تواصل قوات الوفاق عملية تحرير مدينة سرت من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث كشفت مصادر من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عن انتهاء العمليات الجوية الأمريكية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سرت.

وقال مسئول في البنتاجون: إن أوامر صدرت من قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا أفريكوم، تنهي العمليات الجوية والهجمات الدفاعية ضد داعش في سرت، مؤكدًا أن الجيش الأمريكي سيستمر في تقديم الدعم العسكري لحكومة الوفاق الوطني والقوات التابعة لها، مضيفاً: الرئيس باراك أوباما هو الوحيد المخول بتمديد العمليات الجوية وهو ما لم يحدث حتى الآن.

من جانبه قال العميد محمد الغصري المتحدث باسم غرفة عمليات سرت: إن تنظيم "داعش" الإرهابي تم دحره في مدينة سرت وهو الآن محاصر في مسافة صغيرة أقل من نصف كم.

وأضاف الغصري أنه إذا طال أمد الحسم سيرجع لعدة أسباب منها عدم دعم المجتمع الدولي، عدا بعض الدعم البسيط منه الإسناد الجوي من قبل القوات الأمريكية. وطالب المتحدث باسم غرفة عمليات سرت المجتمع الدولي بالدعم بمزيد من الأسلحة والذخائر الحديثة والسيارات المصفحة. 

وأضاف الغصري أن إيطاليا دعمت البنيان المرصوص بقوة لوجستيًّا ودفاعيًّا بأوقية الرصاص وغيرها وساعدت في نقل الجرحى على نفقتها الخاصة. ودعا إلى توحيد الجيش الليبي شرقًا وغربًا جيشًا ليبيًّا موحدًا تحت القيادة السياسية التي تتبع حكومة الوفاق الوطني. 

من جانبه قال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص إن قواتهم سيطرت على مواقع جديدة لداعش بعد توغلها في الجيزة البحرية بمدينة سرت الليبية.

ووفق الوكالة الليبية، فقد استقبل مستشفى مصراتة المركزي ثلاثة قتلى وعشرة مصابين، جراء تجدد الاشتباكات، بحي الجيزة البحرية بمدينة سرت الليبية بين قوات البنيان المرصوص وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنة في المنطقة.

وأعلنت قوات البنيان المرصوص، في وقت سابق، استعدادها لاقتحام منطقة الجيزة البحرية في مدينة سرت آخر معقل لتنظيم داعش في المدينة.

ووجهت قوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، الثلاثاء، نداءً أخيرًا بالاستسلام لعناصر تنظيم داعش المحاصرين في منطقة الجيزة البحرية.

وقال عضو المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص، عبدالعظيم الشكماني: إن هذا النداء الذي وجه عبر الأجهزة اللاسلكية التابعة لداعش هو الأخير قبل بدء الهجوم النهائي، الذي لم يحدد موعده.

وأضاف الشكماني أنه ليس هناك أي تفاوض مع عناصر داعش لم يعرف عددهم، ما نطرحه أن يسلموا أنفسهم لا أكثر، مشيرًا إلى أن القوات تعد الآن للهجوم الأخير على آخر معقل للتنظيم في سرت.

وصرح المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص، العميد محمد الغصري، مؤخرًا، بأن المعركة في سرت، ضد تنظيم داعش الإرهابي، شارفت على النهاية.

وأطلقت قوات تابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، البنيان المرصوص، في مايو الماضي.

وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن قوات الوفاق نجحت في السيطرة على أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في المدينة، والتي تعد أبرز معاقل التنظيم، وحققت القوات انتصارًا مهمًّا بسيطرتها على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، وكانت قالت القوات الليبية إنها انتزعت السيطرة على أحد آخر أحياء وسط سرت من يد مسلحي تنظيم "داعش"، مواجهة القناصة والسيارات المفخخة في حملة لاستعادة المدينة بأكملها.

 وتعتبر مدينة سرت آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.

وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحا مهما في معركة محاربة داعش، وكانت أغلب القوات للتنظيم في ليبيا متمركزة في سرت، والتي تضعها أغلب التقديرات قبل الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ ثلاثة أشهر، بين 2000 و5000 مقاتل.

ووفق ما يرى متابعون، فإن القوات الموالية لحكومة الوفاق، أوشكت على الخلاص من التنظيم الإرهابي ودك كافة معاقلة في مدينة سرت.