بعد إقحام الأطفال في معارك تحرير الموصل.. الحكومة العراقية متهمة بتجنيدهم
الأربعاء 23/نوفمبر/2016 - 02:08 م
طباعة
في ظل احتدام المعارك التي تقودها القوات العراقية في الموصل، لتحرير مدنها من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"- بدأت الاتهامات تحيط بحكومة بغداد والحشد العشائري؛ حيث اتهمت هيئة علماء المسلمين في العراق الحكومة والحشد بتجنيد الأطفال وإقحامهم في المعارك، ما أثار التساؤلات حول مراعاة حقوق الإنسان وخصوصًا الأطفال في ظل معركة الموصل المحتدمة منذ أكثر من شهر.
وقالت الهيئة في بيان لها أمس الثلاثاء 23 نوفمبر 2016: إن الحكومة والحشد العشائري في محافظة نينوى يضغطان على بعض الأهالي في مخيمات النزوح بمحيط الموصل، لإرسال أبنائهم دون سن الرشد للقتال، وذلك عن طريق التهديد أو استغلال حاجتهم المادية والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.
من جانبه نفى الناطق باسم عشائر نينوى الشيخ مزاحم الحويت، اتهامات هيئة علماء المسلمين وقبلها منظمة "هيومن رايتس ووتش" حول تجنيد الأطفال من قبلهم.
وقال الحويت: إن "الحشد العشائري لا يضم فئات عمرية دون سن الثامنة عشرة، ونحن ملتزمون في القرارات التي صدرت بالتنسيق المشترك مع الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق". مطالبًا بالتحقيق في هذه الاتهامات، مضيفًا أن قوات أمريكية وعراقية تشرف على تدريب الحشد العشائري، وهي بصدد تسليحه وتجهيزه بآليات عسكرية متطورة.
من جانبه، يقول عضو محافظة نينوى محمد إبراهيم إنه لا صحة لوجود أطفال ضمن فصائل الحشد العشائري، مشيرًا إلى أن هناك لجنة مختصة تشرف على قبول المتطوعين تعمل وفق ضوابط محددة، "لكن هناك من يريد أن يعكر صفو الانتصارات التي حققتها القوات العراقية، ويحاول إرباك عمل الحشد العشائري في معركة الموصل".
مسئول الثقافة والإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق عبد الحميد العاني، قال: إن هذه ليست المرة الأولى التي تنفي فيها الحكومة والميليشيات وقوع انتهاكات، ولكن في كل مرة تظهر الوثائق والأدلة التي تؤكد هذه الانتهاكات، بالإضافة إلى تقارير منظمات حقوقية محلية ودولية تثبت وقوع انتهاكات بحق شريحة أو طائفة من الشعب العراقي، مضيفًا أن الهيئة لم تتهم الحكومة العراقية والميليشيات إلا بناء على أدلة قوية، منها تقارير المنظمات الدولية، بالإضافة إلى شهادات النازحين الذين تعرضوا لانتهاكات وأرغموا على الرضوخ لممارسات تحت ظروف إنسانية صعبة.
العاني أبدى تعجبه من أن "يأتي الرد على هذه الاتهامات من قبل الميليشيات التي يتبجح أفرادها بنشر صور لانتهاكاتهم".
جاء ذلك بعد مقطع صوتي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي "بقيام الأجهزة الأمنية الحكومية بدهس أحد الأطفال بدبابة، وبمقطع آخر يظهر قيام الأجهزة الأمنية بضرب طفل بمطرقة من الحديد، بالإضافة للعديد من الانتهاكات والضرب والإهانات وحتى الإعدامات أمام أعين الناس".
وأشار العاني إلى أن "منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش- وثقت جرائم الحكومة والميليشيات الطائفية في تقارير، واتهمتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
وسبق أن اتهمت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تنظيم "داعش" بتجنيد الأطفال للقتال في صفوفه، وقالت في وقت سابق: إن التنظيم أبلغ سكان حمام العليل جنوب الموصل أنه يتعين عليهم أن يسلموا أطفالهم ولا سيما الصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم التاسعة، في توجه لتجنيدهم على ما يبدو.
