التطهير العرقي لقوات البيشمركة الكردية في مرمى نيران "العفو الدولية"

الإثنين 07/نوفمبر/2016 - 11:53 ص
طباعة  التطهير العرقي لقوات
 
على الرغم من محاولات قوات البيشمركة الكردية المستمرة لنفى الاتهامات الموجهه لها والخاصة بالتطهير العراقي إلا أن تطور الأحداث في العراق- وخاصة مع بدء تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الدموي- لا زالت تتوالى، فقد كشفت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقرير لها اليوم الاثنين 7-11-2016م أن قوات البيشمركة أقدمت على تدمير منازل مئات العرب وترحيلهم من مدينة كركوك. 
 التطهير العرقي لقوات
 وروى رجل لديه عشرة أطفال لمنظمة العفو، كيف جاء الجنود إلى الحي الذي يسكنه لإبلاغ السكان بمغادرته بحلول الصباح، حيث قال: "عند فجر الخامس والعشرين من أكتوبر، أي بعد أيام عدة من هجوم تنظيم الدولة، تم إجلاء السكان قسرا وهدمت الجرافات مئات المنازل في الحي، وبينها منزله"، ومن بين الذين تم تهجيرهم قسرًا من كركوك والقرى المحيطة، هناك نحو 250 عائلة فرت سابقًا من بلداتها الأصلية؛ بسبب العنف". وهو ما فسر على أنها عمليات انتقامية ردًّا على هجوم شنه تنظيم داعش في الآونة الأخيرة. 
ونددت المنظمة بهذه الخطوة، معتبرةً أن "ترحيل وتشريد سكان سنة عرب قسرا من كركوك، غير قانوني وقاس"، وطلبت من السلطات الكردية إنهاء هذه الممارسات "فورا". وتابعت "أمنستي" أن "عمليات تدمير مماثلة، وغير مبررة بضرورة عسكرية، تشكل جريمة حرب"، معتبرة أن "إصدار أوامر بتشريد السكان المدنيين، ما لم يكن (ذلك) للحفاظ على سلامتهم أو أن يكون هناك مبررا عسكريا، هو أيضا جريمة حرب"  وتاتى هذه الانتهاكات ذلك بالتزامن مع بدء قوات البيشمركة صباح اليوم الاثنين 7-11-2016م هجوما على بلدة بعشيقة شمال الموصل بهدف اقتحامها؛ حيث تحركت عشرات الآليات والمدرعات التابعة لقوات البيشمركة انطلاقًا من جبل بعشيقة باتجاه بلدة بعشيقة لاقتحامها.
 التطهير العرقي لقوات
منظمة العفو الدولية سبق واتهمت في يناير  2016 م نفس القوات الكردية بتدمير آلاف المنازل في شمال العراق، في مسعى واضح لترحيل السكان العرب، كذلك، اتهمتها بإعادة النازحين قسرا إلى المناطق التي فروا منها حتى لو لم يستتب الأمن فيها وقالت منظمة العفو الدولية في بيان: إن قوات البيشمركة الكردية "دمرت آلاف المنازل في شمال العراق"، وهجرت سكانها العرب، لكن المنظمة أوضحت أن تدمير هذه المنازل جرى بعدما استعادت القوات الكردية السيطرة على مناطق سيطر عليها تنظيم داعش عام 2014 م، وأن تدمير المنازل تم باستخدام الجرافات بعد تفجيرها أو حرقها، مبينة، وأن هذا يندرج ضمن "جهود واضحة للتهجير انتقاما للدعم المفترض الذي قدمه هؤلاء العرب لداعش".
وقالت المستشارة في المنظمة دوناتيلا روفيرا: إن "تهجير المدنيين بالقوة وتدمير منازلهم وممتلكاتهم بشكل عشوائي وبدون أي مبرر عسكري قد يعتبر بمثابة جرائم حرب، وإن المنظمة أجرت تحقيقًا ميدانيًّا شمل مقابلات مع شهود، إضافة إلى اعتمادها على صور من الأقمار الصناعية قالت المنظمة إنها "تقدم دليلا واضحا على "تدمير واسع النطاق". ورفض رئيس اللجنة الحكومية الكردية المكلفة بالرد على "المزاعم الأجنبية" دندار زيباري اتهامات المنظمة، عازيًا تدمير المنازل إلى المعارك التي تخوضها قوات البيشمركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية داعش وأن قصف التحالف الدولي تسبب أيضًا بتدمير منازل، وقد فخخ عناصر داعش منازل لقتال قوات البيشمركة".
 التطهير العرقي لقوات
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن منظمة العفو الدولية لن تتوقف عن توجيه الاتهامات بالتطهير العرقي لقوات البيشمركة الكردية، على الرغم من محاولات قوات البيشمركة الكردية المستمرة لنفي هذه الإتهامات؛ ولذلك فعلى تلك القوات إثبات عكس ذلك أو ستظل فريسة لاتهامات المنظمة التي لن تتوقف. 

شارك