بعد إعدام المئات في الموصل.. "داعش" يلجأ للدموية المفرطة لكسب المعركة

السبت 12/نوفمبر/2016 - 04:35 م
طباعة بعد إعدام المئات
 
في الوقت الذي تواصل فيه القوات العراقية مساعيها لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، يستخدم الأخير كل ما لدية من وحشية مفرطة، حيث يقوم بإعدام الأشخاص بأبشع الطرق، وأفادت مصادر أمنية عراقية اليوم السبت 12 نوفمبر 2016، أن تنظيم "داعش" قام بإعدام 26 شخصاً، يمثلون ثلاث عوائل، بينهم أطفال ونساء، رمياً بالرصاص شرقي مدينة الموصل.

بعد إعدام المئات
العقيد خالد الجواري من قيادة عمليات نينوى، أكد أن عناصر "داعش" أعدموا هؤلاء وسط شارع البكر أمام انظار عشرات المدنيين لرفضهم وضع قواعد صواريخ لداعش في منازلهم، مشيرًا إلي أن داعش يعدم المدنيين ممن لا يتعاونون معه في معارك الموصل.
وقال الجواري: "شرعت القوات العراقية باقتحام منطقة القادسية الأولى بعد انتهاء القوات العراقية، وسيطرتهم على منطقة القادسية الثانية وتحريرها بالكامل من بطش داعش، مضيفاً أن الساعات المقبلة ستعلن القوات العراقية بشرى تحرير القادسية الثانية، وتتوجه إلى مركز الأيسر شرقي الموصل.
وسبق أن قالت رافينا شمداساني المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس الجمعة إن مقاتلي داعش أعدموا المزيد من الأشخاص في مناطق محيطة بالموصل هذا الأسبوع وإن هناك تقارير عن تخزينه
وأضافت شمداساني استنادا لمعلومات مصادر على الأرض أن مقبرة جماعية تحوي أكثر من 100 جثة في بلدة حمام العليل ما هي إلا واحدة من عدة ساحات نفذ فيها التنظيم عمليات قتل، ومن بين المصادر رجل تظاهر بأنه ميت خلال عملية إعدام جماعي.
ويتم تنفيذ عمليات إعدام علنية لاتهامات "بالخيانة والتواطؤ" مع القوات العراقية التي تحاول استعادة الموصل أو بسبب استخدام الهواتف المحمولة التي يحظرها التنظيم أو لمحاولة الفرار.
وقالت شمداساني إن التنظيم نشر في طرقات البلدة القديمة في الموصل أفرادا يرتدون أحزمة ناسفة ربما كانوا صبية أو أطفالا ووزع نساء مختطفات على مقاتليه أو أبلغهن بأنهن سيرافقن قوافله.
وتشير تقارير إلى أن الضحايا يشملون ضباطا في قوات الأمن العراقية ومعتقلين لدى تنظيم داعش، بالإضافة إلى أشخاص قتلوا بسبب مشاركتهم في انتفاضات ضد التنظيم منذ بدء عملية الموصل.
وأضافت شمداساني، الواضح أن هناك الكثير من أعمال القتل الجماعي الأخرى في حمام العليل وأماكن أخرى مع إلقاء جثث الضحايا في أماكن مختلفة مشيرة إلى مواقع في مطار الموصل وقرية تل الذهب، مشيرة إلى أن الجنود العراقيين عثروا على كميات كبيرة مخزنة من الكبريت كما وردت تقارير ذات مصداقية عن استخدام تنظيم الدولة الإسلامية “مقذوفات فوسفور” فوق القيارة بالقرب من الموصل.
وتشمل مصادر معلومات الأمم المتحدة أشخاصا يعيشون في مناطق يسيطر عليها التنظيم ويخاطرون بحياتهم لنقل ما يحدث.
وقالت شمدساني إنه في اليوم نفسه أطلق النار على شاب 27 عاما لاستخدامه الهاتف المحمول، في حين أعدم ستة آخرون شنقا في 20 أكتوبر تشرين الأول لإخفائهم شرائح الاتصالات كما تم إطلاق النار يوم الأربعاء على 20 آخرين لتسريبهم معلومات إلى قوات الأمن العراقية.
وقالت شمداساني إن التنظيم نشر في أزقة البلدة القديمة في الموصل أفرادا من كتيبة أبناء الخلافة يرتدون أحزمة ناسفة. وأوضحت التقارير أنهم ربما كانوا صبية أو أطفالا.
وتأكدت الأمم المتحدة من صحة تسجيل دعائي مصور يقوم فيه أربعة أطفال بينهم روسي وأوزبكي بإعدام أربعة بتهمة التجسس.
بعد إعدام المئات
وقالت شمداساني إن معلومات وردت للأمم المتحدة بأن التنظيم اختطف نساء بينهن يزيديات وقام بتوزيعهن على مقاتليه أو أبلغهن بأنهن سيرافقن قوافله، مضيفة: نحن نتكلم عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحتى إبادة جماعية.
ويواصل داعش اتكاب أبشع الجرائم، خشية فقد الأراضي الذي يسيطر عليها في العراق، وبالأخص في ظل تقدم القوات العراقية وتحريرها لأكثر من منتصف الأراضي الذي استحوذ عليها التنظيم منذ إعلانه "دولة الخلافة" في صيف 2014.
والجدير بالذكر أن القوات العراقية توغلت بصورة أكبر في الموصل أمس الجمعة، وقالت إنها تسيطر على ستة أحياء في المدينة، على الرغم من مقاومة شرسة من مسلحي ما يعرف بتنظيم داعش الذين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.
وتعد عملية استعادة الموصل ودحر التنظيم في معقله أكثر العمليات العسكرية تعقيدا في العراق منذ نحو عشر سنوات من الاضطرابات بعد الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وسيطرت القوات الخاصة في الجيش العراقي على حي آخر في الموصل في الوقت أفادت فيه تقارير بأن التنظيم المتشدد أعدم العشرات من المدنيين بتهمة "الخيانة والتواطوء".
وتشارك قوات مكافحة الإرهاب في الجيش العراقي ضمن تحالف أوسع يضم مئة ألف مقاتل يسعون لدحر بضعة آلاف من مسلحي التنظيم في المدينة التي تعد أكبر معقل مدني فيما يعرف بدولة "الخلافة" التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا، على مدى العامين الماضيين.
وتستعد القوات الأمنية بدعم جوي بقيادة الولايات المتحدة للتحرك صوب الأحياء الجنوبية والشمالية في الموصل في الأيام المقبلة لتكثيف الضغط على المتشددين.
وفي هذا الصدد، تقول المنظمة الدولية للهجرة إن حوالي 48 ألف شخص نزحوا بسبب المعارك وهو رقم لا يزال ضئيلا نسبيا مقارنة بتقديرات الأمم المتحدة قبل بدء الحملة لاحتمال نزوح ما يصل إلى 800 ألف شخص.

شارك