تحرير الموصل.. بين تقدم القوات العراقية وفقد نفوذ "داعش"
الأحد 06/نوفمبر/2016 - 03:09 م
طباعة
فيما يبدو أن القوات العراقية باتت على وشك الانتهاء من معركة تحرير مدينة الموصل، في ظل مواجهتها لتنظيم "داعش" الإرهابي؛ حيث دخلت القوات العراقية في عدة مناطق بالموصل ونجحت في تحريرها من قبضة التنظيم الإرهابي.
وكانت انطلقت معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة "داعش"، في 17 أكتوبر الماضي، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي ميليشيات شيعية موالية للحكومة، وحرس نينوى "سني"، إلى جانب "البيشمركة "قوات الإقليم الكردي.
واستعادت القوات المشاركة خلال الأيام الماضية، عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من قبضة "داعش"، كما تمكنت من دخول مدينة الموصل من الناحية الشرقية والجنوبية.
وقد اقتحمت القوات العراقية، صباح اليوم الأحد 6 نوفمبر 2016، أول الأحياء السكينة في المدخل الشمالي لمدينة الموصل، في إطار العملية العسكرية الجارية لاستعادة المدينة من تنظيم "داعش" الإرهابي، مدعومين بالحشد الشعبي، وحرس نينوى "سني"، إلى جانب "البيشمركة " قوات الإقليم الكردي. يأتي ذلك فيما أعلنت قيادة عمليات نينوى اليوم السبت بدء اقتحام ناحية "حمام العليل" آخر معقل لتنظيم "داعش" في جنوب الموصل.
كانت القوات العراقية بدأت باقتحام مركز ناحية حمام العليل جنوب الموصل من عدة محاور، مضيفًا أن "القوات المشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي، حررت قرية قبر العبد المطلة على حمام العليل من الجهة الشمالية، ومن ثم بدأت باقتحام البلدة".
من جانب آخر، قال اللواء نجم الجبوري قائد عمليات نينوى: إن "قوات الجيش في الفرقة 16 اقتحمت حي السادة بعويزة، أول الأحياء السكنية في المدخل الشمالي للمدينة"، مضيفًا أن "القوات العراقية تخوض حرب شوارع مع عناصر التنظيم في الهجوم الذي بدأ من أكثر من محور على الحي".
واستعادت القوات المشاركة خلال الأيام الماضية، عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من قبضة "داعش"، كما تمكنت من دخول مدينة الموصل من الناحية الشرقية.
وقال قائد كبير في قوات الأمن العراقية: إن القوات طردت تنظيم "داعش" من وسط مدينة تقع إلى الجنوب من الموصل معقل التنظيم اليوم السبت وباتت على بعد بضعة كيلومترات من مطار يقع على مشارف المدينة.
الفريق رائد شاكر جودت، أكد أن قوات الأمن تسيطر على وسط مدينة حمام العليل الواقعة على بعد 15 كيلومترا جنوبي الموصل رغم أنه لم يوضح ما إذا كان المقاتلون قد طردوا تمامًا.
وقال مسئولون عراقيون: إن التقدم على الطرف الجنوبي يأتي بعد أيام من اجتياح قوات عراقية خاصة الطرف الشرقي من الموصل وسيطرتهم على ستة أحياء منحتهم موطئ قدم في المدينة للمرة الأولى منذ فرار الجيش من المنطقة قبل عامين.
ويرى مراقبون أن عملية استعادة الموصل سيسحق فعليا الشطر العراقي من دولة "الخلافة" التي أعلنها زعيم تنظيم "داعش" بقيادة أبو بكر البغدادي من على منبر في مسجد بالموصل قبل عامين.
في هذا الصدد، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه يحمل رسالة طمأنة للسكان داخل الموصل الذين وصفهم بالرهائن في يد "داعش".
وقال العبادي: "أنا أطمئن المواطنين وبالأخص في الموصل اللي هم رهائن بيد داعش.. قريبًا سنحرركم.. انتظروا اللحظة التي يدخل فيها هؤلاء الأبطال ليحرروكم. هؤلاء معكم لحمايتكم.. لرعايتكم.. وإن شاء الله سنقطع رأس داعش. العراقيون سيوجهون الضربة القاصمة لداعش الإرهابية، مضيفًا أن التقدم في حملة استعادة السيطرة على الموصل المستمرة منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع وداخل الموصل ذاتها أسرع من المتوقع.
لكنه أشار إلى أن وتيرة التقدم قد لا تستمر بهذا الشكل في وجه المقاومة الشرسة التي تشمل تفجير سيارات ملغومة ورصاص قناصة وزرع قنابل على جانب الطرق، قائلًا: "اطمئن المواطنين هذه قواتنا البطلة لن تتراجع ولن تنكسر. ربما أمام الأعمال الإجرامية لداعش يوجد تأخير ولكن أؤكد أنه لا يوجد تأخير بناء على الخطة".
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن استعادة الموصل ستكون بمثابة هزيمة فعلية لتنظيم داعش في العراق، لكن المعركة نفسها قد تصبح الأكبر في أكثر من عشر سنوات من الاضطرابات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.
ويشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية.