بعد مقتل وجرح 10 أتراك في غارة جوية سورية.. الأسد وأردوغان وجهًا لوجه

الخميس 24/نوفمبر/2016 - 12:47 م
طباعة بعد مقتل وجرح 10
 
سيشكل مقتل وجرح 10 جنود أتراك بغارة جوية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد قرب مدينة الباب في الشمال السوري تحولاً جديدًا في مسار الصراع السوري؛ نظرا لما تمثله هذه العملية من خطورة بالغة على مجريات الصراع وأطرافه؛ حيث تعد عملية الاستهداف الأولى المباشرة لجنود أتراك مشاركين في عملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش وتنامى النفوذ الكردي. 
بعد مقتل وجرح 10
ويعد إعلان وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس 24-11-2016م عن مقتل ثلاثة جنود وجرح سبعة آخرين، في غارة حددت أنها لقوات الأسد شرقي مدينة حلب- تأكيدًا جديدًا على أنها استهدفت بشكل مباشر من قوات الرئيس السوري؛ حيث قالت: "إن ضربة جوية يعتقد أن طائرات الأسد نفذتها، أدت إلى مقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة 7 آخرين أحدهم في حالة خطيرة، وأن الهجوم وقع نحو الساعة 3:30 صباحاً (0030 بتوقيت غرينتش) خلال الحملة التي تنفذها فصائل "درع الفرات" بدعم من تركيا في شمال سوريا"، وهو الأمر الذي يختلف بلا شك عن الغارة التي شنتها طائرات الأسد الحربية التي دخلت لأول مرة في مواجهة مباشرة على فصائل "درع الفرات" المدعومة من تركيا وقصفت قريتي "تل مضيق وتل جيجان" التابعتين لمدينة الباب بريف حلب الشمالي، وأكد المكتب الإعلامي لغرفة عمليات "حوار كلس" استشهاد 3 مقاتلين من الجيش السوري الحر إثر قصف طيران النظام المروحي قرية "تل المضيق" قرب مدينة الباب، وأن قوات الأسد وقوات سوريا الديمقراطية بزعامة تنظيم "PYD" الكردي شنوا هجوماً مشتركاً على فصائل "درع الفرات" خلال تحريرها قرى وبلدات ريف حلب الشمالي من تنظيم "داعش".
بدوره، أكد النقيب "عبدالسلام عبدالرزاق " المتحدث العسكري باسم حركة "نور الدين الزنكي" استهداف طائرات الأسد مواقع فصائل درع الفرات، وذلك بهدف قطع الطريق أمام الثوار للتقدم نحو مدينة الباب كبرى وآخر معاقل تنظيم "داعش" بريف حلب، وأن تحالفات نظام الأسد مع تنظيم "داعش" والميليشيات الكردية خرجت إلى العلن، وذلك بعد سنوات من التعاون والتنسيق السري، مشدداً بالقول: "سنتابع تحرير كل مناطق حلب وريفها من تنظيم داعش"، ولكن الوضع تبدل الآن، وقد تحول إلى واقع على الأرض وتجسد بعدد من القتلى الأتراك.
بعد مقتل وجرح 10
واقعة القتل للجنود الأتراك جاءت بعد عدة حوادث على الحدود التركية السورية؛ ففي 22 من يونيو عام 2012 قام الدفاع الجوي السوري بإسقاط طائرة فانتوم حربية تركية وتسببت هذه الحادثة في زيادة التوتر بين البلدين، كما قامت طائرات نفاثة سورية بانتهاك المجال الجوي التركي خمس مرات بدون أن تُهاجم. 
وفي أكتوبر 2012م ارتفع التوتر بين البلدين عندما سقطت صواريخ هاون على الأراضي التركية وضربت قذيفة هاون أقجة المدينة التركية؛ مما أدى إلى مقتل خمسة مدنين وردت تركيا بقصف مواقع الجيش السوري على الحدود طيلة شهر أكتوبر، كما سقطت قذائف هاون السورية باستمرار على الأرضي التركية ليرد الجيش التركي بشن غارات انتقامية بالمدافع وصواريخ هاون على سوريا بجموع 87 مرة، وهذه الهجمات خلفت مقتل 12 جنديًّا سوريًّا ودمرت عدد من الدبابات. 
وفي 16 يونيو عام 2013 أسقطت طائرات تركية مروحية سورية على الحدود السورية التركية، واعترف الجيش السوري أن المروحية انحرفت نحو المجال الجوي التركي لوقت قصير أثناء مراقبتها تحركات لإرهابيين نحو معبر الحدود السورية، ولكن كان الأمر حادثاً، وأن المروحية كانت في طريق عودتها في وقت إسقاطها.
بعد مقتل وجرح 10
وفي يناير عام 2014 قتل على الحدود السورية التركية خمسة سوريين أكراد أثناء عبورهم الحدود إلى تركيا عندما أطلق عليهم النار حراس الحدود الأتراك، وهم زاهر مولا ومحمد أحمد مع ثلاثة رجال آخرين لم يتم التعرف على هوياتهم. 
وفي 23 من مارس عام 2014 أسقطت طائرة حربية تركية الطائرة السورية المقاتلة ميغ 23، وقالت سوريا وقتها: إن طائرتها كانت في مهمة في المجال الجوي السوري للهجوم على مناطق للثوار في مدينة اللاذقية عندما أسقطتها تركيا كتصرف عدواني فاضح. 
وفي 16 مايو عام 2015 قامت طائرة القوات التركية الجوية من نوع إف 16 باسقاط طائرة بدون طيار إيرانية الصنع باسم مهاجر، والتي انتهكت المجال الجوي التركي لمحافظة هاتاي ودخلت بمسافة 11 كيلومترًا في المجال الجوي التركي، وتم إسقاطها بصاروخين، وقالت تركيا: إن المروحية التي قامت بالانتهاك تم إسقاطها، ولكن بعد فترة تم الاعتراف أنها طائرة بدون طيار. 
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بلا شك سيشكل مقتل وجرح 10 جنود أتراك بغارة جوية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد قرب مدينة الباب في الشمال السوري تحولاً جديدًا في مسار الصراع السوري؛ نظرًا لما تمثله هذه العملية من خطورة بالغة على مجريات الصراع وأطرافه.

شارك