قيم التسامح والتعايش السلمي والمصالحة بين الأديان.. في قمة للقيادات الدينية بإسبانيا

الثلاثاء 22/نوفمبر/2016 - 01:58 م
طباعة قيم التسامح والتعايش
 
استضافت إسبانيا الأسبوع الماضي على مدار يومين "قمة للقيادات الدينية من أجل السلام في الشرق الأوسط" بمشاركة 25 شخصية دينية؛ بهدف تعزيز الدور الإيجابي للزعماء الدينيين في بناء السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وعقدت قمة الزعماء الدينيين في مدينة أليكانتي، برعاية الحكومة الإسبانية بالتعاون مع منظمة تحالف الحضارات للأمم المتحدة، في حدث فريد من نوعه يجمع بين كبار الشخصيات الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية في المنطقة، لمناقشة دورهم ومسئولياتهم في المصالحة وتعزيز السلام والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وافتتح القمة وزير الدولة الإسبانية للشئون الخارجية اجناسيو ايبانيز، والممثل السامي للأمم المتحدة من أجل تحالف الحضارات ناصر عبدالعزيز الناصر. وكان من بين المشاركين النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين المطران وليم شوملي، والنائب البطريركي للروم الكاثوليك في الجليل المطران جورج بقعوني، ورئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأرض المقدسة المطران منيب يونان.
وبحثت القمة التي جرت فعاليات يومها الأول في المركز الثقافي "البيت المتوسطي" سبل تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والمصالحة بين الأديان، وكذلك التصدي للعنف والتطرف ولخطاب الكراهية بين الأديان. واختتمت في العاصمة مدريد باجتماع في مقر وزارة الخارجية الإسبانية مع الوزير ألفونسو داستيس؛ حيث اضطلع على نتائج الاجتماع في أليكانتي وانطباعات القيادات الدينية.
وأكد السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أن كافة الأديان السماوية تنبذ العنف والقتل، وتدعو إلى التسامح والمصالحة واحترام الآخر.. مبينًا أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به القادة الدينيون في احلال السلام في الشرق الأوسط ، وتوجيه الشباب نحو الاعتدال ونبذ العنف . 
جاء ذلك في كلمة له أمام المشاركين في قمة "القيادات الدينية من أجل السلام في الشرق الأوسط". 
وقال النصر، في كلمته: "إن المشاركين في القمة من القيادات الدينية أجمعوا على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعد صراعا سياسيا وليس صراعًا دينيًّا"...
وأوضح: "أن البيان المشترك الذي صدر في ختام القمة تضمن تأكيدًا على مواصلة الحوار لتمهيد الطريق إلى إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبذل الجهد لتعزيز التسامح والاعتدال وكذلك مناشدة القيادات السياسية لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية".
من جانب آخر، أجرى السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر، مباحثات مع وزير الخارجية الإسباني سعادة السيد ألفونسو داستيز، في العاصمة مدريد، تناولت أطر التعاون بين الحكومة الإسبانية ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، خاصة وأن إسبانيا تدعم المنظمة الأممية ماديًّا وسياسيًّا.
يُذكر أن قمة القيادات الدينية، هي مبادرة مشتركة للمنظمة الأممية التي يرأسها الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ووزارة الخارجية الإسبانية، وتهدف إلى فتح الحوار السلمي بين القيادات الدينية من الفلسطينيين والإسرائيليين، والدفع بدورهم في تعزيز التسامح والتعايش السلمي.
ذلك لا يعفي الزعماء الدينيين بأي شكل من مسئولياتهم تجاه المجتمعات التي يمثلونها. وأكدوا ضمن ذلك الإطار على التزامهم بالعمل لوقف التحريض والتحريف وتشويه صورة الآخر وبتعليم الأجيال الجديدة على الاحترام المتبادل في الوقت الذي شددوا فيه على "أن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي هما المسئولان عن مصيرهما المشترك وبان الديانات الثلاث هي المسئولة عن خلق الأرضية المناسبة لصنع السلام وللتعايش السلمي وتعزيز التفاهم بين الأديان في أجواء من العدالة والأمن". واعتبروا أن العنف والانتهاكات والجرائم التي تركب يوميًّا باسم الله هي تدنيس لاسمه تعالى وبان السبيل الوحيد لحل الصراعات هو التفاوض والحوار. وفي الختام أعلنوا تشكيل لجنة عمل دائمة لتنفيذ مبادئ هذه الوثيقة معلنين كذلك التزامهم بالعمل المشترك ومحاولة ضم قيادات دينية جديدة لهذا المشروع وإرشاد الأجيال الشابة للسير على هذا الطريق. ويأتي ذلك في ختام القمة الدينية التي جمعت على مدى يومين بين 25 زعيمًا من الديانات الثلاث في المنطقة لبحث دور الزعماء الدينيين ومسئولياتهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط برعاية الحكومة الإسبانية بالتعاون مع منظمة تحالف الحضارات للأمم المتحدة في حدث فريد من نوعه. وبحثت القمة التي جرت فعاليات يومها الأول في المركز الثقافي (البيت المتوسطي) بمجينة (اليكانتي) الشرقية سبل تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والمصالحة بين الأديان ومنع تشكيلها مصدرا للصراع وكذلك التصدي للعنف والتطرف ولخطاب الكراهية بين الاديان. وشارك في القمة عدد من علماء الإسلام والشريعة الإسلامية وكباء أئمة المساجد في القدس وأعلى السلطات في الكنائس المسيحية ومسئولون المراكز الدينية المختلفة علمًا أنها تأتي ضمن إطار التزام إسبانيا بعملية السلام في الشرق الأوسط وحرصها الدائم على دفع الحوار بين الثقافات والأديان كأداة لمنع الصراعات وإيجاد الحلول لها.

شارك