بعد زيارة البرغثي للجفرة.. حرب النفط تعمق الانقسامات بين ثلاث حكومات ليبية

الخميس 03/نوفمبر/2016 - 05:46 م
طباعة بعد زيارة البرغثي
 
في الوقت الذي زار فيها وزير الدفاع المفوض من حكومة الوفاق الليبية، المهدي البرغثي، مواقع عسكرية بمنطقة الجفرة وسط ليبيا، أثارت هذه الزيارة مخاوف الليبيين من أن تكون مقدمة لاشتعال حرب بين قوات حكومة الوفاق والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وكذلك حكومة الانقاذ المحسوبة علي جماعة الإخوان في طرابلس، وذلك من أجل السيطرة على الحقول النفطية.
بعد زيارة البرغثي
ووفق مصادر تفقد في زيارته الميدانية المرافق التابعة للقاعدة وعقد اجتماعا مع ضباط القاعدة الجوية بنادي الطيران بمدينة هون، ورافقه في زيارته الأولى من نوعها منذ توليه المنصب قائد أركان الجوية وعدد من ضباط الجيش الليبي.
وذكرت تقارير، بأن هناك استعدادات لشن هجوم على منطقة الهلال النفطي وانتزاعها من سيطرة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
فيما ذكرت مواقع صحفية ليبية عن أن المكلف بالقيام بمهام وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني شكّل غرفة عمليات لـ"تحرير الموانئ والحقول النفطية" من قبضة حفتر.
وجاء في الصفحة الرسمية لوزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق، أن البرغثي قام بزيارة لعدد من المعسكرات للنظر في مدى أهمية البنية التحتية العسكرية بالجفرة ومدى إمكانية الاستفادة من هذه المواقع.
وتسيطر ميليشيات تابعة لمدينة مصراتة "أعلنت ولاءها لحكومة الوفاق" على أغلب المواقع العسكرية لمدينة الجفرة من بينها ميليشيا بسرايا الدفاع عن بنغازي التي قادت في يوليو هجوما استهدف مواقع لقوات الجيش الليبي بالمنطقة الشرقية سعيا منها إلى السيطرة مجددا على مدينة بنغازي.
وقالت مصادر ليبية مطلعة، إن وزير الدفاع المقترح في حكومة الوفاق العقيد المهدي البرغثي اعتمد رسميا قرار تشكيل غرفة عمليات تحرير الموانئ والحقول النفطية من قبضة قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر.
وكان العقيد المهدي البرغثي آمرا للكتيبة 204 دبابات التابعة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لكنه تحول إلى خصم للجيش بعد أن تم ترشيحه لتولي منصب وزارة الدفاع في حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وترددت أنباء قبل زيارة البرغثي للجفرة، بأنه زار دولة قطر في سرية تامة، وذلك في أعقاب وصف أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بأن سيطرة قوات الجيش الليبي على الموانئ النفطية تعتبر "احتلال".
وكان الجيش الليبي قد سيطر على الموانئ النفطية منتصف سبتمبر الماضي بعد أن طرد منها ميليشيا إبراهيم الجضران التي كانت قد أعلنت ولاءها لحكومة الوفاق، كما نجح الجيش بعد أسبوع في إحباط محاولة مشتركة بين قوات الجضران وميليشيا ما يعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي" بقيادة زياد بلعم المحسوب على تنظيم القاعدة.
بعد زيارة البرغثي
في سياق مواز، اتهم أحمد المسماري المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية بقيادة خليفة حفتر، البرغثي في التخطيط لهجوم على منطقة الهلال النفطي.
وصرح المسماري خلال مؤتمر صحافي أمس الأربعاء 2 نوفمبر بأن القيادة العامة على علم ودراية بكافة تفاصيل زيارة وزير دفاع الحكومة المقترحة عقيد البرغثي إلى قاعدة الجفرة وجلوسه مع بقايا الجماعات الإرهابية هناك، لافتاً إلى أنهم يخططون للهجوم على منطقة الهلال النفطي من جديد.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي التابع لمجلس النواب تشديده على أن "القوات المسلحة مستعدة ل للتعامل مع أي طارئ أو تحركات مشبوهة بمنطقة الجفرة".
وأكد المسماري من جهة أخرى أن القوات المسلحة التابعة للجيش الوطني لا تزال "تتمركز في مدينتي الزنتان والرجبان ومدينة العزيزية، مشيراً إلى أن "وحداتنا تتجول بكامل الجنوب الشرقي والغربي والجنوب الشرقي من واو الناموس وصولاً الى منطقة مرزق وحتى الحدود السودانية والمصرية".
في هذا الصدد،حذّرت حكومة المؤتمر الوطني، التي تمكنت من العودة لمقرها في طرابلس، الأسابيع الماضية، وزير الدفاع بحكومة الوفاق البرغثي، من الاقتراب من موانىء النفط.
وقالت الحكومة، في بيان أمس الأربعاء، إنها تراقب تحركات المهدي البرغثي وزير الدفاع المقترح في حكومة الوفاق لتشكيل غرفة حرب وفتنة تهدف إلى السيطرة على الحقول والموانئ النفطية".
واعتبرت الحكومة أن البرغثي يجري اتصالات ولقاءات مع المجموعات المارقة لإعادة تسليم موانىء النفط لهم، في إشارة إلى قوات الجضران المرابطة في قاعدة الجفرة.
وأضافت، لقد استقرّت الأوضاع في مناطق الحقول والموانئ النفطية، وبدأ إنتاج النفط اليومي بالارتفاع، وعوائده تودع في حسابات الدولة بمصرف ليبيا المركزي، في إشارة لتأييدها لسيطرة قوات حفتر على موانىء النفط.
وطالبت الحكومة التشكيلات المسلحة الموالية لها بعدم الاستجابة لأي طلب يصلها من البرغثي.
ومما سبق نستطيع التأكيد علي أن حرب النفط لا زالت مشتعلة بين أطراف النزاع الليبي، وقد تصل إلي نزاع أقوي من السابق في ظل تحذير الحكومات الثلاثة إلي جانب الميلشيات المسلحة المتواجدة في البلاد، ما قد يؤدي إلي استمرار الحرب الليبية إلي أجل غير مسمي.

شارك