مواجهة جديدة مع "بوكو حرام" تنتظر الرئيس الأمريكي الـ45 في غرب إفريقيا
الإثنين 14/نوفمبر/2016 - 01:21 م
طباعة
يبدو أن منطقة غرب إفريقيا ستكون من المناطق التي يجب أن يضعها الرئيس الـ45 للولايات المتحدة على أجندته المزعومة لمواجهة الإرهاب في العالم؛ فقد أعلن زعيم جماعة بوكو حرام الجهادية النيجيرية أبو بكر الشكوي، أن الحرب لا تزال في بدايتها، معلقاً على فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال الشكوي في رسالة صوتية بلغة الهاوسا استمرت حوالي ساعة، وتم بثها على القنوات التقليدية للجماعة المسلحة ومن ثم موقع يوتيوب مساء الأحد 14-11-2016م: "لا تنخدعوا بأشخاص مثل دونالد ترامب، أو جميع أعضاء التحالف الذين يقاتلون أشقاءنا في العراق وسوريا وأفغانستان أو أي مكان آخر وانتهىنا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والآن سنبدأ مع ترامب"، وسنبقى على قناعتنا من حيث إيماننا، ولن نتوقف، الحرب برأينا ما زالت في بدايتها لان المجازر التي تستهدف المسلمين لا زالت قائمة، ورغم ذلك يقبلون بالعيش في دولة ديمقراطية وعلمانية، ولم ينضموا إلى صفوف بوكو حرام".
الولايات المتحدة كانت قد بدأت بالفعل في مواجهة نفوذ بوكو حرام من خلال تدريب أفراد الجيش في الكاميرون على إزالة الألغام والتخلص من المفرقعات بعد تزايد لجوء عناصر حركة (بوكو حرام) المتطرفة إلى استخدام الألغام الأرضية والعمليات الانتحارية في الكاميرون وغيرها وأشار مسئول عسكري رفيع المستوى في ياوندي إلى تراجع قدرة (بوكو حرام) بشكل كبير على شن الهجمات العسكرية الواسعة ضد مواقع الجيشين الكاميروني والنيجيري، خاصة في المناطق الحدودية، الأمر الذي دفع عناصر الحركة إلى اللجوء لاستخدام الألغام الأرضية والعمليات الانتحارية وقال كريستيان ايرهاردت، مسئول الأمن بسفارة الولايات المتحدة في ياوندي، أن حركة (بوكو حرام) باتت تمثل تهديدًا للكاميرون والمنطقة بأسرها، مؤكدًا التزام بلاده بمساعدة الكاميرون وشركائها على تحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات الأمنية.
ولكنها في الوقت ذاته حاولت ابتزاز النظام النيجيري باللعب بملف الأسلحة، التي من المفترض أن يستخدمها ضد الحركة؛ حيث اتهم السفير النيجيري لدى الولايات المتحدة، اديب والي اديبايو، واشنطن بخذلان الصديق النيجيري بالامتناع عن بيع معدات قتالية لدعم قدرة الجيش النيجيري في مواجهة حركة بوكو حرام المتطرفة، وقال: "إن واشنطن تعلم جيدا أن بوكو حرام هي ذراع تنظيم القاعدة العامل في غرب إفريقيا، وإن نيجيريا هي القوة الإقليمية الوحيدة القادرة والساعية لبتر هذا الذراع، وإن أبوجا عندما طلبت توريد معدات قتالية من الولايات المتحدة كانت تسعى لمحاربة الإرهاب وليس للاعتداء على جيرانها لكي ترفض واشنطن المطلب النيجيري".
وقال: إن نيجيريا في مواجهاتها مع مسلحي بوكو حرام إنما تسعى لتوجيه ضربات قاتلة لهذا التنظيم الإرهابي، وليس التعامل معه بضربات تكتيكية؛ نظرًا لاستفحال خطورته، ونبه إلى أن وجود اتفاقات للتعاون الاستراتيجي بين نيجيريا والولايات المتحدة منذ العام 2010 تتيح لنيجيريا التزود بسلاح أمريكي قتالي فتاك، فضلًا عن كون نيجيريا شريكًا في الحرب العالمية على الإرهاب التي تقودها الإدارة الأمريكية، واعتبر أن استناد الولايات المتحدة لرفض مطالب التسلح النيجيرية إلى "ضعف ملف نيجيريا في مجال حقوق الإنسان"، لا يقدم مبررًا سليمًا لرفض المطالب النيجيرية، مذكرًا في هذا الصدد أن جيش بلاده يحارب منظمات تكفيرية وإرهابية تقتل بلا رحمة وتستولي على قرى كاملة، وتختطف رهائن، وتورد المقاتلين لجماعات الإرهاب الأخرى في مالي ومنطقة الساحل والصحراء الإفريقية.
يذكر أن الحركة الجهادية الناشطة في غرب إفريقيا قد بايعت تنظيم داعش في مارس 2015، غير أنها تزداد انقساماً وقد تراجعت قوتها وعين لها تنظيم داعش في أغسطس 2016م زعيماً جديداً هو أبو مصعب البرناوي، نجل مؤسس الحركة محمد يوسف، وشكل هذا التعيين صفعة لأبو بكر الشكوي الذي يتزعم فصيلاً في الجماعة المسلحة وندد فصيل البرناوي بسلوك الشكوي وبالمجازر بحق المدنيين المسلمين في شمال شرق نيجيريا، داعياً إلى تركيز الهجمات على أهداف تابعة للدولة وعلى المسيحيين، وتكثيف الجهود لنشر الدعاية الجهادية.
وكانت الحكومة النيجيرية أعلنت في شهر أكتوبر 2016م الإفراج عن 21 من تلميذات شيبوك، اللواتي خطفن قبل أكثر من عامين مع 200 من رفيقاتهن، بعد مفاوضات مطولة وقال عندها المتحدث باسم الرئاسة غاربا شيهو: إن العديد من الفتيات محتجزات لدى فصيل مأمن نور، القريب من البرناوي، وليس لدى فصيل الشكوي وأدت حركة التمرد التي تخوضها بوكو حرام منذ تولي الشكوي قيادتها في 2009، إلى سقوط أكثر من 20 ألف قتيل وتشريد 2.6 مليون شخص.
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه يبدو أن منطقة غرب إفريقيا ستكون من المناطق التي يجب أن يضعها الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب على أجندته المزعومة لمواجهة الإرهاب في العالم؛ حيث إن الحركة تريد أن تجعل غرب إفريقيا ساحة للصراع بينهما.