انتقامًا من "داعش".. الإيزيديات يقتلن عناصر التنظيم في الموصل
الخميس 17/نوفمبر/2016 - 05:50 م
طباعة
مع مواصلة القوات العراقية، معركتها في تحرير مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، يسعي الجميع إلي المشاركة بقدر المستطاع في القضاء علي التنظيم وبالأخص الفئات الأكثر تضررًا من تنظيم داعش، لذلك تشارك أكثر من ألف امرأة وفتاة عراقية، في معركة "الانتقام للإيزيديات المختطفات" من تنظيم "داعش" في غرب الموصل، أكبر معاقل التنظيم وآخرها بشمال العراق.
كان أفاد الناشط والإعلامي الإيزيدي مراد الخالتي في حديث له في العراق بأن وحدات حماية "شنكال" التي تضم مقاتلين إيزيديين ومقاتلات إيزيديات، لتحرير القرى والمناطق الجنوبية في قضاء سنجار، غرب الموصل، من يد تنظيم داعش الإرهابي، مضيفًا أن القوات انطلقت بحملة تحرير جنوب سنجار، بعنوان الانتقام للمختطفات الإيزيديات من تنظيم داعش الإرهابي.
وتقدم المقاتلون مع المقاتلات الإيزيديات نحو قريتي سكينية حيالي جنوب جبل سنجار، والثورة، وأكد الخالتي أن المعارك مستمرة منذ فجر السبت الماضي بتقدم كبير للقوات الإيزيدية.
وقُتل العشرات من عناصر تنظيم داعش، بتقدّم وحدات حماية سنجار، والمرأة الإيزيدية، في جنوب القضاء.
وتحدثت القائدة من "وحدات حماية المرأة الإيزيدية" المقاتلة ضد الإرهاب المتمثل بتنظيم "داعش"، بيريفان شنكال، في العراق، عن آخر تطورات العمليات العسكرية بمشاركة الإيزيديات، لتحرير جنوب قضاء سنجار غرب الموصل من قبضة الدواعش.
وقالت القائدة، إن وحدات مقاومة سنجار، وحماية المرأة الإيزيدية، أنجزت المرحلة الأولى من معركة جنوب القضاء ضد تنظيم "داعش" بتكبيده خسائر بشرية فادحة.
وأضافت شنكال في تصريحات صحافية لها، أن أكثر من ألف امرأة وفتاة إيزيدية مشاركات في عمليات جنوب سنجار، وتمكنَّ من تحرير القرى والمناطق المحددة ضمن المرحلة الأولى دون دعم من أي أحد، مشيرة إلى أن المقاتلات ينحدرن من كل مناطق قضاء سنجار، وبينهنَّ من لهن شقيقات وقريبات مختطفات محررات، وأخريات ما زلن بيد تنظيم "داعش"، منذ عامين ونصف العام من وقع الإبادة واقتياد فتيات ونساء المكون الإيزيدي سبايا وجاريات لعناصر التنظيم وقادته بين الأراضي العراقية والسورية.
شنكال أكدت أن تقدم المقاتلات مع وحدات مقاومة سنجار، مستمرة حتى اللحظة لاقتلاع تنظيم "داعش" من قرى الإيزيدية بجنوب القضاء.
ومر عامان على الهجمة الوحشية التي شنها "داعش" على شنكال، والمرأة الإيزيدية كانت الضحية الأكبر لتلك الهجمة الهمجية ولازال الآلاف من النساء الإيزيديات أسيرات بقبضة الدواعش وواجهن أبشع الانتهاكات والجرائم".
وتمكنت مقاتلات من الوحدات الإيزيدية المقاومة، من عمليات "الانتقام للإيزيديات"، من قتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في غرب الموصل المعقل الأخير للتنظيم في شمال العراق.
وعلي غرار ذلك تم مقتل 32 عنصرا من تنظيم "داعش" بتقدم مقاومة سنجار " YBŞ"، ووحدات المرأة " YJŞ" في غرب الموصل.
وسيطرت الوحدات الإيزيدية على تلال استراتيجية مهمة، بطرد عناصر "داعش" الإرهابي منها في جنوب سنجار.
وأعلنت وحدات المرأة في سنجار التي يرمز لها (YJŞ) ووحدات مقاومة شنكال (YBŞ)، في بيان سابق لها، تم انطلاق حملة عسكرية في محيط شنكال تحت عنوان "حملة الثأر للنساء الإيزيديات.
ورغم أن مقاتلي التنظيم قتلوا مسلمين وغير المسلمين دون تفرقة فقد اختصوا الأقلية اليزيدية التي تجمع معتقداتها بين عناصر مختلفة من عدة أديان بمعاملة وحشية.
وتعرض الآلاف من أبناء هذه الطائفة للقتل والأسر والاسترقاق على أيدي التنظيم فيما وصفته الأمم المتحدة بحملة إبادة جماعية.
وقد بدأ الشهر الماضي هجوم تدعمه الولايات المتحدة لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، واستطاعت القوات المهاجمة السيطرة على العديد من المدن والقرى حول الموصل.
ويشارك في تلك العملية حوالي 100 ألف مقاتل من القوات الحكومية وقوات الأمن الكردية ورجال الفصائل المسلحة الشيعية.
وفي هذا السياق قال مسعود البرزاني رئيس حكومة إقليم كردستان في شمال العراق، : إن البشمركة لن ينسحبوا من المناطق التي انتزعوا السيطرة عليها من الدولة الإسلامية وتعهد بحماية الأقليات التي تعيش في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد.
وقد اتهمت إحدى منظمات حقوق الإنسان المقاتلين الأكراد في الآونة الأخيرة بتدمير بيوت العرب دون سند قانوني في المناطق التي استولوا عليها من التنظيم بين عامي 2014 و2016.
ووفق تقارير فقد قام تنظيم "داعش" بنقل عشرات الرهائن الأيزيديات إلى خارج الموصل، حيث تشن القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة التي تعد آخر معقل للجماعة الإرهابية في العراق.
ونقل "داعش" عشرات النساء الذين خطفتهم واستعبدتهم في عام 2014، من الموصل إلى مدينة الرقة، معقل الجماعة في سوريا، ووصل العشرات إلي الرقة بعد هروبهم من مدينة الموصل.
وكانت جماعة داعش شنت هجوماً على سنجار والقرى المجاورة لها وقتل أكثر 5000 رجل وصبي من الأيزيديين، وفقاً للإحصائيات التابعة للأمم المتحدة، بالتزامن مع أخذ نساء الأيزيديين وبناتهم كـ"سبايا"، وهرب عشرات الآلاف من الأيزيديين إلى جبل سنجار حيث واجهوا الموت من الجوع والعطش حتى قبل أن يتم إنقاذهم.
وسبق أن صوت البرلمان العراقي بالأكثرية على مقترح قرار يلزم الحكومة الاتحادية متابعة أوضاع النساء الإيزيديات اللواتي وقعن بيد تنظيم "داعش" الإرهابي سبايا للبيع بأسواق الرقيق العائدة إلى عصور الجاهلية للاستعباد الجنسي منذ أكثر من عامين على اختطافهن من غرب الموصل.