حفتر والسراج.. بين تأييد الدول العربية ومخاوف الغربية

الأربعاء 02/نوفمبر/2016 - 04:52 م
طباعة حفتر والسراج.. بين
 
مع استمرار سوء الأوضاع في ليبيا، يسعي كل طرف علي حدة لمواجهة الازمة منفردًا، فمن جانب حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، يسعي الأخير إلي إحكام سيطرته علي الحكومة الليبية، فيما يسعي المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي،والموالي لحكومة الشرق، إلي عقد مباحثات في مختلف الدول العربية لكسب تعاطفهم معه ضد الطرف الأخر، حيث أنهي حفتر زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ووصل مساء أمس الثلاثاء إلى مطار الأبرق، وقد استغرقت زيارته والوفد المرافق له خمسة أيام .

حفتر والسراج.. بين
وفي سياق مواز، كانت أبدت قوى غربية شعورها بالقلق من المقاومة التي يواجهها السراج وحكومته من القائد العسكري خليفة حفتر في شرق البلاد الذي عرقل تصويتًا برلمانيًّا للتصديق على الحكومة، إضافة إلى توسع دائرة الرفض له داخل العاصمة وفي صفوف قادة عسكريين كبار.
وقال مدير المكتب الإعلامي في القيادة العامة للجيش خليفة العبيدي في تصريح صحافي إن  حفتر اجتمع خلال زيارته مع نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة منصور بن زايد آل نهيان، وتناولت المباحثات دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل وجهات النظر حول الظروف التي تمر بها ليبيا والمنطقة العربية لاسيما على المستوى الأمني، مضيفًا أن القائد العام للقوات المسلحة الليبية حرص مؤخرا على زيارة بعض الدول الصديقة والداعمة للجيش الليبي "شرقي البلاد"، وذلك لحشد الدعم العسكري لمحاربة "الميليشيات المتطرفة"، ودعم بناء الجيش الليبي". 
وكان في استقبال المشير حفتر لدى وصوله دولة الإمارات العربية المتحدة وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتية محمد البواردي، وبدأت  الزيارة بوصول المشير إلى مطار أبوظبي الدولي يوم الأربعاء الماضي. 
وتدعم الإمارات الاتفاق السياسي والجهود المبذولة من أجل التوصل إلى تسوية ترضي جميع الأطراف في ليبيا، إلا أنها ترى أن على حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج نيل الثقة من قبل مجلس النواب.
وتأتي هذه الزيارة بعد يومين من زيارة لأبوظبي كان قد أداها المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر الذي التقى وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش.
وفي مايو الماضي وعقب لقاء جمع بين قرقاش وكوبلر دعت الإمارات إلى ضرورة اتّباع الخطوات الدستورية الصحيحة لاعتماد حكومة الوفاق عبر مجلس النواب. ورفض مجلس النواب، نهاية أغسطس الماضي، منح الثقة لحكومة الوفاق، إلا أن رئيسها فايز السراج قال إن حكومته ستواصل عملها إلى حين الانتهاء من إعداد تشكيلة جديدة والموافقة عليها من قبل مجلس النواب، لكن عقيلة صالح رئيس البرلمان يقول إن المجلس استنفد فرصه حسب القوانين الليبية في تشكيل الحكومة بعد أن رفضت له تشكيلتين في السابق. ويعارض شق كبير داخل مجلس النواب الليبي الاتفاق السياسي ويرفض التصويت على الحكومة قبل تعديل المادة رقم 8 محل الجدل منذ توقيع الاتفاق.
وتنص هذه المادة على تولي المجلس الرئاسي لكافة المناصب السيادية والعسكرية ليقوم في ما بعد بإعادة توزيعها بالتشاور بين أعضائه بما في ذلك منصب القائد العام للجيش الذي يتولاه حاليا المشير خليفة حفتر.
ويرى مراقبون أن استقبال حفتر بشكل رسمي في الإمارات يعكس وجود اعتراف إقليمي بدوره المؤثر في أي حل للأزمة الليبية، وبالمقابل فإن توسع دائرة الاعتراف بحفتر يشي بعدم الرضا على أداء المجلس الرئاسي الذي لم ينفذ ما جاء في بنود الاتفاق السياسي خاصة في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية وإخراج الميليشيات من العاصمة طرابلس.

حفتر والسراج.. بين
هذا وقد زار "حفتر" في وقت سابق الأردن، حيث التقى الملك عبدالله الثاني للحصول على استشارات عسكرية وأمنية، ولتدريب عناصر الجيش الليبي، وجدد الملك عبدالله، خلال اللقاء، التأكيد على وقوف ودعم بلاده بجانب ليبيا ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة التي تهدد استقرارها أكثر من أي وقت مضى.
 كما بحث الطرفان طرق وآليات دعم القوات المسلحة الليبية بالتدريب والاستشارات العسكرية، وسبل تطوير التنسيق والتواصل المباشر بين القيادات العسكرية في البلدين. 
وقد نص اتفاق الصخيرات الموقع في 17 من ديسمبر الماضي على إخراج الميليشيات المسلحة من المدن الليبية ومن بينها العاصمة طرابلس بعد سحب سلاحها الثقيل، على أن تتم بعد ذلك ترتيبات دمج أفرادها في قوات الجيش أو الشرطة، لكن لجنة الترتيبات الأمنية المكلفة من قبل المجلس الرئاسي قفزت على هذه المراحل ليتم إقحام هذه الميليشيات مباشرة في مؤسستي الجيش والشرطة.
وتحولت ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي إلى انفلات أمني غير مسبوق حيث الصراع المسلح على السلطة الأمر الذي خلق بيئة مناسبة لاحتضان التنظيمات الإرهابية ولظهور شبكات تعمل في مجال تهريب السلع والاتجار بالبشر.
ومن جانب أخر قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إن بلاده تسعى إلى إحلال الوحدة في ليبيا عن طريق إقامة اتصالات بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، فايز السراج، والمشير خليفة حفتر في طبرق.
 الوزير جينتيلوني، أضاف أن لإيطاليا دورا ومصلحة في هذه القضية، لأن معظم المهاجرين الذين يصلون إلى بلادنا، يصلون عبر ليبيا.
ويبدو الموقف الإيطالي، غامض ومرتبك منذ توقيع الاتفاق السياسي، ففي حين يبدو داعما لخليفة حفتر ومطالبا بإيجاد صيغة تدمجه في الاتفاق السياسي، يبدو أيضا  داعمًا للمجلس الرئاسي وحكومته.
ويرى مراقبون أن موقف إيطاليا المتردد تجاه ما يحدث في ليبيا ألقى بها خارج لعبة الصراع حيث تقلص نفوذها بشكل واضح مقارنة بالنفوذ البريطاني والأميركي غربا والنفوذ الفرنسي شرقا وجنوبا.
وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج قد صرح مطلع الأسبوع الجاري بأنه مستعد للقاء المشير خليفة حفتر، وأي شخصية سياسية أو عسكرية لحل الأزمة الليبية، في حين أن حفتر لا يعترف بأي لقاء يجمع بينهما.
ويتوقع متابعون أن يتولى رئاسة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق خاصة في ظل تمسك مجلس النواب بضرورة تغيير المجلس الرئاسي والعودة إلى المسودة الرابعة ورئيس ونائبين.

شارك