بعد تحرير مناطق في جنوبها.. "داعش" يفقد إحكام السيطرة في الموصل
الأربعاء 02/نوفمبر/2016 - 02:40 م
طباعة
بدأت القوات العراقية، إحكام سيطرتها علي بعض مناطق مدينة الموصل، الذي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي "داعش" منذ صيف 2014، وبدأت قوات الشرطة الاتحادية العراقية، اليوم الأربعاء 2 نوفمبر 2016، عملية اقتحام ناحية حمام العليل جنوبي الموصل في الكيلو 400 شمال بغداد، وذلك بعد يوم من دخول منطقة المفتي ضمن الساحل الأيسر لمدينة الموصل، وتبعد منطقة حمام العليل 18 كليومترا عن وسط مدينة الموصل.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن قواته تضيق الخناق على الارهابيين في ناحية حمام العليل استعدادا لعملية استعادتها.
وقد أحكمت القوات العراقية أمس الثلاثاء، قبضتها، على أحد الأحياء الشرقية لمدينة الموصل، فيما أعلن المتحدث باسم متطوعي نينوى، محمود السورجي، أن القوات العراقية تتجه نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون في نينوى، أكبر معاقل "داعش" في شمالي بغداد، فيما أشارت وكالة "رويترز" إلى أن القوات العراقية تمكنت من الدخول إلى مبنى التلفزيون في مدينة الموصل.
وفيما أعلنت الشرطة الاتحادية أنها حررت قرية منكار، شمال ناحية الشورة في محور جنوب الموصل، من سيطرة "داعش".
وفي سياق متصل، أفادت أنباء عن ظهور أبو بكر البغدادي جنوب غرب الموصل، وذكرت قيادة العمليات أن القطعات مستمرة بالتقدم داخل الساحل الأيسر ولا يوجد أي توقف للعمليات.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقارير عدة، أن معركة الموصل بدأت بعد أن حضرت لها السلطات العراقية طويلا بتعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في 17 أكتوبر الماضي، حيث تعتبر هذه العملية هي الأكبر منذ اجتياح داعش، شمالي وغربي البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
ووفق متابعون فإن استعادة الموصل ستكون بمثابة هزيمة فعلية لتنظيم داعش في العراق لكن المعركة نفسها قد تصبح الأكبر في أكثر من عشر سنوات من الاضطرابات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.
ويشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية.
ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.
وفيما أعلن ضابط رفيع في الجيش العراقي أن قوات "مكافحة الإرهاب" أحكمت قبضتها، اليوم الثلاثاء 1 نوفمبر 2016، على أحد الأحياء الشرقية لمدينة الموصل.
ويعتبر هذا أول توغل للقوات العراقية والمقاتلين المتحالفين معها في المدينة منذ شن أوسع هجوم على التنظيم الإرهابي.
وقالت مصادر أمنية اليوم الأربعاء، إن قوات من الشرطة الاتحادية شرعت باقتحام مركز ناحية حمام العليل جنوبي الموصل بعد أن كانت قد تمكنت مطلع الأسبوع من تطهير عدد من القرى المحيطة بها.
ودخلت قوات الجيش العراقي، أمس الثلاثاء مدينة الموصل من الجهة الجنوبية الشرقية بعد أسبوعين على بدء هجومها على المدينة الواقعة في شمال البلاد والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ أكثر من عامين.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة لمعركة الموصل في بيان أن القوات العراقية تمكنت من "الدخول إلى منطقة جديدة المفتي ضمن الساحل الأيسر لمدينة الموصل، ضمن المحور الجنوبي الشرقي".
وجاء هذا الحدث بعد إعلان قادة جهاز مكافحة الارهاب استعادة السيطرة بشكل كامل على بلدة قوقجلي ومحطة تلفزيون الموصل الواقعتين على أطراف مدينة الموصل من الجهة الشرقية.
وفي الوقت الذي أعلن فيه رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق أول ركن طالب شغاتي، بدء "التحرير الفعلي" لمدينة الموصل، قال الفريق عبدالوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب: "أنهينا تطهير بلدة قوقجلي وسيطرنا على مبنى محطة تلفزيون الموصل والتقدم مستمر"،
وصرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء الأثنين الماضي، لتلفزيون "العراقية" الرسمي الخطة هي أن نغلق على داعش من كل مكان"، مضيفا "ليس لهم مخرج أو مفر.. يموتون أو يستسلمون".
ويتقدم المشاركون في معركة الموصل، بدعم جوي وبري من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين على جبهات عدة، في أكبر عملية عسكرية تشهدها البلاد منذ سنوات.
وأفاد متابعون أنه من المحورين الشرقي والشمالي، استعادت قوات البيشمركة الكردية خلال الايام الماضية السيطرة على عدد من القرى من الجهاديين وثبتت دفاعاتها.
ووفق إحصائيات، يقدر الأمريكيون، وجود بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جهادي في منطقة الموصل التي أعلن منها زعيم التنظيم في يونيو 2014 إقامة دولة "الخلافة" انطلاقا من الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق، لكنه عاد وخسر مساحات واسعة منها منذ ذلك الوقت.
وكانت أعلنت واشنطن على لسان جوزف فوتيل، رئيس القيادة الأمريكية الوسطى عن مقتل ما يقرب من 800 إلى 900 من مقاتلي تنظيم "داعش" منذ أن بدأت معركة تحرير الموصل.
ويتوقع مع إحكام القوات العراقية حصارها على الموصل، أن تعمد الى فتح ممرات آمنة لأكثر من مليون مدني عالقين في المدينة قبل اقتحامها.
وفر أكثر من 17 الف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وأعلنت الأمم المتحدة، أول أمس الثلاثاء، أنها تسلمت المزيد من التقارير التي تشير إلي أن مقاتلي تنظيم داعش يرغمون الاف المدنيين على الانتقال الى الموصل لاستخدامهم على الارجح كدروع بشرية في مواجهة القوات العراقية.
وأعلنت منظمة "سايف ذا تشيلدرن-انقذوا الاطفال" أن هناك أكثر من 600 ألف طفل بين المدنيين العالقين في الموصل، داعية إلى فتح ممرات آمنة مع دخول القوات العراقية إلى المدينة.
وقالت المنظمة في بيان لها إنها مرحلة حساسة لحماية الأطفال وفتح ممرات آمنة تتيح خروج 1.5 مليون مدني بشكل آمن، بينهم 600 ألف طفل ما زالوا محاصرين في المدينة.
وعلي الرغم من مرور ثلاثة أسابيع، من انطلاق المعركة، لا زالت أرقام القتلى من طرفي النزاع غير دقيقة، فما بين تهويل داعش وتضخيم من الولايات المتحدة علي عدد القتلي لازالت الأرقام غير دقيقة.