"البنيان المرصوص" يبدأ في "تصفية" بقايا داعش في سرت الليبية
الخميس 10/نوفمبر/2016 - 01:39 م
طباعة
مع بدء قوات عملية "البنيان المرصوص" العسكرية الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية التابعة للمجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج في المرحلة الأخيرة من عملياتها ضد تنظيم داعش- تكون قد بدأت النهاية في تصفية التنظيم من الأراضي الليبية، وهو الأمر الذي دفع داعش إلى اتخاذ الإجراءات في محاولة للحفاظ على آخر معاقله تمثلت فيما يلي:
1- الانتشار في العديد من المواقع داخل الأحياء السكنية في مساحة لا تتعدى خمسة كيلومترات مربعة.
2- التحصن في الجيزة البحرية بمدينة سرت.
3- نشر القناصة في المناطق المطلة على الجيزة البحرية لمتابعة تحركات القوات المهاجمة.
4- الاستعداد بالسيارات المفخخة لمهاجمة القوات المهاجمة.
5- استخدم المدنيين العالقين داخل الأحياء السكنية دروعًا بشرية لمنع تقدم قوات البنيان.
في المقابل وعلى الرغم من تكبد قوات عملية البنيان المرصوص العسكرية الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية العديد من الخسائر في حربها مع التنظيم والتي وصلت إلى 230 قتيلًا، وجرحى كثيرين منذ انطلاقها في الخامس من مايو 2016م إلا أنها استطاعت استعادة السيطرة على غالبية المناطق في سرت ومحيطها والتي ظلت تحت سيطرة التنظيم طيلة عام، إضافة إلى أكثر من 150 كيلومترًا على الطريق الرابط بين منطقة السدادة شرق مصراتة حتى تخوم سرت، بما فيها البلدات المنتشرة على جانبي الطريق كبلدة أبو قرين غربا مرورًا بالوشكة والهيشة وزمزم وأبو نجيم جنوبا، وحتى منطقة بويرات الحسون غرب سرت.
وتباينت آراء قيادات "البنيان المرصوص" حول حسم العملية ضد داعش في سرت، ففي الوقت الذي رأى فريق منهم ضرورة التأني في اقتحام الأحياء السكنية التي يتحصن داخلها مقاتلو التنظيم خشية أن تخسر مزيدًا من قواتها، خاصة أن التنظيم يعتمد في مقاومته على زرع الألغام في المناطق التي ينسحب منها، وعلى العمليات الانتحارية بسيارات ملغمة وأحزمة ناسفة تفضل قيادات أخرى استمرار استهداف مواقع التنظيم عن بعد بمدافع الهاوزر والغارات الجوية الدقيقة، كي تتمكن من إنهاكه قبل أن تصطدم به وجها لوجه، وهو ما أجل حسم المعركة.
ورغم أن قرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني القاضي بتشكيل عملية البنيان المرصوص العسكرية نصّ على استعادة السيطرة فقط على مدينة سرت وكل ما يقع داخل حدودها الإدارية، يرى الناطق باسم عملية البنيان المرصوص العميد محمد الغصري أن "قوات البنيان قد تواصل تقدمها شرقا أو جنوبا فقط في إطار مطاردة عناصر التنظيم الفارين من سرت وأن تواصل هذه القوات تقدمها باتجاه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المتمركزة في منطقة حقول النفط بوسط ليبيا لن يتم إلا بتعليمات رسمية من حكومة الوفاق، فلا طاقة لحكومة الوفاق بـ"فتح جبهة حرب جديدة"، إضافة إلى المكاسب التي حققتها قوات البنيان على الأرض، تبرز أهمية معركة سرت - في اكتساب هذه القوات العقيدة العسكرية المتمثلة في الخبرة الميدانية وإطاعة الأوامر؛ مما يؤهلها لأن تكون نواة الجيش النظامي الرسمي للدولة باعتباره تابعا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا، خاصة في ظل تعدد التشكيلات المسلحة غير المعترف بها وتعدد انتماءاتها وتوجهاتها بقدر تعدد الانقسامات التي تشهدها البلاد.
العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي
ليرد العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي على ذلك بالقول: إن حكومة السراج هي من جذبت مجموعات من "مصراتة" إلى "سرت" وهي غير جاهزة وغير مدربة، واتفقت مع "داعش" حيث تركت له مخازن الأسلحة والسيارات الحديثة التي استخدامها التنظيم في محاربة الجيش الليبي وإن اتفاق "الصخيرات" لم يراعِ طموح الليبيين في المصالحة الوطنية، ولم يتخذ السياسة طريقًا لإنهاء الأزمة، إنما فرض أمر واقع على الشعب الليبي، وإن هناك تنظيمات إرهابية عدة يقاتلها الجيش الليبي منها "داعش" المحشور الآن بمدينة سرت، وميليشيات أخرى في العاصمة "طرابلس" والمنطقة الغربية، وميليشيات صغيرة تقاتل في مصراته إضافة إلى تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن هزيمة التنظيم ستشكل هزيمة معنوية له بعد أن أصبح يتحصن بمساحة صغيرة باقية من الأرض بعد أن كانت سرت أكبر معقل له ، ليس فقط في ليبيا بل في إفريقيا والعالم العربي بعد الرقة في سوريا والموصل في العراق.