية تضم حوالي 30 آلية تنقل خصوصاً دبابات وقطعا مدفعية كانت يوم الثلاثاء 1-11-2016م في طريقها إلى منطقة قريبة من الحدود العراقية.
وتاتى محاولة التدخل التركية فى العراق فى اطار رغبتها في إشراكها بالهجوم ضد مدينة الموصل، من خلال تمركز مئات من الجنود الأتراك في قاعدة "بعشيقة" في منطقة الموصل وهو ما أكده وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، يوم الثلاثاء 1-11-2016م بقوله إن تركيا ستتخذ إجراءات أكثر فاعلية قد تشمل عمليات برية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق و من غير المقبول أن يستخدم حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً ضد الدولة التركية منذ 30 عاماً بلدات مختلفة في العراق كقاعدة.
وثمة سجال واتهامات متبادلة بين العراق وتركيا بشأن التدخل التركي في معركة الموصل، فقد رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عرضاً تركياً للمساعدة في معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة داعش. وأضاف أن هذا أمر سيتعامل معه العراقيون، وإذا كانت هناك حاجة للمساعدة فالعراق سيطلبها من تركيا أو دول أخرى في المنطقة وألمح العبادي في مؤتمر للمجلس الأعلى للصحوة عقد بحضور ممثل عن إيران (المستشار الإيراني علي أكبر ولايتي)، إلى أن بلاده لا تريد اليوم مساعدة تركيا في معركة الموصل و حين طلبنا أسلحة من تركيا لم تتجاوب، وهي اليوم تريد إبقاء قواتها في الأراضي العراقية، لماذا؟"، في إشارة إلى تواجد قوات تركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل.
في المقابل، انتقد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم السبت القيادة العراقية، قائلاً إن تصريحاتها الأخيرة "استفزازية"، مضيفاً أن أنقرة ستستمر في تواجدها في العراق وقال في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه في إقليم أفيون الغربي "في الأيام الأخيرة كانت هناك تحذيرات من العراق. لن نستمع لذلك. لا يمكن لأحد أن يقول لنا ألا نقلق بشأن المنطقة." وتابع "القيادة العراقية استفزازية. تركيا لا تخضع لأي تهديدات ستستمر تركيا في تواجدها هناك".
يذكر أن نائب رئيس وزراء تركيا، نعمان قورتولموش قد أكد فى وقت سابق إن القوات التركية ستبقى في معسكر بعشيقة العسكري في شمال العراق، حتى يتم طرد تنظيم داعش من مدينة الموصل القريبة منه و إن تركيا ستشارك في عملية الموصل ما لم تشارك وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وكانت الولايات المتحدة دخلت على خط الأزمة العراقية التركية، بعد التصعيد الكلامي بين أنقرة وبغداد، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن القوى العسكرية الأجنبية في العراق يجب أن تكون هناك بموافقة حكومة بغداد، وتحت مظلة التحالف المناهض لتنظيم داعش وفى المقابل، توعدت ميليشيات الحشد الشعبي في العراق تركيا برد مزلزل في الميدان، وذلك رداً على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي هاجم فيها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقال المتحدث باسم الميليشيات أحمد الأسدي إن رجال العراق وحشده وقواته الأمنية سيكون ردها مزلزلا في الميدان أما مكتب العبادي فقد وصف هجوم أردوغان وبعض المسؤولين الأتراك بالانفعالي، و أن الحكومة العراقية تتجه الآن نحو المجتمع الدولي لعقد جلسة طارئة بمجلس الأمن بخصوص التواجد التركي في شمال العراق.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان التوتر التركى – العراقى فى أقليم كردستان يتجه الى التصعيد فى ظل التصريحات المتتالية لكافة الأطراف وان الامر ان استمر على هذا الوضع فسوف تكون الحرب بين كلا الطرفين هى النتيجة الحتمية .