وعلى الصعيد الميداني، دمرت القوات الأمريكية في ضربة جوية جسراً على نهر دجلة، مما قيد حركة عناصر داعش بين الأجزاء الغربية والشرقية لمدينة الموصل.
وشهدت تلعفر حركة نزوح كبيرة مع اقتحام ميليشيات الحشد مركز المدينة؛ حيث انتقلت الموجة الأكبر من النازحين نحو منطقة البعاج على الحدود السورية.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر كردية أن ميليشيات الحشد الشعبي بدأت هجوماً على قضاء تلعفر غرب الموصل؛ ما أدى إلى انسحاب عناصر داعش ضمن العائلات الفارة باتجاه البعاج أقصى غرب الموصل، والتي لا تزال تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.
وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق أعلنت، الاثنين الماضي، استعادة قواتها عددًا من القرى الاستراتيجية في المحور الشمالي من الموصل من قبضة داعش، فيما نفّذت قوات عراقية وأمريكية، عملية إنزال في مدينة تلعفر غرب الموصل.
وفيما تم اعتقال 7 قيادات من داعش في المنطقة الغربية من الموصل خلال عملية الإنزال التي نفذتها قوات أمريكية وعراقية في تلعفر.
ونقلًا عن مصادر كردية قولها: إن قيادات داعش الذين تم اعتقالهم هم من العسكريين الذين لهم دور في قيادة المعارك، متوقعاً أن يكون رصد اتصالات داعش هو الذي قاد إلى مركز قيادتهم في المدينة لمعركة الموصل.
وأتت عملية الإنزال في تلعفر لتظهر استخدام القيادة العسكرية وقوات التحالف خططًا جديدة في قتال التنظيم.
وتتقدم القوات العراقية ببطء نحو مركز الموصل الذي يتحصن داعش داخله؛ بسبب المتفجرات وبقاء المدنيين في منازلهم، حيث تتقدم الفرقة السادسة عشرة يرافقها لواء من الجيش ضد داعش في المحور الشمالي تحت غطاء جوي مباشر من التحالف.
أما شرق الموصل على الساحل الأيسر، فلا تزال قوات مكافحة الإرهاب تحقق تقدماً في استعادة مدن وقرى، وتؤمن المدنيين، فيما يقول قادة الجهاز إنهم سيطروا على أكثر من نصف المناطق البالغ عددها 60 منطقة، وإن قواتهم بحاجة لوقت أكثر لتحكم قبضتها على الساحل بالكامل.
وفي المحور الجنوبي، لا تزال قوات الشرطة الاتحادية تطهر محيط حمام العليل من المتفجرات وتؤمن عودة المدنيين لمنازلهم بعد أن استعادت أكثر من 80 قرية. وتبقى أمامها منطقتان مهمتان توصلان إلى مطار الموصل الاستراتيجي ومنه إلى المباني الحكومية، وسط أنباء عن رصد تحركات التنظيم وتجمعاته داخل الموصل لتدميرها بواسطة طائرات التحالف والجيش وصواريخ حديثة جهزت بها القوات مؤخرًا.
وكانت الضربات الجوية الأمريكية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم القاعدة دمرت في وقت سابق ثلاثة جسور من أصل خمسة.
وانطلقت معركة استعادة الموصل في 17 أكتوبر 2016 بمشاركة 45 ألفًا من القوات التابعة لحكومة بغداد من الجيش والشرطة مدعومين بقوات من الحشد الشعبي وحرس نينوى "سني"، إلى جانب البيشمركة.
وتحظى عملية تحرير الموصل بغطاء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كما شهدت العملية منذ بدأها استعادة عشرات البلدات والقرى من قبضة التنظيم الإرهابي.