بعد نجاحاته الأخيرة.. "حفتر" ورقة المجتمع الدولي في استعادة ليبيا

الثلاثاء 22/نوفمبر/2016 - 02:25 م
طباعة بعد نجاحاته الأخيرة..
 
مع احتدام الصراع بين الحكومات الليبية، واحدة في الشرق والأخرى في العاصمة طرابلس، ومهاجمة كل طرف للآخر، نجح الجيش الليبي الموالي لحكومة الشرق في استعادة ثقة المجتمع الدولي والغرب؛ حيث بدأ الأخير يشيد بدور خليفة حفتر بعد سيطرته على منطقة القوارشة ونجاحة في السيطرة على معظم الأراضي الذي احتلها التنظيم الإرهابي "داعش".
بعد نجاحاته الأخيرة..
يأتي ذلك في الوقت الذي فشلت فيه حكومة الوفاق الليبية المقيمة في طرابلس والتي حظت بدعم دولي وعربي كبيران، إلا أن الشعب الليبي بدأ يستنجد بحفتر لعودة الأمن والأمان للبلاد مجددًأ.
ويبدو أن نجاح حفتر في الفترة الأخيرة، دفع الأطراف الرافضة له، بالعودة مجددًا ومنحه الثقة، وبالأخص بعد سيطرته مؤخرا على كامل منطقة القوارشة، غربي مدينة بنغازي التي تعد أهم المناطق التي كانت تتحصن بها كتائب مجلس شورى ثوار بنغازي، وتنظيم أنصار الشريعة وعناصر داعش.
كذلك كان قد سيطر الجيش الجمعة الماضية، على جزء مهم من منطقة قنفودة، غربي المدينة، مقتربًا من إحكام سيطرته على كامل المدينة.
ومع نجاح الجيش الليبي في ذلك التقدم، أشاد الاتحاد الأوروبي في بيان له على لسان ناطقة باسم خدمة العمل الخارجي بالاتحاد، بانتصارات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي كان يصفه سابقًا بقوات حفتر أو القوات الموالية لمجلس النواب.
وحمل بيان الاتحاد الأوروبي اعترافًا آخر، بوصف الجماعات التي يقاتلها الجيش الليبي، في بنغازي بأنها إرهابية وذلك في فقرته التي قال فيها: "يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الليبيين للوحدة في الكفاح ضد الإرهاب"، مقدمًا تعازيه لضحايا أفراد الجيش أو الليبيين الذين سقطوا وهم يكافحون ضد الإرهاب في بنغازي.
كذلك رحب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، بتقدم قوات الجيش الليبي في بنغازي.
وسبق وأن أشاد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا جوناثان وينر، بما اعتبره تضحيات جنود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب في بنغازي.
وفي تعليقه على سيطرة قوات حفتر على منطقة القوارشة، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر على صفحته على موقع تويتر: إن "الجيش الوطني يتكبد خسائر مؤلمة في الأرواح في سبيل محاربة الإرهاب في بنغازي، ويحقق تقدمًا مهمًّا في عملية القضاء على الإرهاب هناك لمصلحة جميع الليبيين".
في هذا السياق، يرى نعيم الغرياني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي، في تصريح صحافي، أن الغرب لا يعترف إلا بمبدأ القوة، وهو ما يفسر تغير التصريحات بشأن الجيش بعد أن اقترب من حسم المعركة لصالحه في بنغازي، معتبرًا أن الغرب لا يراهن على الحصان الخاسر.
وتابع: "انتصار الجيش حاليًّا في بنغازي في ظل حظر السلاح الذي يفرضه المجتمع الدولي يحرج الغرب كثيرًا؛ لذلك سارع بعض سياسييه في تبني تلك الانتصارات ومباركتها".
وأصبح الآن حفتر هو الورقة المربحة بالنسبة للغرب، بعد أن كل الدعم متجه نحو حكومة الوفاق الليبية، ورقمًا كبيرًا في المعادلة الليبية.
