السيسي والإفتاء ومواجهة الإرهاب

الإثنين 21/نوفمبر/2016 - 02:54 م
طباعة السيسي والإفتاء ومواجهة
 
كثيرًا ما يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أننا في حرب حقيقية مع الإرهاب، ويستدل على ذلك دومًا بما كان يحدث في الداخل المصري من تفجيرات وزرع قنابل واعتداءات على المصالح العامة والخاصة وغيرها، وشاهد آخر على صحة كلام الرئيس ما يحدث في سيناء كل يوم من عمليات عسكرية لمواجهة إرهابيي داعش وبيت المقدس، ومؤخرًا وفي إطار محاولات الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمرة ودعواته المستمرة لمواجهة التطرف والإرهاب فقد دعا إلى تشكيل اتحاد عالمي لمكافحة الجماعات الإرهابية، وقد ثمَّن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية المبادرة التي دعا إليها السيسي لتشكيل اتحاد عالمي لمكافحة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش، وتقديم الدعم للدول التي تخوض حروبًا ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية مهما كانت مسمياتها.
وقال مرصد الإفتاء: إن هذه المبادرة تنبع من إدراك الرئيس السيسي لمدى أهمية اتحاد دول العالم في مواجهة الإرهاب الذي لا يقتصر خطره على دولة بمفردها، بل يعاني منه العالم بأسره، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، أصبحت لا تتمركز في منطقة واحدة؛ بل تنتشر كالخلايا السرطانية في جميع أنحاء العالم، وهو ما يؤثر بالسلب على أمن واستقرار المجتمع الدولي.
السيسي والإفتاء ومواجهة
وأشاد مرصد دار الإفتاء بالرؤية الثاقبة للرئيس السيسي التي ركزت على أهمية معالجة المرض وليس أعراضه فقط، وذلك حين دعا المسئولين الأوروبيين إلى الاهتمام بعلاج المشكلة الأساسية التي تجسدت أعراضها في مشكلة اللاجئين والهجرة غير الشرعية التي باتت تؤرق القارة الأوروبية وتقض مضجعها.
وأكد المرصد أن محاربة الإرهاب لا تتحدد في جغرافية معينة، وأنه لا توجد دولة بمأمن من الإرهاب، منوهًا إلى أن الجماعات الإرهابية تقتات على الدمار والدماء؛ ولذلك تسعى إلى تقويض الاستقرار في أكثر من منطقة في العالم حتى يزداد زخمها ويستشري خطرها، ومن هنا جاءت دعوة السيد الرئيس لدول العالم إلى العمل سويًّا وفق استراتيجية واسعة النطاق تشمل إلى جانب الأمن العوامل الاقتصادية والاجتماعية والفكرية من أجل منع تلك الجماعات الإرهابية من تحقيق أهدافها والوصول إلى مبتغاها.
وأضاف مرصد الفتاوى التكفيرية أنه في ظل ما يعانيه العالم من ويلات الإرهاب، أضحت مبادرة تشكيل هذا الاتحاد العالمي ضرورة ملحة تُوجب الاستجابة الفورية لها من جميع دول العالم في إطار محاربة الإرهاب على كافة الأصعدة؛ ذلك لأن الإرهاب مرض عضال استشرى في أنحاء العالم، ولذلك لا بد من تكاتف وتعاون العالم أجمع في مواجهة هذه الآفة من جميع الجوانب الفكرية والعقدية والأمنية والسياسية.
ورغم أن دار الإفتاء المصرية- بل معظم المؤسسات الدينية العاملة في مصر- قد ثمنت دعوة السيد الرئيس لإنشاء هذا التحاد العالمي إلا أنه لم تعرض لنا جهة من هذه الجهات ولا حتى الرئاسة المصرية آليات تكون هذا الاتحاد وطبيعة عملة وأهدافه القريبة والبعيدة، وكذلك آليات المواجهة مع هذه الجماعات الإرهابية، وتظل الدعوة في طورها اللفظي- والذي يصعب تنفيذه على أرض الواقع لانعدام الرؤية من ناحية ومن ناحية أخرى صعوبة التقارب بين المذاهب الإسلامية بعضها البعض؛ حيث إن كل مذهب يتخيل أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة، وأنه يمتلك في المقابل صحيح الدين، وأن بقية المذاهب إنما هي فرق ضالة، تلك الرؤية يؤمن بها أكثر المذاهب والمؤسسات التي تدعي الاعتدال والوسطية.

شارك