"الولايات المتحدة" تتصدى للدعاية الجهادية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي
الثلاثاء 22/نوفمبر/2016 - 10:36 ص
طباعة
أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تستخدم فيسبوك للتصدي للدعاية الجهادية، وذلك من خلال الاشتراك بخدمات إعلانية مدفوعة الأجر يتيحها موقع التواصل الاجتماعي لانتقاء جمهور محدد وإرسال رسائل مضادة للجهاديين إليه.
خلال منتدى في واشنطن حول القضايا الدفاعية قال مايكل لامبكين المسئول في وزارة الخارجية الأمريكية عن الدعاية المضادة: إن الخدمات الإعلانية على فيسبوك التي بدأت الإدارة باستخدامها هذا العام تتيح على سبيل المثال "أن اختار البلد الفلاني، وأن أحدد أنني أريد الشريحة العمرية بين 13 و34 عامًا وأنني أريد أشخاصًا عبروا عن (الإعجاب) بأبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وبعدها "يمكنني أن أرسل رسائل مباشرة إليهم".
وأضاف: "في بعض أنحاء العالم لا تبلغ الكلفة سوى بضعة سنتات للضغطة الواحدة". وأكد المسئول الأمريكي أن هذه التقنية مجدية؛ لأنه "مقابل استثمار ضئيل للغاية يمكننا التصويب على العدو بدقة عالية".
وتوفر الخدمات الإعلانية التي يتيحها فيسبوك أدوات شديدة الفعالية يمكن للحكومة الأمريكية الاستفادة منها؛ نظرًا إلى افتقارها لهذه الأدوات بسبب قوانين حماية الحياة الخاصة التي تقيّد قدرة الإدارات الحكومية على تخزين بيانات تتعلق بالمواطنين.
ومقابل هذه القيود المفروضة على الحكومة فإن فيسبوك وجوجل وتويتر وأمازون وسواها من شركات الإنترنت العملاقة- تمتلك مخزونات ضخمة من البيانات المتعلقة بمستخدميها، والتي يمكن تصنيفها وغربلتها واستخدامها بحرية أكبر بكثير من تلك المتاحة أمام المؤسسات الحكومية.
وكان قد تمكن قراصنة انترنت أمريكيون العام الماضي من إحباط هجمات انتحارية في تونس والولايات المتحدة الأمريكية، بعد التجسس على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمقاتلي "داعش". القراصنة قاموا بإخطار الاستخبارات الأمريكية بمعلوماتهم على الفور.
وقد تمكن قراصنة برمجيات ينتمون إلى مجموعة "غوست سيك" من إحباط هجمات إرهابية على مواقع في جزيرة جربة في الجنوب التونسي ومدينة نيويورك الأمريكية في يوليو من العام الماضي. وذكرت صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار أن القراصنة نجحوا في اختراق حسابات مقاتلي تنظيم داعش على الشبكات الاجتماعية وتمكنوا من التجسس على محادثاتهم. بعد التحريات الكافية قامت مجموعة "غوست سيك" بجمع المعلومات ونقلها إلى السلطات الأمريكية، وسارعت الأخيرة إلى التدخل في الوقت المناسب وتحذير شرطة نيويورك والسلطات في تونس لتفادي وقوع الهجمات المخطط لها.
كما ذكرت صحيفة بيلد أن مجموعة "غوست سيك" تواصلت مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) والشرطة الفيدرالية (إف بي آي) عن طريق الوسيط مايكل سميث، وهو مستشار لدى الكونغرس الأمريكي ومؤسس لشركة كرونوس أدفيسوري الأمريكية المختصة في الشئون الأمنية.
وقامت صحيفة بيلد بإجراء حوار مع عضو ألماني في مجموعة "غوست سيك" يدعى "انتل غوست" (اسم مستعار). رفض "انتل غوست" الإفصاح عن التقنيات التي يستعملها في التجسس على مقاتلي داعش، لكنه ذكر أن المجموعة تقوم بشكل منتظم بمسح الشبكات الاجتماعية بحثا عن قنوات تواصل المتشددين الإسلامويين لاختراقها والتجسس عليها تفاديا لحدوث هجمات إرهابية.
ويقول: "مقاتلو تنظيم داعش لا يعلمون بوجودنا، لكننا نعيش بينهم في العالم الافتراضي. نقوم بتحليل معلوماتهم ونقرع جرس الإنذار كلما دعت الحاجة إلى ذلك". ويضيف في حديثه مع صحيفة بيلد: "نحن في تواصل دائم مع السلطات (الأمريكية) حتى يتسنى لها تحذير نظرائها في المناطق في الوقت المناسب". القرصان الألماني أكد أن للتعاون المعلوماتي ثمرته، فقد أحبط هجمات عديدة وأدى إلى القبض على العديد من المشتبه بهم في العالم. لكن اسم "غوست سيك" لم يُذكر بالرغم من ذلك.
أما في ما يتعلق بالهجوم على تونس، فقال القرصان الألماني: "وقع التفطن لتغريدة أحد مقاتلي داعش على تويتر، وبعد التحري عنه، توصلنا إلى أن الأمر يتعلق بالتخطيط لهجوم انتحاري على سوق سياحي حيوي بالقرب من حي "حومة السوق" وسط جزيرة جربة. قمنا بإحباط هذا الهجوم". وبالفعل قامت وزارة الداخلية التونسية من القبض على "مجموعة إرهابية خطيرة" في جزيرة جربة في الجنوب التونسي خططت لهجمات مسلحة على مناطق سياحية.
وبعد هجمات باريس الأخيرة أعلنت مجموعة "أنونيموس" المشهورة حربًا افتراضية على تنظيم داعش ووعدت "بملاحقة الإرهابيين في الشبكات الاجتماعية وتدمير حساباتهم". كما تعالت أصوات عديدة في أوروبا تطالب بمراقبة أكثر صرامة لنشاط الإرهابيين على شبكات التواصل الاجتماعي وضرورة تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول الأوروبية.