بعد نجاح الجيش الليبي في القضاء علي الإرهاب.. "حفتر" يستعيد نفوذه في البلاد

الأحد 20/نوفمبر/2016 - 05:29 م
طباعة بعد نجاح الجيش الليبي
 
مع توتر الأوضاع في ليبيا، وفشل حكومة الوفاق الوطني في عودة الإستقرار للبلاد، بدا الجيش الليبي بزعامة المشير خليفة حفتر يحظي بترحيب وثقة كبيرة، كذلك حظي باعتراف دولي وإقليمي بدوره المحوري في أي حل مستقبلي.
بعد نجاح الجيش الليبي
ويستبشر الليبيون بأن تعود الحياة لطبيعتها خلال فترة قصيرة، وبالأخص مع تدخل الجيش الليبي في المعارك الدائرة وتخليص الشعب من الإرهاب والقضاء علي التنظيم الإرهابي "داعش" الذي استطاع التوغل في البلاد في المرحلة الماضية.
وتتواصل المعارك في عدة أماكن في بنغازي، للقضاء علي الجماعات الإرهابية، وفيما يكتسب المشير خليفة حفتر نفوذا سياسيا وزاد تقدم الجيش من شعبيته.
وبدأ الصراع على السلطة في 2014، بين عدة حكومات واحده في الشرق والأخري في العاصمة طرابلس،  وسيطرت الأخيرة المنضوية تحت لواء فجر ليبيا علي العاصمة في ذلك العام، فيما حدثت به انشقاقات لاحقا وتغير موقفه إلى تأييد حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والتي انتقلت إلى العاصمة في مارس الماضي.
 ويرفض حفتر والبرلمان الليبي وحكومة الشرق، منح الثقة لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، وأصبحوا أكثر ثقة في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الوفاق مصاعب.
ومنذ شهرين حصلوا على قوة دافعة جديدة عندما انتزع الجيش الوطني الليبي السيطرة على مرافئ نفطية إلى الجنوب والغرب من بنغازي من فصيل متحالف مع حكومة الوفاق، مما غذى التكهنات بأن حفتر يضع غرب ليبيا وطرابلس نصب عينيه.
وتقتصر الاشتباكات في بنغازي حاليا على منطقتين أو ثلاث، ويشعر بعض السكان في وسط المدينة الساحلية التي يسكنها 700 ألف بالأمان للمرة الأولى في سنوات بعد التفجيرات والاغتيالات التي سبقت إطلاق حفتر عملية الكرامة في مايو 2014 ضد الإسلاميين والقتال الذي تلاها، ومن بين الإجراءات الجديدة المراقبة الإلكترونية لحركة السير وفرق رصد السيارات الملغومة ودوريات الشرطة النسائية.
وقال صالح هويدي، رئيس إدارة الأمن في بنغازي، إن وضع الأمن ظاهر للجميع الحمد لله.. استطعنا أن نعيد الأمن في بنغازي بنسبة 90 في المئة أو أكثر. لا ننكر أنه توجد بعض الخلايا النائمة ولكن لا جدوى لها إلا أن تختفي. ظهورها ليس في صالحها.
وتصاعدت وتيرة العنف بين الجيش الوطني الليبي وخصمه الأساسي مجلس شورى ثوار بنغازي، وقتل هذا الأسبوع ما لا يقل عن 20 من قوات الجيش عندما شرع حفتر في أحدث هجوم له والذي شمل غارات جوية على أجزاء من المدينة.
ويرفض الجيش أي وساطات لوقف تقدمه في الجيوب التي يسيطر عليها متشددون بعضهم مرتبط بأنصار الشريعة "القاعدة"، وآخرون بداعش، والبعض منهم على صلة بميليشيات في طرابلس.
وتعتمد قوة الجيش على تحالفات محلية معقدة ومتغيرة، وتسري شائعات عن هجمات مضادة ضد المرافئ النفطية وبنغازي وفي مدينة درنة القريبة من الحدود المصرية، حيث يقاتل الجيش الوطني الليبي تحالفا منفصلا وتجددت الاشتباكات في الأيام الأخيرة.
واستبدل الجيش الوطني الليبي المجالس البلدية بحكام عسكريين في بنغازي وما لا يقل عن سبع بلدات ومدن أخرى في تحرك يقول إنه ضروري لاستعادة النظام والخدمات الأساسية.
بعد نجاح الجيش الليبي
وفي ذات السياق، أشادت الولايات المتحدة، على لسان مبعوثها إلى ليبيا دوناثان وينر، بتضحيات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر في المعارك التي يخوضها في بنغازي.
وقال "وينر" في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر:"تضحيات صعبة من قبل جنود الجيش الوطني الليبي، جرى الأعلان في الأسبوع الجاري عن 20 قتيلا و40 جريحا في القتال ضد الإرهاب في بنغازى".
ويتسم الموقف الأمريكي والغربي بالغموض من دور الجيش الوطني في شرق البلاد، وتتركز تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين على التعبير عن الرفض المطلق للحل العسكري، واعتبار حفتر عقبة في طريق التسوية السياسية، بحسب اتفاق الصخيرات.
 وشارك مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر نظيره الأمريكي الموقف، وعبر عن الفكرة ذاتها، مشيرا إلى أن القضاء على الإرهاب في مصلحة كل الليبيين.
وتأتي هذه المواقف الجديدة تجاه ما يجري في بنغازي عقب تطور ميداني لافت  في العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الوطني ضد مسلحين يقول إنهم ينتمون لـ"داعش" وإلى "مجلس شورى ثوار بنغازي"، في آخر معقلين لهما غرب المدينة، حيث تمكن الجيش في اليومين الأخيرين من السيطرة على منطقة القوارشة ومواقع أخرى هامة بشكل كامل ومفاجئ، ما يوحي بانهيار المسلحين المحاصرين هناك منذ مدة طويلة.
وكانت سيطرت قوات حفتر على منطقة القوارشة غرب مدينة بنغازي الخميس الماضي، عقب معارك مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي قتل وأصيب فيها العشرات من الجانبين.
وقتل 23 شخصا وأصيب أكثر 45 من قوات حفتر خلال الاشتباكات مع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي الذين قتل ثلاثة منهم وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح متفاوتة في اشتباكات الأمس، بينهم قائد ميداني.
وفي تعليقه على سيطرة قوات حفتر على منطقة القوارشة، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر على صفحته على موقع تويتر، إن "الجيش الوطني يتكبد خسائر مؤلمة في الأرواح في سبيل محاربة الإرهاب في بنغازي، ويحقق تقدما مهما في عملية القضاء على الإرهاب هناك لمصلحة جميع الليبيين".

شارك