الصليب الأحمر الألماني يحذر من انهيار كلي للبنى التحتية في حلب

الأحد 20/نوفمبر/2016 - 01:38 م
طباعة الصليب الأحمر الألماني
 
فيما يستمر القصف المكثف قالت مصادر من المعارضة: إن كل المستشفيات في شرق حلب أصبحت خارج الخدمة، لكن المرصد السوري قال: إن بعضها ما يزال يعمل. والصليب الأحمر الألماني يحذر من انهيار كلي للبنية التحتية في المدينة المنكوبة.
البيان لمديرية صحة حلب أرسله مسئول من المعارضة لرويترز في وقت متأخر من الليلة الماضية قالت فيه: إن "كل المشافي العاملة بمدينة حلب خرحت عن الخدمة نتيجة القصف الممنهج والمستمر لهذه المشافي خلال اليومين الماضيين من قبل قوات النظام والطيران الروسي".
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن بعض المستشفيات ما زالت تعمل في المناطق المحاصرة بحلب لكن الكثير من السكان يخشون الذهاب إليها بسبب القصف العنيف.
ونقل مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية للمدينة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة أن هذه الأحياء لا تزال عرضة لسقوط قذائف وصواريخ وبراميل متفجرة. وكان أفاد الجمعة بأن القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الاحياء التي اعتادت على الغارات الجوية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: إن "الناس ينامون على دوي القصف ويستيقظون على دوي القصف"، مضيفا: "أنهم لا يجرءون على الخروج من منازلهم".
وفي سياق متصل عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء أوروبيون عن قلقهم البالغ بشأن الوضع الإنساني في حلب وطالبوا بوقف الهجمات على الفور. وازداد الوضع الإنساني تفاقمًا في حلب بعدما اشتد قصف قوات النظام على الأحياء الشرقية بالمدينة.
وذكر البيت الأبيض أن قادة الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا دعوا روسيا وإيران إلى وقف كل الأنشطة العسكرية في مدينة حلب السورية على الفور.
لكن المستشارة الألمانية ميركل قالت لاحقا: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعماء الأوروبيين لم يبحثوا مسألة فرض عقوبات على روسيا جراء تورطها العسكري في سوريا خلال اجتماع في برلين .
وقد نددت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس بالقصف "المشين" الذي استهدف مستشفيات في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، محذرة موسكو ودمشق من عواقب مثل هذه الأفعال.
وقالت رايس في بيان: إن الولايات المتحدة "تدين بشدة الهجمات الرهيبة ضد منشآت طبية وعمال مساعدات إنسانية. لا عذر لهذه الأفعال الشائنة"، مضيفةً أن "النظام السوري وحلفاءه، بالأخص روسيا، مسئولون عن العواقب الفورية وعلى المدى الطويل لهذه الأفعال".
وطالبت رايس "بوقف فوري لهذا القصف، (وندعو) روسيا إلى احتواء العنف وتسهيل المساعدات الإنسانية و(سبل) وصولها للشعب السوري".
وفي سياق متصل قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ناقشا أزمة سوريا عبر الهاتف. وقالت الوزارة إن لافروف وكيري ركزا في المحادثة الهاتفية على الوضع في شرق حلب. من جانبها، تقول موسكو إنها غير ضالعة في هذا الهجوم على حلب وتركز ضرباتها على المعارضة والجهاديين في إدلب المجاورة.
وتعد مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضرراً منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام المصممة على استعادة القسم الشرقي. وأفادت وسائل الإعلام السورية الحكومية أن مدنيين قتلا بصواريخ أطلقتها فصائل معارضة على القسم الغربي من المدينة.
من جهة أخرى، أعرب مسئولان كبيران في الأمم المتحدة عن "الصدمة" من التصعيد الأخير في العنف. وقال منسق الشئون الإنسانية في سوريا، علي الزعتري، والمنسق الإقليمي للشئون الإنسانية للأزمة السورية، كيفن كينيدي، إن "الأمم المتحدة تعرب عن شديد حزنها وصدمتها من التصعيد الأخير في الأعمال القتالية التي تجري في مناطق عديدة من سوريا".
وجاء في البيان أن المنظمة الدولية لديها خطة لإيصال مساعدات إلى شرق حلب، موضحًاً أن "الأمم المتحدة أطلعت جميع أطراف النزاع في حلب والدول المعنية على خطتها الإنسانية بشكل مفصل لتوفير المساعدة اللازمة والمستعجلة لسكان شرقي حلب، وإجراء عمليات الإخلاء الطبي للمرضى والجرحى".
وطالب البيان بـ"موافقة جميع الأطراف على الخطة والسماح لنا بتأمين الوصول الفوري والآمن ودون عوائق من أجل تقديم الإغاثة إلى من هم في أشد الحاجة في شرق حلب وعلى قدم المساواة في جميع الأجزاء الأخرى من سوريا؛ حيث يتواجد المحتاجون".
يشار إلى أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، سيقوم اليوم بزيارة إلى دمشق؛ حيث يلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام.

شارك