قوات درع الفرات "التركية" تتجه للهيمنة على الشمال السوري
الخميس 10/نوفمبر/2016 - 01:57 م
طباعة
تتجه قوات درع الفرات المدعومة من تركيا إلى الهيمنة بشكل شبه كامل على الشمال السوري، بعد أن تمكنت يوم الأربعاء 9-11-2016م من السيطرة على عدة قرى شمال مدينة الباب بريف حلب الشرقي ضمن إطار معركة درع الفرات بعد معارك عنيفة مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وكشف شهود عيان أن القوات باتت على بعد 9 كم من مدينة الباب بريف حلب الشرقي؛ حيث أعلنت الفصائل المشاركة في المعركة عن تمكنها من السيطرة على قرى زمكة ومصيبين والشيخ علوان شمال مدينة الباب، بعد يوم واحد من تحرير قرى سوسنباط وترحين ونعمان وبتاجك وعرب جودك وبازجي بعد معارك مع عناصر التنظيم، ويأتي ذلك بعد أن سيطرت على تل بطال والشيخ جراح وشبيران ومزارعها وتل جرجى، وتمكنوا خلال اليوم الذي قبله من السيطرة على قرية البرج الواقعة شمال مدينة الباب.
الشمال السوري الذي يمثل أهمية استراتيجية لأنقرة؛ سبق وأكد عليها وزير دفاع تركيا فكري إيشيق قائلًا: "إن الأولوية الاستراتيجية لتركيا هي منع الأكراد من الربط بين ضفتيْ نهر الفرات"؛ ولذلك فهي تسعى لتفادي إنشاء الأكراد شريطًا لهم على طول الحدود السورية التركية يربط بين مناطق سيطرتهم شرقا وغربا، وضمان عدم قيام كيان لهم غرب الفرات، باعتبار أن ذلك يهدد وحدة أراضيها ومن الأهداف الجزئية للعملية- التي أيدتها أحزاب تركية معارضة في مقدمتها حزب الشعب الجمهوري- وفقًا لما أفادت به وكالة الأناضول التركية؛ منع حدوث موجة نزوح جديدة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بالمنطقة، وتطهير الحدود من "المنظمات الإرهابية" بما فيها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، والمساهمة في زيادة أمن الحدود.
ويرى مراقبون أن "درع الفرات" هي بداية الطريق لإنشاء منطقة آمنة داخل سوريا يمكن الانطلاق منها مستقبلا في عدة اتجاهات ووفق عدة سيناريوهات، وتصل جنوبًا إلى تخوم مدينة حلب وتمتد على المسافة الواقعة ضمن محافظة حلب بين إعزاز غربًا وجرابلس شرقًا، وستكون هذه المنطقة بطول أكثر من سبعين كيلومترا وبعمق لا يقل عن عشرين كيلومترًا، وأن معطيات التدخل التركي العسكري المباشر في الشمال السوري تظهر توظيف أنقرة للمتغيرات في علاقاتها الخارجية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها يوم 15 يوليو 2016، إذ استغلت تبدل تحالفاتها الدولية والإقليمية في خلق استراتيجيات جديدة تخدم أهدافها القديمة في سوريا.
وقال فرقة الحمزة، الملازم أول "سيف أبو بكر": "إن معركة درع الفرات حققت أهدافها كاملة في المرحلة الأولى، وفي وقت قصير، وتقوم الفصائل العسكرية المشتركة في معارك التحرير بتأمين مدينة جرابلس، وريفها القريب الذي تم تحريره، استعداداً لاستقبال ألاف المدنيين الذي فروا خوفاً من المعارك ضد التنظيم، وإن فصائل الجيش السوري الحر وبدعم عسكري تركي تحضر الآن لخوض مرحلة ثانية من معركة " درع الفرات" التي ستستهدف بشكل رئيسي القرى والبلدات الحدودية إلى الغرب من جرابلس وصولاً إلى بلدة الراعي المحررة، بطول 50 كيلو متراً على الأقل، وإذا ما حققت المرحلة الثانية من المعركة أهدافها سيكون لدى الجيش السوري الحر طريق إمداد طويل يصل ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي .
وأوضح أن الجيش السوري الحر اشتبك بشكل مباشر مع ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية " قسد " وجهاً لوجه في ريف جرابلس الجنوبي، بالقرب من بلدة العمارنة التي تقدمت إليها الميليشيات الكردية بعد أن انسحب منها تنظيم الدولة وجرى بحسب أبو بكر قصف متبادل بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الطرفين خلال اليومين الماضيين، وأن مدينتي منبج والباب تقعان في قائمة الأهداف الاستراتيجية للمعركة، وتوقع انسحاب ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة، وإلا سوف تكون المواجهة العسكرية حتمية ضد تنظيمي "قسد وداعش".
مما سبق نستطيع التأكيد على أن كل المؤشرات تؤكد على أن قوات درع الفرات المدعومة من تركيا سوف تدفع إلى الهيمنة التركية بشكل شبه كامل على الشمال السوري، وبالتالي هيمنة أكبر على الحل السياسي فيما بعد الأسد.