قوات سوريا الديمقراطية ومعارك "الحسم" مع داعش في معقله الأخير بالرقة

الثلاثاء 22/نوفمبر/2016 - 12:50 م
طباعة قوات سوريا الديمقراطية
 
 تشكل المعارك التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم "داعش" في معقله الأخير بالرقة- عنصرًا مهمًّا من عناصر التدليل على مدى تماسك التنظيم وقدرته على البقاء والتواجد في الرقة، بعد بداية انهياره في معقله الأخير في الموصل العراقية، وتؤكد المؤشرات على مدى صعوبة تحقيق انتصار كامل من قِبَل قوات سوريا الديمقراطية على التنظيم على الرغم من انسحابه مساء أمس الاثنين 21-11-2016م من قريةِ تل السمن في ريف الرقة الشمالي والتي تعتبر نقطة استراتيجية للتنظيم، بعد معاركَ مع قواتِ سوريا الديمقراطية، التي استمرت تسعة أيام، وجاء الانسحابَ عقب قصفٍ مكثف لطائرات التحالف الدولي، إضافة لقصفٍ مدفعي وصاروخي للقوات الكردية على مواقع التنظيم. 
قوات سوريا الديمقراطية
قرية تل السمن التي تعد نقطة استراتيجية لتنظيم داعش، تعد مؤشرًا على صعوبة المعركة بين الطرفين؛ حيث تَمكن الطرفُ المسيطر على القرية من جعلِها نقطة انطلاق لمعارك قادمة، كما سبق ودارت معارك حول قرية خنيز المجاورة، حيث عرقلت العواصف الرملية العمليات العسكرية وحدّت من نشاط طائرات التحالف الدولي، وقال قيادي في قوات سوريا الديمقراطية: إن الوضع خطير بسبب العواصف الرملية التي تعيق تقدم قواتهم وتعيق قدرة طائرات التحالف على الرصد، ونتخوف من أن يستغل تنظيم الدولة هذا الوضع للتسلل ويشن هجومًا معاكسًا، وإن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين يتقدمون من محوري سلوك وعين عيسى يقتربون من الالتقاء عند نهر البليخ الذي تقع بلدة الهيشة على ضفافه. 
وقالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية: "قواتنا تقترب من الالتقاء، وتعتمد استراتيجيتنا على التقدم وفق مراحل ومحاصرة العدو ضمن مناطق واسعة تمهيدا لبدء عمليات التمشيط وإنه بعد السيطرة على 15 قرية وعدة مناطق زراعية منذ بدء الهجوم، استطاعت قوات سوريا الديمقراطية (ذات الغالبية الكردية) قطع ثلث المسافة نحو مدينة الرقة، ولا يفصلها عن المدينة حاليا سوى ثلاثين كيلومترا كما سيطرنا على قرى وادي الورود والهيشة وطويلعة شمال مدينة الرقة، كما تدور اشتباكات عنيفة في محيط قرية خنيز التي يتحصن فيها التنظيم، شن طيران التحالف الدولي غارات استهدفت مبنى "الشرطة الإسلامية" والإرشاد الزراعي ومتاجر بقرية خنيز".
قوات سوريا الديمقراطية
 يذكر أن واشنطن نسقت مع أنقرة بشأن العمليات العسكرية الدائرة في الرقة مع الاتفاق على عدم السماح لقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية بإدارة الرقة، وبعد لقاء جمع بين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دنفورد ونظيره التركي الجنرال خلوصي أكار في أنقرة قالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان: إن الجنرالين ناقشا الخطط طويلة الأجل للعمل على تقويض قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على التخطيط لشن عمليات خارجية ضد البلدين وضد دول حليفة وأطراف أخرى، وأعلن دنفورد أن عملية عزل الرقة ستستغرق أشهرا، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع تركيا وأطراف أخرى لتحديد تشكيلة القوات التي ستقوم فعليا بالسيطرة على الرقة وتسييرها ولقد علمنا دائمًا بأن قوات سوريا الديمقراطية ليست الحل للسيطرة وإدارة الرقة، وأنه يتم حاليا إيجاد الخليط المناسب للقوات التي ستسيطر على الرقة، وذلك بتشكيلها من قبل قبائل محلية وسكان محيط الرقة ومن قوات المعارضة السورية والجيش الحر، ونريد أن نكون شفافين بشكل كامل بشأن ذلك (عملية الرقة) مع حليفتنا تركيا".
وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن دنفورد أكد لنظيره التركي الالتزام بتعهد التحالف الدولي الذي قطعه منذ فترة طويلة وهو يقضي بعدم السيطرة على الرقة دون التنسيق مع الأتراك، واتفق الجانبان على تخصيص ضابط ارتباط وموظفين أمريكيين يعملون بمقر هيئة الأركان التركية في أنقرة؛ حيث إنهم سيرفعون تقارير إلى قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال جو فوتيل وينسقون مع التحالف، وجاء الاجتماع مباشرة بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية عن بدء عملية عزل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا للحد من حرية حركة مقاتلي التنظيم الفارين من الموصل؛ حيث تشهد الأخيرة عملية عسكرية لاستعادتها من قبل القوات العراقية.
قوات سوريا الديمقراطية
مما سبق نستطيع التأكيد على أن المعارك التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم داعش في معقله الأخير بالرقة، كما تعد عنصرًا مهمًّا من عناصر التدليل على مدى تماسك التنظيم وقدرته على البقاء والتواجد في الرقة، بعد بداية انهياره في معقله الأخير في الموصل العراقية، إلا أن المؤشرات تؤكد على مدى صعوبة تحقيق انتصار كامل من قبل قوات سوريا الديمقراطية على التنظيم في ظل العلاقات الدولية والإقليمة المتشابكة التي تحيط بالصراع في سوريا. 

شارك