مواقف "ترامب " من الإرهاب … هل تتغير بعد أن أصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية؟
الأربعاء 09/نوفمبر/2016 - 11:58 ص
طباعة
كان لدونالد ترامب الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة أراء واضحة ضد الجماعات الإسلامية فى الشرق الاوسط والعالم حيث أعرب أكثر من مرة عن إستعداده لاستئصال جماعات الإسلاميين ومحاربتهم حتى النهاية .
دونالد ترامب جسد هذا التوجه بإعلان أمام حشد من مؤيديه في ولاية "أوهايو"، أنه سيتعاون مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني من أجل مكافحة الإرهاب، وإن سماح واشنطن باندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011 كانت الخطيئة الكبرى لإدارة أوباما في الشرق الأوسط، لأنه في عام 2009 كانت ليبيا مستقرة، وسوريا تحت السيطرة، ومصر كان يحكمها رئيس علماني حليف للولايات المتحدة، في إشارة إلى مبارك".
وأعلن ترامب أن سياسته الجديدة لوقف انتشار "الإسلام المتطرف" سيشارك فيها الحزبان الأكبر في أمريكا، وكذلك حلفاؤها في الخارج، وأصدقاؤها في الشرق الأوسط من قادة الدول الإسلامية المعتدلين، موضحا أنه سيؤسس، فور توليه المنصب، "لجنة للإسلام المتطرف" تتضمن "أصواتا معتدلة من العالم الإسلامي الساعين للإصلاح!" وأضاف: "سأدعو إلى مؤتمر دولي يركز على عقد شراكة مع أصدقائنا في الشرق الأوسط، بينهم بنيامين نتنياهو والملك عبد الله عاهل الأردن والرئيس السيسي، وكل من يدرك أن أيديولوجية الموت يجب أن تنطفئ وأن الإدارة الحالية اتخذت قرارات كارثية في الشرق الأوسط، أدت إلى صعود تنظيم "داعش و أن إيران دولة تمول الإرهاب لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، وأن الأموال التي تلقتها إيران من الرئيس باراك أوباما مولت عمليات إرهابية في السعودية والكويت والإمارات ومصر والبحرين والعراق والأردن وسوريا.
وتتخوف جماعة الإخوان الإرهابية، من ترامب بسبب عدم وجود صلات للجماعة معه بخلاف هيلارى كلينتون المعروفة للإخوان جيدا خاصة مع حدوث تعامل سابق وقوى بينهم فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، والفترة التى سبقت الانتخابات الرئاسية عام 2012، حيث كانت كلينتون تتولى وزارة الخارجية الأمريكية وكانت دائمة التواصل مع جماعة الإخوان وقياداتها فى مصر، خاصة فى ظل تواصل الأمريكان مع الإخوان بعد قرار الأخير بالدفع بالشاطر ومرسى لانتخابات الرئاسة ورسائل الطمأنة الأمريكية لهم.
فى المقابل لم تتعامل الإخوان تماما مع دونالد ترامب، الذى يعد غريبا على التنظيم، ولم تتعرف الإخوان على سياساته مما يجعلها تخشى وصوله لرئاسة أمريكا وهو ما دفع قادة الإخوان المتواجدين فى الولايات المتحدة الأمريكية، الى صبت هجومهم على ترامب، حيث اتهم محمود الشرقاوى قيادى إخوانى متواجد فى أمريكا ، ترامب بتأجير مسلحين للوقوف بجانب مقرات الحزب الجمهورى بأمريكا، تزامنا مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقال فى تدوينته :"حتّى لا يصطدم أحدٌ بنتائج الانتخابات الأمريكية، من خلال ملاحظاتى الشخصية فى مختلف أنحاء ولاية نيويورك، لم أجد بيتاً أو سيارة تحمل لافتة لهيلارى كلينتون، على النقيض تماماً آلاف الأمريكيين يضعون لافتات ترامب على منازلهم وسياراتهم، معظم من أعرف من الأمريكيين حتى من الأقليات كالآسيويين وأبناء هاييتى وغيرهم سيصوّتون لصالح ترامب، لأنهم كرهوا الديمقراطيين فقط! ولأن إدارة أوباما لم تحقق لهم ما كانوا يتمنونه ربنا يستر".
هذه التصريحات التى تبين مدى القلق والتخوف من قبل الإخوان من وصول ترامب لرئاسة أمريكا، تأتى لعدة أسباب، على رأسها هى تبعية ترامب للحزب الجمهورى الذى يحمل عداءً شديدا للتنظيم الدولى للإخوان ويعارض تواجده فى لندن بل أن مشروع القانون الذى يعتبر الإخوان جماعة إرهابية، والذى ما زال طى الدراسة فى الكونجرس الأمريكى، مُقدم من نواب بالحزب الجمهورى، الذى ينتمى له ترامب وهو ما يجعل الإخوان يتخوفون من وصوله للبيت الأبيض كما تخشى الإخوان من اتخاذ مواقف من قبل الإدارة الأمريكية ضدها حال وصول ترامب للسلطة، لأنه من المعروف أن الجماعة ذات تواصل قوى مع الحزب الديمقراطى، بينما يقل دائما تواصلهم مع الحزب الجمهورى، حيث تخشى الجماعة أن تفقد التواصل مع مراكب صنع القرار فى أمريكا حال وصول ترامب لسدة الحكم.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه من الواضح أن مواقف "ترامب " من الإرهاب لن تتغير بعد أن أصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية وان جماعة الاخوان المسلمين ستكون من أكثر المتضررين منها بعد إعلانه الصريح إستعداده لاستئصال جماعات الإسلاميين ومحاربتهم حتى النهاية .