سبق وأن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير لها، أن الصراع على السلطة بدأ في 2014، بين عدة حكومات واحده في الشرق والأخرى في العاصمة طرابلس، وسيطرت الأخيرة المنضوية تحت لواء فجر ليبيا على العاصمة في ذلك العام، فيما حدثت به انشقاقات لاحقًا وتغير موقفه إلى تأييد حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والتي انتقلت إلى العاصمة في مارس الماضي.
بعد نجاحاته الأخيرة..
ويرفض حفتر والبرلمان الليبي وحكومة الشرق، منح الثقة لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، وأصبحوا أكثر ثقة في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الوفاق مصاعب.
ومنذ شهرين حصلوا على قوة دافعة جديدة عندما انتزع الجيش الوطني الليبي السيطرة على مرافئ نفطية إلى الجنوب والغرب من بنغازي من فصيل متحالف مع حكومة الوفاق، مما غذى التكهنات بأن حفتر يضع غرب ليبيا وطرابلس نصب عينيه.
وسبق للمجتمع الدولي أن سحب الاعتراف بالجيش بشكل غير مباشر؛ لأنه غير خاضع لسلطة المجلس الرئاسي المنبثق عن جولات الحوار، والذي يعتبره المجتمع الدولي صاحب الشرعية في البلاد.
ويتساءل مراقبون: لماذا تقدم الجيش الليبي في الوقت الحالي، بعد أن كانت المعارك في بنغازي تسير بوتيرة بطيئة جدًّا، جعلت الكثيرين من مؤيدي الجنرال يتذمرون بسبب طول فترة الحرب.
ويرى صالح عبداللطيف رئيس تحرير صحيفة الراصد الإخباري، الليبية، في حوار للتلفزيون الليبي، أن السر وراء ذلك يكمن في أهمية المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد، موضحًا أن ليبيا الآن تمر بمرحلة مهمة تعاد فيها الحسابات السياسية، خاصةً بعد إعلان نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق علي القطراني، أن كوبلر وافق على فتح مسودة الحوار من جديد وإلغاء المادة الثامنة منه.
ويرى صالح أن المادة الثامنة في الاتفاق السياسي، الموقع في 17 ديسمبر 2015، في الصخيرات المغربية، هي سبب الخلاف الحاصل بين رافضي الحوار السياسي، والموافقين عليه؛ حيث تنص على نقل كافة الصلاحيات السيادية في الدولة إلى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بما فيها منصب القائد الأعلى للجيش الليبي، الذي يتولاه خليفة حفتر حاليًّا.
بعد نجاحاته الأخيرة..
ووفق محللين فإن المشير حفتر، يرى أنه لا بد من حصوله على ورقة رابحة خلال الجولة المقبلة من الحوار بعد فشل الحوار السابق، ولن يجد أفضل من ورقة بنغازي في التفاوض؛ وبالتالي هو يسعى لإنهاء المعركة والسيطرة التامة على المدينة.
ويري محللون أن حفتر، لن يستطيع تحمل أوزار وضريبة الحرب أكثر من ذلك”، ويقصد “تزايد التذمر الأهلي في بنغازي، وخاصة المهجرين منها بسبب المعارك، بعد أن طالت الحرب في المدينة، معتبرين أن حفتر يهتم كثيرا بالدعم الشعبي له من قبل الليبيين؛ لأنه من أهم الأسباب التي أدت لأن يصبح ورقة هامة، ورقمًا كبيرًا جدًّا في المعادلة الليبية.
ويقول العقيد أحمد المسماري، الناطق العسكري باسم القيادة العامة للجيش الليبي: إن أعينهم تنظر إلى السرايا الحمراء، في إشارة إلى العاصمة طرابلس، موضحًا أن ما تبقى في بنغازي هو جيوب لبقايا الإرهابيين، في قنفودة.
وقال إنه تم القضاء على الإرهاب في بنغازي، وإن القادم هو العاصمة طرابلس.
وتسيطر قوات حفتر على أكثر من 98% من بنغازي وضواحيها، إضافة إلى سيطرتها على كامل شرق البلاد من بلدة بن جواد غربًا، إلى الحدود الليبية المصرية شرقًا، باستثناء مدينة درنة، التي تحاصرها قواته منذ عام ونصف العام، ناهيك عن دخولها مؤخرًا لمدن بالجنوب، وسيطرتها على مدن أخرى غرب البلاد.

شارك