بعد سيطرة الحشد الشعبي علي مطار "تلعفر".. "داعش" يلفظ أنفاسه في الموصل

الأربعاء 16/نوفمبر/2016 - 05:45 م
طباعة بعد سيطرة الحشد الشعبي
 
تواصل القوات العراقية، مساعيها لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث أعلنت قوات الحشد الشعبي العراقية أنها سيطرت على مطار تلعفر، غربي الموصل، اليوم الأربعاء 16 نوفمبر 2016، بعد تحرير قرية تل الرمج، بعد أن كان تحت سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي.
بعد سيطرة الحشد الشعبي
ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.
وأكد الحشد الشعبي في بيان له اليوم، أن "مطار تلعفر سقط عسكرياً بيد قواتنا بعد تحرير قرية تل الرمج التي تبعد 2 كيلومتر عن المطار"، مضيفًا أن المطار تحت مرمى نيران قواتنا.
وكان النائب البرلماني عن محافظة نينوى، عز الدين الدولة، أعلن، مطلع الشهر الجاري، موافقة القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، على عدم دخول قوات الحشد الشعبي، إلى قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل، خلال عمليات التحرير، مشيراً إلى أهمية إبعاد قوات الحشد الشعبي، عن معركة تلعفر "لما تمر به هذه المنطقة من ظروف استثنائية"، وأكد أن العبادي "أبدى تفهمه لحساسية أوضاع قضاء تلعفر ووعد بمنع قوات الحشد من دخوله".
إلا أن المتحدث باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، أعلن منذ أيام انطلاق "الصفحة الثالثة من عمليات تحرير غرب الموصل".
وتتواصل عمليات تحرير مدينة الموصل من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي استولى عليها عام 2014، منذ 17 أكتوبر الماضي، حيث باتت القوات العراقية على بعد 4 كيلومترات من الجسر الرابع، الذي يقطع نهر دجلة للوصول إلى الساحل الأيمن من الموصل.
ودخلت القوات العراقية في المحور الشرقي، أما  المحور الجنوبي  أن حي البوسيف هو الذي يفصل القوات الاتحادية عن مطار الموصل كما تفرض قوات مكافحة الإرهاب سيطرتها على حي البكر، أحد أهم معاقل "داعش"، شرق الموصل، وأمامها 4 كيلومترات فقط لتقتحم مركز المدينة، حيث يتحصن التنظيم، وفق قائد محور الجهاز، الفريق عبدالوهاب الساعدي.
 وقتل عشرات المتطرفين في محيط الحي، وتدمير أسلحة ثقيلة وسيارات مفخخة بواسطة طائرات التحالف الدولي، التي استهدفت تجمعاتهم بأربع ضربات مكثفة، وأن خطر "داعش" قد تلاشى داخل الأحياء وتتقدم الفرقة المدرعة التاسعة وألحقت خسائر كبيرة بصفوف المتطرفين جنوب شرقي الموصل، ووصلت إلى حي السلام لتتحرك بعده إلى الجسر الرابع على الساحل الأيسر.
بعد سيطرة الحشد الشعبي
أما جنوب الموصل، فتحقق فيه الشرطة الاتحادية ترافقها عمليات نينوى تقدماً كبيراً ضد عناصر "داعش"، الذين انسحبوا إلى حيي البو سيف والغزلاني قرب المدخل الجنوبي، وسط أنباء تتحدث عن استعداد القوات لاقتحام البو سيف، بعدما أحكمت محاصرته وباتت قذائف المدفعية والصواريخ تنهال على تجمعات التنظيم هناك وشمالاً، تقول العمليات المشتركة إن الفرقة الـ16 بقي أمامها أحياء قليلة عند مدخل المدينة، أصعبها الحي العربي، الذي يحاول التنظيم التحصن بداخله، أما غرب الموصل فحققت ميليشيات الحشد تقدماً كبيراً ضد المتطرفين.
 يذكر أن معركة الموصل أطلقت عليها الحكومة العراقية أسم "قادمون يا نينوى"، وتشارك في العمليات، القوات العراقية والحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية، وكذلك القوات الجوية للتحالف الدولي ضد "داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتعد عملية استعادة الموصل ودحر التنظيم في معقله أكثر العمليات العسكرية تعقيدا في العراق منذ نحو عشر سنوات من الاضطرابات بعد الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.
كذلك تطرقت بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها السابق، إلى أن مدينة الموصل سقطت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في يونيو عام 2014 ، والذي أحدث تغيرًا جذريًّا في مسار الأزمة العراقية تحديدا والأزمة الإقليمية عموما، وقد أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية مما سمح لقوات تنظيم داعش "والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق.
وتعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي، في كل من سوريا والعراق، والتي أعلن البغدادي منها ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعًا استراتيجيا فريدا فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط؛ لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها.

شارك