بابا الفاتيكان وبطريرك موسكو يعلقان على وضع مسيحيي الشرق: "كارثة"

الإثنين 21/نوفمبر/2016 - 01:03 م
طباعة بابا الفاتيكان وبطريرك
 
جمعت صدفة أكبر رجلين للدين المسيحي في العالم قاما بالتعليق على وضع مسيحيي الشرق الأوسط في وقت واحد؛ حيث قال البابا فرنسيس الأول معلقًا على القسوة المستشرية في سوريا وصف بطريرك موسكو وسائر روسيا، كيريل، بطريرك أكبر كنيسة أرثوذكسية شرقية، طرد المسيحيين من منطقة الشرق الأوسط بأنه "كارثة حضارية".
وقال البطريرك في تصريح لقناة"RT":  إن "القضاء على المسيحيين وطردهم من هذه المنطقة يعتبر ليس فقط جريمة ضد الديانة وضد الحقوق والحريات الإنسانية، بل وكارثة حضارية؛ لأنه مع اختفاء السكان المسيحيين سيتغير كل شيء كثيرًا في تلك الدول".
وأعاد إلى الأذهان أن الشرق الأوسط يعتبر "مهد الديانة والثقافة المسيحية"، ولذلك فإن حماية المسيحيين أصبحت موضوعًا رئيسيًا خلال لقاء البطريرك مع البابا فرنسيس في العاصمة الكوبية هافانا، في شباط الماضي.
وأضاف البطريرك أن "من بين كل الأقليات يعاني المسيحيون أكثر من الآخرين. والأرقام مرعبة؛ حيث كان مليون ونصف المليون من المسيحيين في العراق، والآن عددهم أقل من 150 ألفًا، واختفى نصف المليون من المسيحيين في سوريا، ومن غير المعروف ما إذا قتلوا أو هاجروا".
وشدد البطريرك على ضرورة وقف إراقة الدماء بالمنطقة؛ من أجل إنقاذ سكانها.
ندد البابا فرنسيس "القسوة" المستشرية في سوريا حيث "يبحث كل واحد عن مصلحته الخاصة"، وذلك أمام أعضاء المجلس التمثيلي لكاريتاس الدولي، داعيًا إلى دعم حضور الكنيسة في الشرق الأوسط.
ذكر البابا في حديثه بشكل خاص الوضع في سوريا؛ حيث "يتشابك كل هذا العالم أي القوى الدولية من أجل القيام بالحرب. كل واحد يبحث عن مصلحته الخاصة ولا أحد يبحث عن حرية الشعب". بالنسبة إلى البابا "فقد الحنان والمحبة ولا يوجد سوى القسوة فحسب. إنّ ما يحصل اليوم في سوريا هو قسوة بامتياز، إنه مختبر من القسوة".
وفي خلال المقابلة التي جرت في قاعة كليمنتين في الفاتيكان، شدد على "المسئولية الكبيرة" من أجل الحفاظ على "حضور الكنيسة في العالم العربي والإسلامي". وأضاف: "بهدف التغلّب على تصلّب القلوب" في عالم "تسيطر عليه ثقافة الرفض"، اقترح البابا فرنسيس من جديد "ثورة الحنان". وفسّر: "إنّ الحنان هو قرب؛ إنها اللفتة العظيمة التي يقوم بها الآب تجاهنا عندما أرسل ابنه الوحيد الذي اقترب منا عندما أصبح واحدًا منا".
وشدد البابا فرنسيس: "إنّ هذا النبع من الحنان ليس مجرّد فكرة بل هو جوهر ربنا الذي هو أب وأم في الوقت نفسه". وحذّر من أنّ الحلول لا يمكن أن تأتي اليوم من الروحانيات النظرية إنما من عبر اللفتات الملموسة. وحثّ البابا على أن نخاف من الجسد بل "على لمس الآخر ومعانقته وتقبيله لأنّ الرب قد تجسّد وجسد المسيح اليوم هو هؤلاء المنفيين والمستغلّين وضحايا الحروب".

شارك