بعد استعادة "حي الزهراء".. الموصل على أعتاب التحرر من قبضة "داعش"

الخميس 10/نوفمبر/2016 - 03:16 م
طباعة بعد استعادة حي الزهراء..
 

لا زالت القوات العراقية تبذل قصارى جهدها لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث أكد مصدر أمني عراقي في محافظة نينوي، بأن قوات جهاز مكافحة الإرهاب حررت "حي الزهراء" صدام سابقًا، الواقع في الساحل الأيسر لمدينة الموصل.
بعد استعادة حي الزهراء..
وقال المصدر في تصريح صحافي أمس الأربعاء 9 نوفمبر 2016: إن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير حي الزهراء في الساحل الأيسر شرق نينوي.
وأضاف المصدر، أن قوات مكافحة الإرهاب وحرصاً منها على حياة المدنيين تؤخر عملياتها لسلامة المدنيين ولكن التنظيم الإرهابي يستخدم الأهالي كدروع بشرية. 
وتواصل القوات الأمنية المشتركة بمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي في عملية استعادة الموصل من قبضة "داعش" وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي صباح يوم الـ 17 أكتوبر 2016، "ساعة الصفر" لتحرير نينوي. 
يأتي ذلك في الوقت الذي قامت قوات البيشمركة الكردية بتحرير مدينة "بعشيقة" من قبضة التنظيم الإرهابي؛ حيث ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها، أن البيشمركة نجحت بفرض سيطرتها أول أمس الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 على بلدة بعشيقة شمال شرق الموصل، على وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية باتجاه معقل الجهاديين في مدينة الرقة السورية.
ووفق متابعين فإن استعادة السيطرة على بعشيقة تعد إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل، بعد ثلاثة أسابيع من بدء القوات العراقية عملية عسكرية ضخمة لدخول ثاني أكبر مدن البلاد.
وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور لوكالة فرانس برس: إن القوات الكردية فرضت "سيطرة كاملة" على بعشيقة، مضيفًا أن "قواتنا تقوم بنزع الألغام وتمشيط المدينة من الداخل"، مشيرًا إلى "مقتل 13 إرهابيًّا كانوا مختبئين داخل بعض البيوت وحاولوا الهروب عن طريق جبل بعشيقة وعثر على خمسة آخرين داخل أنفاق".
وأشار ياور إلى أن استعادة كامل المناطق المحيطة بالموصل من شمال شرق المدينة وحتى جنوب شرقها، وقال: إن "قوات البيشمركة أكملت تحرير كل المناطق المحددة ضمن خطة تحرير الموصل، ومهدت الطريق في كل المحاور للجيش الاتحادي للعبور وتحرير مركز مدينة الموصل".
ووفق ما ذكرت أيضًا بوابة الحركات الإسلامية، أنه في 17 أكتوبر الماضي، انطلقت معركة استعادة الموصل بمشاركة 45 ألفا من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي ميليشيات شيعية موالية للحكومة، والحشد العشائري قوات عشائرية سنية، إلى جانب "البيشمركة" جيش الإقليم الكردي، وبغطاء من التحالف الدولي.
واستعادت القوات المشاركة في العملية خلال الأيام الماضية عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من قبضة تنظيم الدولة، وتمكنت من دخول الموصل من الناحية الشرقية، ووصلت إلى مشارفها الشمالية، كما سيطرت قوات البيشمركة على مدينة بعشيقة 20 كلم شمال شرق الموصل.

بعد استعادة حي الزهراء..
ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.
وحسب جهاز مكافحة الإرهاب فإن أقرب نقطة إلى الموصل، وصلتها القوات العراقية، هي ناحية برطلة شرق المدينة.
أما شمال الموصل، فتحاصر قوات البيشمركة الكردية ناحية بعشيقة بالكامل، تمهيداً لانطلاق قوات جهاز مكافحة الإرهاب لاستعادة عدد من القرى الممتدة على طول الطريق من بعشيقة وحتى مداخل مدينة الموصل من جهة الشمال الشرقي.
 وجنوب الموصل أعلنت القوات المشتركة سيطرتها على كامل ناحية القيارة، وجميع الآبار النفطية المحيطة بها. 
وكانت القوات العراقية سيطرت الاثنين الماضي على حمام العليل، البلدة الاستراتيجية الواقعة على بعد 15 كيلومترًا إلى جنوب حدود الموصل.
كذلك تطرقت بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها السابق، إلى أن مدينة الموصل سقطت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في يونيو عام 2014 ، والذي أحدث تغيرًا جذريًّا في مسار الأزمة العراقية تحديدا والأزمة الإقليمية عموما، وقد أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية مما سمح لقوات تنظيم داعش "والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق.
وتعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي، في كل من سوريا والعراق، والتي أعلن البغدادي منها ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعًا استراتيجيا فريدا فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط؛ لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها.

شارك