بعد الغزو الأردوغاني للشمال السوري.. الأكراد في مرمى القضاء التركي

الأربعاء 23/نوفمبر/2016 - 01:26 م
طباعة بعد الغزو الأردوغاني
 
 يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصر على القضاء على أي نفوذ كردي في الشمال السوري، فبعد غزو الشمال السوري ومنع قوات سوريا الديمقراطية من التوسع نحو الغرب سرعان ما استكمل مخططه بإصدار مذكرة توقيف بحق القيادي الكردي السوري صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.
بعد الغزو الأردوغاني
 وبحسب مذكرة التوقيف التي صدرت بتاريخ 22-11-2016م فإن مسلم مشتبه بعلاقته باعتداء ارتكب في أنقرة في فبراير 2016م الماضي، كما طلب القضاء التركي اعتقال 48 شخصًا أيضًا على صلة باعتداء ارتكب في أنقرة، بينهم قادة حزب العمال الكردستاني التركي الذي تعتبره أنقرة "منظمة إرهابية" وتستهدف مذكرات التوقيف صالح مسلم وثلاثة قياديين كبار في حزب العمال الكردستاني، هم جميل باييك ومراد كارايلان وفهمان حسين، وتصنف تركيا أيضا وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، منظمة "إرهابية" وتشكل وحدات حماية الشعب جزءا من تحالف عربي- كردي يقاتل تنظيم داعش في سوريا بدعم من واشنطن.
ومذكرات التوقيف مرتبطة باعتداء وقع في أنقرة في 17 فبراير 2016م، وأسفر عن سقوط نحو ثلاثين قتيلًا وتبنت الهجوم حينذاك مجموعة "صقور حرية كردستان" المنشقة عن حزب العمال الكردستاني، لكن الحكومة التركية أكدت أن الاعتداء خطط له حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، ونفى صالح مسلم وجميل باييك هذه الاتهامات، وإثر تحقيق سريع، تعرف القضاء التركي على هوية كردي سوري هو صلاح نيجار يشتبه بعلاقته بوحدات حماية الشعب الكردية وأعلن أنه منفذ الهجوم.
بعد الغزو الأردوغاني
وفي بيروت، قال المسئول في حزب الاتحاد الديمقراطي إبراهيم إبراهيم لوكال: "بأي حق يصدر أردوغان مذكرة توقيف ضد مواطن سوري؟ وإن هذا القرار يعكس "كره الأتراك" للأكراد". وكان صالح مسلم قد قال في وقت سابق في استوكهولم: إن "من المستحيل" تحقيق مصالحة مع تركيا ما دام أردوغان في الحكم.. ويسافر مسلم غالبًا، وتوجه خصوصًا إلى بروكسل مرارًا. وآخر زيارة قام بها لتركيا تعود إلى صيف 2015، وفي بداية النزاع السوري، كان مسلم يزور تركيا على الدوام؛ حيث كان يعتبر شريكًا محتملًا على غرار أكراد العراق، لكن الحكومة التركية باتت تعتبره اليوم "زعيمًا إرهابيًّا"، وتتهمه بدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وقد بدأ الجيش التركي عمليةً غير مسبوقة في سوريا؛ بهدف صد تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد نحو الجنوب.
 وقال الدكتور رجائي فايد، رئيس المركز المصري للدراسات الكردية: إن الخطوات المتسارعة للأكراد في شمال سوريا بإعلانهم الفيدرالية جعلت تركيا تتوافق مع نظام بشار الأسد، بأن الأكراد تهديد للطرفين، وأن التصريحات التركية تغيرت تجاه بشار الأسد وضرورة مشاركته في المرحلة الانتقالية، ما شجع قوات الجيش السوري لدخول منطقة الحسكة ومحاربة الأكراد بها، مشيرًا إلى أنه على الرغم من العلاقة المتباينة بين المشهد التركي مع إيران ورسيا والنظام السوري، إلا أن الأكراد حفزوا هذا القوى على أن يدركوا الخطر الحقيقي عليهم ليس تنظيم داعش الإرهابي ولكن الأكراد؛ بسبب تطلعاتهم لتأسيس دولة قومية لهم.
بعد الغزو الأردوغاني
وتابع أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك الأكراد لقمة سائغة لهذه الدول ولكنها مقيدة في هذه الفترة بسبب الانتخابات الرئاسية، وأن تركيا تربطها بالأكراد حدود تمتد لأكثر من 800 كيلومتر، وأن تركيا أعلنت مرارًا أنها لن تصمت تجاه التوسع الكردي، وأنه من المتوقع أن يستمر الجيش السوري في محاربة الأكراد في الحسكة بالتزامن مع معارك يشنها الجيش التركي على الحدود المتاخمة للأكراد عبر غرفة قيادة مشتركة بين الجيشين.
فيما قال إبراهيم كابان، الباحث الاستراتيجي في المركز الكردي للدراسات بألمانيا: إنه من الواضح وجود اتفاق بين تركيا والنظام السوري بتوجيه المعارضة التركية نحو الأكراد، وفي المقابل تحرك النظام السوري لمحاربة الأكراد، وبذلك يخرج النظام السوري من أزمته وينهض أمام تراجع المعارضة، وفي المقابل تنتهي المخاوف التركية من وجود كيان كردي على حدودها الجنوبية، وأن تركيا تطمح إلى تحرك من نظام بشار الأسد في إنهاء الوضع الكردي المتطور في شمال سوريا، لا سيما أن التحالف الدولي يساند إدارة روجآفا وقوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصر على القضاء على أي نفوذ كردي في الشمال السوري، فبعد غزو الشمال السوري ومنع قوات سوريا الديمقراطية من التوسع نحو الغرب سرعان ما استكمل مخططه بإصدار مذكرة توقيف بحق القيادي الكردي السوري صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، والذي سيكون البداية لاستهدافات جديدة للقادة الأكراد.

شارك